قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المستفيد الوحيد من الغارات الروسية على سوريا هو تنظيم الدولة "داعش" , الذي سيكسب المزيد من المقاتلين في صفوفه. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 أكتوبر في لهجة ساخرة " لا بد أن يوجه داعش الشكر للكنيسة الأرثوذوكسية الروسية, التي وصفت حملة الرئيس فلاديمير بوتين العسكرية بسوريا، بأنها حرب مقدسة". وتابعت "ما فعله بوتين سينقلب وبالا عليه, لأن روسيا ستصبح هدفا لجميع فصائل المعارضة السورية، سواء المعتدلة أو المتشددة، وإذا لم يفجر المسلحون مواقع القوات الروسية في اللاذقية أو في طرطوس على الساحل السوري، فإن الأراضي الروسية, ستكون هدفا لهم". وأضافت أن التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ليس غريبا, لأن بوتين وقف إلى جانب حليفه الأسد، فى قمعه المظاهرات السلمية عام 2011، واستعمل حق النقض في مجلس الأمن الدولي لحمايته من العقوبات الدولية". وبررت روسيا عدوانها على الشعب السوري بنيتها القضاء على تنظيم الدولة وحماية نفسها ممن سمتهم الإرهابيين القادمين لأراضيها من سوريا، لكنها واجهت سيلا من الانتقادات من الولايات لمتحدة وحلفائها بأن الطيران الحربي الروسي شن خلال الأيام الماضية غارات على مدن سورية لا يوجد فيها تنظيم الدولة، واستهدف بدلا من ذلك مواقع تابعة للمعارضة السورية المسلحة، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين, في محاولة لإنقاذ نظام الأسد ومنعه من الانهيار. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دعا في 3 أكتوبر جامعة الدول العربية إلى عقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية لبحث "العدوان العسكري الروسي" على الشعب السوري وتقرير التدابير اللازمة لدفعه. وحسب "الجزيرة", عبّر الائتلاف و71 فصيلا من المعارضة السورية المسلحة، خلال اجتماع في إسطنبول التركية، عن رفضهم التدخل العسكري الروسي في سوريا. وقال المجتمعون في بيان لهم :"إن التصعيد الروسي يتحمل مسؤوليته نظام بشار الأسد الذي حوّل سوريا إلى مرتع للتدخل الأجنبي، كما ساهم في ذلك صمت المجتمع الدولي". وأضاف البيان أن ذلك التصعيد قد يشكل ما وصفها بنقطة اللاعودة في العلاقة بين الشعب السوري وروسيا. ومن جهة ثانية، رفض الموقعون على البيان مقترح المبعوث الدولي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا المتمثل في تشكيل مجموعات عمل، وقالوا إن طرح المبادرة بشكلها الحالي هو تجاوز لمعظم قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالشأن السوري ويفتح المجال لإعادة إنتاج النظام بصور مختلفة. لكن الموقعين على البيان أكدوا التزامهم بالعمل من أجل حل سياسي في سوريا "لا يتضمن أي دور لرأس النظام وأركانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين في أي عملية سياسية انتقالية أو على المدى البعيد".