أبدى الكاتب السعودي خالد الدخيل ثقته في أن العدوان الروسي على الشعب السوري لن يكلل بالنجاح, ولن يستطيع إنقاذ نظام بشار الأسد, رغم الدمار الواسع, الذي سيخلفه. وفي مقال له نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية في 3 أكتوبر, قال الدخيل :" الدمار الذي ستخلفه قوات بوتين سيكون كبيرا ومؤلما، لكن مآل مهمتها, لن يتعدى ذلك كثيرا ". واستطرد "إذا كان هدف بوتين تمكين الأسد من البقاء في الحكم, فهذا عبث سياسي يفتقد أدنى درجات العقلانية والأخلاق, لأنه اصطدام لا مبرر له مع غالبية الشعب السوري، ومع معظم الدول العربية، ومع المجتمع الدولي". وتابع الدخيل " خير دليل على أن الغارات الروسية لن تنقذ الأسد, هي محاولات الإيرانيين السابقة على مدى أربع سنوات ونصف لحمايته، ولكنهم فشلوا، بعد أن أرسلوا الأموال، والسلاح، والخبراء, والميليشيات من كل حدب وصوب، وجندوا الإعلام داخل سوريا وخارجها, ولم يؤدِّ كل ذلك, إلا إلى تأجيج الطائفية، وتوسيع نطاق القتل والدمار والإرهاب". واستطرد " بوتين سيجد نفسه في النهاية وحيدا في سوريا، كما كان السوفييت في أفغانستان, لن يقف معه, إلا إيران وميليشياتها، وهذه لم تنفع الأسد، حتى تنفع بوتين". وأضاف الدخيل " على الرئيس الروسي أن يدرك أن سبب فشل إيران قبله, هو اصطفافها إلى جانب الأسد ضد غالبية الشعب السوري, ولأنها فعلت ذلك من منطلق طائفي صرف، بات الوقوف إلى جانب الأسد عنواناً لموقف طائفي يعد بالتصعيد والتفجير, لا بالحل". وتابع " قبل التدخل الروسي, اعترف الأسد نفسه في آخر خطاب له الشهر الماضي, بأن قواته منهكة، وبأنه لم يعد بإمكانها الدفاع عن كل المناطق، وأنها مضطرة إلى التخلي عن بعض المناطق للمحافظة على أخرى أكثر أهمية, ومن حيث أن هذا الاعتراف يأتي من أعلى سلطة في النظام السوري، فهو يعني أن الأمر أكثر سوءاً مما يبدو عليه", وهو ما اعتبره دليلا أيضا على أن التدخل العسكري الروسي لن يستطيع الإبقاء على نظام الأسد في نهاية المطاف. وبررت روسيا عدوانها على الشعب السوري بنيتها القضاء على تنظيم الدولة وحماية نفسها ممن سمتهم الإرهابيين القادمين لأراضيها من سوريا، لكنها واجهت سيلا من الانتقادات من الولايات لمتحدة وحلفائها بأن الطيران الحربي الروسي شن خلال الأيام الماضية غارات على مدن سورية لا يوجد فيها تنظيم الدولة، واستهدف بدلا من ذلك مواقع تابعة للمعارضة السورية المسلحة، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين, في محاولة لإنقاذ نظام الأسد ومنعه من الانهيار. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دعا في 3 أكتوبر جامعة الدول العربية إلى عقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية لبحث "العدوان العسكري الروسي" على الشعب السوري وتقرير التدابير اللازمة لدفعه. وحسب "الجزيرة", عبّر الائتلاف و71 فصيلا من المعارضة السورية المسلحة، خلال اجتماع في إسطنبول التركية، عن رفضهم التدخل العسكري الروسي في سوريا. وقال المجتمعون في بيان لهم :"إن التصعيد الروسي يتحمل مسؤوليته نظام بشار الأسد الذي حوّل سوريا إلى مرتع للتدخل الأجنبي، كما ساهم في ذلك صمت المجتمع الدولي". وأضاف البيان أن ذلك التصعيد قد يشكل ما وصفها بنقطة اللاعودة في العلاقة بين الشعب السوري وروسيا. ومن جهة ثانية، رفض الموقعون على البيان مقترح المبعوث الدولي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا المتمثل في تشكيل مجموعات عمل، وقالوا إن طرح المبادرة بشكلها الحالي هو تجاوز لمعظم قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالشأن السوري ويفتح المجال لإعادة إنتاج النظام بصور مختلفة. لكن الموقعين على البيان أكدوا التزامهم بالعمل من أجل حل سياسي في سوريا "لا يتضمن أي دور لرأس النظام وأركانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين في أي عملية سياسية انتقالية أو على المدى البعيد".