شهدت الأيام الأولى من بدء الموسم الدراسي الجديد، انتشار حالات الاغتصاب، ولم يقتصر الأمر على الطالبات فقط، بل طال المعلمات أيضًا، وأرجع تربويون ذلك إلى غياب دور المدرسة في التنشئة، وغياب دور التربية في البيت، وتدني الوازع الديني والثقافي في المجتمع. وترصد "المصريون" حالات الاغتصاب المحافظات في أول 5 أيام فقط من العام الدراسي. في مدرسة الخصوص الرسمية للغات، بمحافظة الدقهلية. تعرضت الطالبة "ندى أيمن صلاح"، للاغتصاب من قبل أحد الطلبة، في المرحلة الثانوية، يوم الخميس الماضي. وقال أيمن صلاح والد التلميذة: بعد انتهاء اليوم الدراسى الخميس الماضى ظلت ابنتى فى مدرستها لتلقى درسها الخصوصى وتعرضت لمحاولة الاغتصاب داخل المدرسة بعد إلغاء المدرس للحصة. وأوضح أن من حاول اغتصاب نجلته هو أحد طلاب المرحلة الثانوية، وأن المدرسة فيها جميع المراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، مؤكدًا أن الواقعة ليست هى الأولى التي تحدث فى المدرسة. وعن حالة الطفلة بعد الواقعة، قال والدها إنها أصيبت بحالة نفسية سيئة، موضحًا أنها مضربة عن الطعام كما أن لسانها أصيب بلعثمة فى الكلام بالإضافة إلى امتناعها عن دخول الحمام، لشعورها بحالة من الخوف الشديد، مشيرا إلى أن النيابة حفظت القضية، قائلا: مفيش حاجة حصلت كما أن مسئولى النيابة أكدوا له أن الواقعة إدارية ويفصل فيها من قبل وزارة التربية والتعليم، وذلك على حد وصفه. وطالب صلاح، من وزارة التربية والتعليم والدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، نقل نجلته إلى مدرسة أخرى بديلة، لخوف الطالبة من الذهاب إلى نفس المدرسة، كما أنها تفتقد لأدنى وسائل الأمن والتأمين كما أن جميع زملائها فى المدرسة على علم بالواقعة وتخاف من المواجهة. وفي المنيا، قال مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم بالمنيا، أن عاملا بمدرسة جبل الطير الابتدائية التابعة لإدارة سمالوط بالمنيا يدعى "هانى ع"، حاول التعدى جنسيا على تلميذة، موضحًا أنه تم إنقاذها من بين يديه وإحالة الواقعة إلى محافظ المنيا، والذى قرر استبعاد العامل من المدرسة والتحقيق معه. كما حرر والد الطالبة "أمنية أ" بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة جبل الطير الابتدائية التابعة لإدارة سمالوط محضر شرطة حمل رقم 10331 إدارى مركز شرطة سمالوط، ضد عامل المدرسة بعد محاولته اغتصاب نجلته والتحرش بها جنسيا. وأضاف المصدر أن الواقعة حدثت اليوم أثناء اليوم الدراسى، موضحا أن العامل ارتكب الواقعة فى أحد فصول المدرسة. فيما تعرضت مديرة مدرسة لمحاولة اغتصاب، إذ تقدمت معلمة تدعى "أ.م"، مراقبة بمدرسة طلعت عرب الإعدادية التابعة لإدارة العمرانية، بشكوى إلى الدكتورة بثينة كشك مديرة مديرية التربية والتعليم بالجيزة، بسبب قيام عدد من الطلاب بالشهادة الإعدادية بالتحرش بها ومحاولة اغتصابها، لرفضها السماح لهم بالغش. وأوضحت المعلمة، أنها تقدمت بشكوى لرئيس اللجنة ومدير المدرسة ومدير عام إدارة العمرانية التعليمية، إلا أنهم لم يتخذوا الإجراءات اللازمة ضد الطلاب الذين حاولوا التحرش بها، رغم أن الواقعة تعود للأحد الماضي. ومن جانبه، قال مصدر مطلع بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، إن ما حدث للمعلمة محاولة تحرش من قبل الطلاب، واستطاع زملاؤها إنقاذها من بين أيديهم، مشيراً إلى أن الشكوى عرضت على مديرة المديرية، لبحث اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطلاب الذين تحرشوا بالمعلمة، وكذلك رئيس اللجنة ومدير المدرسة ومدير عام الإدارة التعليمة، حال ثبوت تقصيرهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وقالت الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر، إن 1000 حالة اغتصاب للأطفال ذكوراً وإناثاً، تم تسجيلها فى الفترة ما بين يناير وأكتوبر من عام 2014، مشيرة إلى أن الحالات غير المسجلة تصل إلى أكثر من 3000 حالة سنوياً، مؤكدة أن تراجع دور المدرسة فى التربية مؤشر خطير، لأن دورها كان فى الماضى مكملاً لدور الآسرة وطالبت بضرورة الكشف النفسى والاجتماعى على العاملين بالمدارس، خاصة الابتدائية منها، لردع هذه الانتهاكات الجسدية والمعنوية التى يتعرض لها الأطفال. وأكد كمال مغيث الخبير التربوى، أن الاغتصاب في المدارس ليس ظاهرة عامة وليس مرضية، ولكنها حوادث فردية لا يمكن التقليل من خطورتها، حيث تعود أسبابها إلى المجتمع، لأن المدرسة ليست قلعة محصنة عن الواقع الاجتماعى الذي نعيش فيه، فهناك الكثير من أشكال الفوضى التي تصب وتعود إلى فقدان المدرسة لقيمتها كمؤسسة تربوية فريدة متميزة، وذلك بعد أن نزعت الدروس الخصوصية هذا الدور، وتدهور قيمة المدرسة جعلها فرصة لممارسة السلوكيات الشاذة داخلها بالإضافة إلى ضعف من قبل وزارة التربية والتعليم والمفتشين والمراقبين. وأضاف مغيث, أنه من ضمن الأسباب التي تؤدى إلى وجود هذه الظاهرة هي نظرتنا الاجتماعية المتخلفة لمثل هذه الممارسات، فإذا تعرضت فتاة للتحرش أو الاغتصاب وتعرض الولد إلى عدوان جنسى من المدرس يعمل أولياء الأمور على إخفاء هذا الأمر لكى لا يكون هناك تشهير به، مشيرًا إلى أن الأمور لا تؤخذ بشكل إنسانى محترم، بالإضافة إلى عدم تلبية الاحتياجات العقلية والفنية للطالب وإحساسه بوجود حالة فوضى في المجتمع وأنه سوف يفلت من العقاب، كذلك عدم الاهتمام بالأنشطة والتمارين الرياضية داخل المدرسة لتفريغ طاقته. وأكد مغيث ضرورة توعية الأولاد داخل الأسرة حول هذا الموضوع، والتأكيد على الفتيات بعدم التواجد بمفردهن في الأماكن التي يتواجد بها الشباب، والمصارحة فهى أفضل من التعرض لمثل هذه الممارسات، لافتا إلى أنه لابد من وجود عواقب داخل المدرسة لمرتكبى مثل هذه الأفعال كالفصل من الوزارة والجزء الخاص بالنيابة العامة من عقوبات التحرش وعدم التستر على مثل هذه الأعمال.