كشف جيمس روبن مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق عن ملامح الاتفاق, الذي يلوح في الأفق بين روسيا والغرب, لإنهاء الحرب في سوريا. وأضاف روبن في مقال نشرته له صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في 27 سبتمبر أن هذا الاتفاق يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة, وهو ما اعتبره أمر غير أخلاقي, ومصيره الفشل. وتابع " الاتفاق يضمن بقاء الأسد، الديكتاتور الملطخة يداه بالدماء، في السلطة, في إطار التبرير, الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويبدو أنه أقنع به بعض القادة الأوروبيين، وهو أن الأسد لا يشكل خطرا على العالم الخارجي، بل على شعبه فحسب، وأن قوات الأسد تقاتل تنظيم داعش، وبما أننا متفقون على أولويتنا هي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، فلندع دمشق تقوم بالعمل نيابة عنا". وأشار روبن إلى أن المفاوضات ستؤدي حتما إلى أن يفلت الأسد ونظامه من العقاب على واحدة من أفظع جرائم الحرب, التي عرفها التاريخ, إلا أنه استطرد, قائلا :" إن الغرب يعيش وهما بنجاح مثل هذا الاتفاق, إلا إذا كان يعتزم دعم دبلوماسيته بالقوة العسكرية, مثلما فعلت روسيا, التي أدركت مبكرا أن الدبلوماسية، في حالة سوريا، بحاجة إلى قوة عسكرية تدعمها". وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عبر في 27 سبتمبر عن استعداده للقبول بدور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، ولكنه يرفض أي دور له في سوريا مستقبلا، بينما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده لا تستبعد أحدا سعيا وراء حل سياسي في سوريا. ونقلت شبكة "سكاي نيوز" عن كاميرون قوله إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من حكومة انتقالية، ولكن "ما هو واضح جدا بشأنه هو أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل". وفي وقت سابق، نسبت صحيفة "التليجراف" البريطانية إلى مصدر حكومي قوله إن كاميرون منفتح على بقاء الأسد في السلطة على المدى القصير في ظل حكومة وحدة تتشكل في البلاد. ومن جانبه، قال هولاند إن بلاده "تتحادث مع الجميع ولا تستبعد أحدا", سعيا وراء حل سياسي في سوريا، لكنه أكد في تصريح للصحفيين بنيويورك أن باريس "ترى أن مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر بشار الأسد". وتصاعد الحديث في الأيام الماضية عن دور محتمل للأسد في مرحلة انتقالية في سوريا تقود لإنهاء الصراع الذي أودى بأكثر من 250 ألف قتيل خلال السنوات الأربع الماضية، وجاء ذلك متزامنا مع أنباء عن طرح مبادرة أمريكية جديدة بشأن سوريا. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد في وقت سابق أن ثمة فرصة لتحقيق تقدم خلال الأسبوع الحالي في محاولات التوصل إلى حل للصراع في سوريا، وذلك بمناسبة تواجد قادة العالم في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. غير أن أي تقدم يظل مرتبطا بموقف روسيا التي زادت دعمها الأسد خلال الفترة الماضية، وهو الخيار الذي دافع عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقول إن الرئيس السوري يستحق الدعم الدولي لأنه يحارب "تنظيمات إرهابية". وفي حديث لشبكات تليفزيونية أمريكية، وصف بوتين الدعم الأميركي لجماعات المعارضة في سوريا بأنه غير مشروع وغير مجد، وقال :"في رأيي تقديم دعم عسكري لكيانات غير شرعية يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الحديثة وميثاق الأممالمتحدة". وانتقد بوتين الخطط الأمريكية لتدريب نحو خمسة آلاف من مقاتلي المعارضة، ورأى أن أغلب الذين دربوا انضموا لتنظيم الدولة بالأسلحة التي قدمتها لهم واشنطن. وذكرت "الجزيرة" أن بوتين سيجتمع في 28 سبتمبر مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما, بعد أن يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.