وصفت مجلة "ذا ويك" الأمريكية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرجل الذكى ، لافتة إلى أن الحديث المعتاد عن استراتيجية بوتين في منطقة الشرق الأوسط وتصويرها بلعبة الشطرنج لايأتى من فراغ . وعن التدخل العسكري الروسي الأخير في سوريا، قالت المجلة في تقريرها بعنوان " كيف فازت روسيا على أمريكا في لعبة الشرق الأوسط الكبرى":" إنها لعبة إستراتيجية ذكية للغاية من جانب بوتين، لقد تمكن الرئيس الروسي من استغلال أخطاء إدارة أوباما في المنطقة بشكل يخدم مصالحه". ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن روسيا لديها مصالح واضحة في المنطقة، أولها مصالحها الحيوية في سوريا، وعلى رأسها قاعدة طرطوس، لأنها موطئ القدم الوحيد لها في المياه الدافئة، وتعد طرفًا مكافئًا للوجود الأمريكي القوي في قبرص. أما المصلحة الثانية، فتوضح المجلة الامريكية ان تتمثل في معاناة روسيا من مشكلة داخلية وهي المتشددين الإسلاميين في منطقة شمال القوقاز. وثالثا، تستمتع روسيا بتهديد المصالح الأمريكية الجيوستراتيجية، وهذا يشمل الهيمنة الاستراتيجية لواشنطن على الشرق الأوسط. واضافت "ذا ويك" :" بوتين نجح في فرض سيطرته على المجال الجوي في سوريا، إثر استراتيجية طويلة المدى نفذها على مدار السنوات الماضية لتعزيز القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس السوري". ووصفت المجلة الأمريكية قاعدة طرطوس البحرية الروسية في سوريا، بأنها ترمز لنفوذ موسكو في الشرق الأوسط و"المياه الدافئة". وأضافت أن لسان حال الرئيس الروسي الآن يقول: "الآن المجال الجوي السوري هو لنا". وتساءلت المجلة: "ماذا لو أعلن بوتين في الوقت الراهن بسط سيطرته على الأجواء السورية، وإسقاط أي مقاتلة تخترقها، ماذا سيكون رد فعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأوروبا آنذاك؟" وتساءلت المجلة:" هل تتدخل الولاياتالمتحدة الآن لردع حكومة الأسد المدعومة حاليا من روسيا، حال استخدامها للأسلحة الكيماوية مجددا، رغم أن واشنطن لم تتدخل مسبقا حينما تجاوزت دمشق الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما".