وصف اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، حرب أكتوبر بأنها كانت معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبكل المقاييس العسكرية، حيث انتصرت القوات المسلحة المصرية على عدو متغطرس ساندته قوة عسكرية كبيرة متمثلة في الدور الذي لعبته أمريكا أثناء الحرب. وأضاف سالم، في حوار نشرته جريدة الشروق في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن مجموعته الاستطلاعية بدأت مهمتها قبيل الحرب بساعات وتحديدا في ليلة السادسة من أكتوبر 1973، حيث تم تكليفهم بالوصول إلى عمق 60 كم بشرق القناة، لافتا إلى أن وقت الوصول يستغرق يومين والمهمة كلها تتطلب 6 أيام، إلا أن مفاجأة الحرب وعبور الجيش المصري القناة جعل المهمة تمتد إلى 6 أشهر كاملة حتى مارس 1974. وأشار الرئيس الأسبق لجهاز الاستطلاع، إلى أن تدخل أمريكا في الحرب لمساندة الجيش الإسرائيلى قلب الموازين وغير من اتجاه الحرب، حيث إنها تدخلت بحرب إلكترونية شاملة وبقدرات تفوق القدرات المصرية بمراحل حتى أحدثت الثغرة لتدعم مرور ثلث القوات الإسرائيلية لغرب القناة. وأوضح سالم أنه فور وصول القوات الإسرائيلية لغرب القناة، وصل مطار القاهرة وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسنجر وتوجه للرئيس الراحل أنور السادات وأطلعه على خريطة الحرب قائلا له: قواتك قادرة على سحق القوات الإسرائيلية التي أحدثت الثغرة ولن نسمح لكم بذلك وإذا حدث سيتدخل الجيش الأمريكى على الفور، وكان رد السادات: مش هاسيب شبر من أرضى، لتبدأ المفاوضات التي انتهت بوقف إطلاق النيران بين الطرفين.