أشادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بالتصريحات, التي أدلى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوكالة "أسوشيتد برس", على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 28 سبتمبر أن تصريحات السيسي جاءت, فيما تواجه إسرائيل عدة أزمات, من بينها حملة نزع الشرعية عنها، من خلال قرار الاتحاد الأوروبي عدم استيراد أي من المنتجات المصنعة في المستوطنات. وتابعت الصحيفة "السيسي أمل إسرائيل لإنقاذها من العزلة, التي قد تقع فيها، بعد دعوته لإحياء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعودة المفاوضات بشأن القضية الفلسطينية, في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من عدة أزمات". وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن السيسي أدار ظهره لحركة حماس، وأغرق الأنفاق تحت الحدود بين غزة وسيناء، مما أدى إلى تراجع قدرة المنظمات الفلسطينية على تهريب الأسلحة من وإلى قطاع غزة, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة " السيسي هو هدية خاصة من الشعب المصري لدولة إسرائيل"، حسب زعمها. وكانت تصريحات نسبت للرئيس المصري خلال حوار مع وكالة "أسوشيتد برس" في 26 سبتمبر, اقترح فيها توسيع دائرة السلام مع إسرائيل لتشمل عددا أكبر من الدول العربية. وطالب السيسي بتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وعبر عن تفاؤله بإمكانية تحقيق ذلك، ودعا إلى توسيع السلام مع إسرائيل ليشمل دولا عربية أخرى, حسب ما تم ترجمته من المقابلة. ولم تتأخر إسرائيل في الترحيب بموقف السيسي، وأبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر صفحته على موقع "تويتر" ترحيبه بدعوة الرئيس المصري، وناشد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العودة مجددا إلى طاولة المفاوضات بغية دفع عملية السلام إلى الأمام. وفي المقابل, نفت الرئاسة المصرية تصريحات الرئيس السيسي ل"أسوشيتد برس"، والتي رحب فيها بتوسيع السلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أن تصريحاته قد حُرفت. وقالت الرئاسة، في بيان لها في 28 سبتمبر، وفقًا لقناة "سكاي نيوز عربية"، إن الترجمة الصحفية لحديث السيسي مع "أسوشيتد برس" بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط غير دقيقة، موضحة أن الرئيس تحدث عن فكرة إحلال السلام وفقا لمبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو, وهذا من شأنه خلق واقع جديد. وتحدث السيسي أيضا في حواره مع "أسوشيتد برس"، الذي جرى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن ضرورة التعاون بين دول منطقة الشرق الأوسط لمواجهة "خطر الإرهاب"، وقال إن المنطقة تعيش وضعا حرجا مع تصاعد "الجماعات المتطرفة", وتنامي موجات اللاجئين نحو أوروبا، وهو ما يجعل التحدي "صعبا ومعقدا". وأضاف "لا أريد القول إننا متأخرون في القيام بما يجب فعله، ولكن مواجهة المخاطر تتطلب كثيرا من الجهود وقدرا كبيرا من التفهم والتعاون من الجميع لإنقاذ الدول المهددة حاليا بالانهيار". وأشار إلى حرص مصر على بقاء سوريا موحدة، وألا تقسم لدويلات صغيرة، وقال إن انهيار الدولة السورية يعني سقوط كل أسلحتها ومخزونها في أيدي "الإرهابيين"، ونبّه إلى أن الخطر الذي قد يفرزه هذا السيناريو لن يبقى في سوريا بل سيمتد إلى الدول المجاورة وسيشكل تهديدا للمنطقة. ومن جانب آخر، وصف السيسي علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة "بالاستراتيجية والمستقرة"، وقال إن العامين الأخيرين كانا اختبارا حقيقيا "لثبات وقوة" العلاقات بين البلدين. وداخليا، قال الرئيس المصري إن المشكلة مع الإخوان المسلمين ليست في علاقتهم بالحكومة، ولكن في علاقة الجماعة بالشعب المصري، وقال إن المصريين ليسوا قادرين على النسيان أو الغفران. وتابع " المشكلة الحقيقة مع الإخوان المسلمين ليست مشكلة بين الحكومة وبين هؤلاء الناس، إنما المشكلة الحقيقة هي بين الناس وبين الإخوان", واستطرد "حكم جماعة الإخوان المسلمين ترك انطباعا سيئا للغاية عند المصريين،فهم ليسوا قادرين على الصفح والنسيان". وجدد الرئيس المصري التذكير بأن أحكام الإعدام الصادرة هي أحكام ابتدائية, ولا يزال أمام المتهمين درجات أخرى للتقاضي، وأكد أن أغلب الأحكام صدرت غيابيا وستسقط بمجرد مثول المتهم أمام القضاء. وعبّر السيسي عن استعداده للعفو عن مزيد من الصحفيين، غير أنه ربط ذلك بما يمنحه له الدستور من صلاحيات وبعدم التدخل في سلطات القضاء. وأكد السيسي أن الجيش المصري "كان دائما عنصر استقرار"، وينبغي تعزيزه لأنه في "حرب شرسة ضد الإرهاب والتطرف"، وتابع أن زيادة القدرة العسكرية للجيش تعني تحقيق توازن استراتيجي للمنطقة.