ربما نجحت حكومة المهندس إبراهيم محلب الراحلة، ولو مؤقتًا في تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء المتكرر خلال السنوات القليلة الماضية، حيث قامت بتغطية العجز في الكهرباء خلال هذا الصيف، وهو أمر لم يحدث منذ 4 سنوات، ولاسيما في شهر رمضان الماضي، الذي يتضاعف فيه استهلاك المواطنين للكهرباء؛ لكنه على الجانب الآخر فشل في معالجة مشكلة أخرى لا تقل ضررًا عن الأولى هي (أزمة انقطاع المياه). تكرر مؤخرًا انقطاع المياه بشكل متواصل في بعض المناطق بالقاهرة الكبرى والجيزة، وصل الأمر لانقطاع المياه لمدة تزيد عن 20 ساعة يوميًا، وفي مناطق أخرى ينتظر الأهالي حتى الفجر لعلهم يحصلون على حفنة مياه التي تأتي لبضع ثوان وتنقطع بعدها. وردًا على ما بات يعد ظاهرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اعتاد المواطنين قطع الطرق في هذه المناطق وأهمها طريق الدائري فيصل، المتجه إلى كوبري صفط اللبن وميدان لبنان؛ احتجاجًا على انقطاع المياه طوال اليوم. قطع اليوم عدد من أهالي وسكان الهرم الطريق اعتراضًا على انقطاع المياه دون سبب لفترة طويلة، أعلى الدائري في الساعة الثامنة صباحًا عند مدخل وصلة المريوطية، وأغلقوا الطريق رافضين مرور أي سيارة، مما تسبب في شلل مروري تام بالطرق القادمة من مدينة السادس من أكتوبر والطريق الزراعي، وهو الأمر الذي أدى إلى تكدس السيارات ومحاولات البعض المشي عكس الاتجاه، وهو الأمر الذي قابلته الشرطة بالغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وقال أحد سكان المنطقة، في تصريح صحفي، إن المياه منقطعة طوال اليوم في عز الحر، ولديه أطفال، بجانب والدته المسنة، مؤكدًا: "حرام نقعد بقالنا أكتر من شهر من غير ولا نقطة مياه، موضحًا المياه بتيجي ساعة واحدة بس في اليوم". وأضاف أحمد محمود: "محدش سائل فينا ولا بيفكر احنا عايشين ازاي من غير مياه، احنا مش عارفين نتوضأ علشان نعمل فرض ربنا، ومجرد فكرة الاستحمام أصبحت أمنية صعبة المنال". على الجانب الآخر اشتكى مرضى الفشل الكلوي في مبنى المجمع التابع للتأمين الصحي بمدينة طنطا من انقطاع المياه لأكثر من ساعتين أثناء جلسات غسيل أمس الأحد، الفترة المسائية من الساعة الواحدة ظهرًا، ما تسبب في ضياع الجلسة عليهم وسوء حالتهم الصحية على أثر ذلك. وأكد المرضى أن الفنيين العاملين بالقسم غير متواجدين والعبء على طاقم التمريض، لاسيما أن وحدة الغسيل بها مواتير ضخ المياه على الفلاتر ونقلها إلى خزانات للاستعمال في عمليات الغسيل، والأمر سهل ويسير للغاية ولكن تغيب العمال والفنيين بشكل دائم يؤدي لكارثة. ومن جانبه، قال عفت السادات رئيس إحدى شركات إنتاج المياه وعضو غرفة الصناعات الغذائية، إن عدد شركات المياه المعدنية المقيدة بالاتحاد 11 شركة تنتج نحو 20 منتجًا، وإن حجم سوق المياه المعبأة يصل لنحو مليار متر مكعب بما يعادل مليار جنيه، مشيرًا إلى أن هناك 4 شركات أخرى غير مستوفية للشروط. وأضاف في تصريحات صحفية، أن أكثر من 60% من إنتاج الشركات يذهب إلى الفنادق والمناطق السياحية والهيئات والشركات الخاصة، والباقي يتم تداوله في السوق. بينما قال المتحدث باسم الشركة القابضة للمياه العميد محيي الصيرفي، إن سبب انقطاع المياه لمدة 5 أيام بمنطقة "فيصل - الطوابق ومنشية البكري"، يعود إلى أن منسوب النيل كان منخفضًا جدًا وبه نسبة "عكارة" زيادة. وأوضح الصيرفي معقبًا على الأزمة، أن نسبة "العكارة" تحتاج تعاملاً خاصًا مع المياه وبوسائل مختلفة تستغرق وقتًا طويلاً حتى تخرج مطابقة للمواصفات. وأشار المتحدث إلى أن كمية المياه لم تكن كافية من الأول لهذه المناطق لوجود مخالفات بها ومناطق عشوائية، وهذا التعكير قلل نسبة المياه أكثر، وأدى إلى الانقطاع، لافتًا إلى أن هناك تعاونًا الآن مع وزارة الري لزيادة منسوب المياه أمام المحطات لضخ كميات كبيرة للمواطنين، متوقعًا حل الأزمة وعودة المياه سريعًا.