سلطت صحيفة "إلباييس" الإسبانية الضوء على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي معتبرة بأنه تحول إلى نعمة بالنسبة للجماعات الجهادية التي كانت هامشية حتى الآن، وتقتصر على شبه جزيرة سيناء التي اتخذوها قاعدة لعملياتهم على حد تعبير الصحيفة. وأضافت الصحيفة في مقال للصحفي ريكاردو غونزاليس، الإثنين، عنوانه "التمرد المصري يتوسع أبعد من سيناء"، إلى أن القمع الحكومي ضد كل الأحزاب الإسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين التي حكمت البلاد لمدة عام، سهل تجنيد الشبان الإسلاميين الغاضبين ما أتاح توسع نطاق عمل الجماعات المتمردة. وألمحت الصحيفة بأنه في الأشهر التي تلت عزل مرسى تضاعفت الهجمات ضد قوات الأمن في سيناء مما تسبب في عشرات الإصابات في صفوف الشرطة والجنود، فهذه المنطقة الصحراوية والنائية التي يصعب السيطرة عليها من قبل الدولة، تشهد أكثر من 60 بالمائة من الهجمات، وفقا لدراسة أنجزها مركز التفكير "TIMEP". وخلافا للوضع في أواخر عام 2013، فإن حوالي 30 بالمائة من الهجمات فقط تحدث حاليا في سيناء، وفي منطقة القاهرة الكبرى التي تضم أكثر من 20 مليون نسمة، تتركز ما يقرب من ثلث العمليات الإرهابية. وترى الصحيفة أن "الحكومة المصرية منشغلة أكثر حاليا بدخول الجهاديين عبر الحدود مع ليبيا التي يسهل اختراقها بعدما أصبح هذا البلد فاشلا نظرا لسيطرة الدولة الإسلامية على عدد من المواقع، من بينها مدينة درنة شرق البلاد". وتلفت الصحيفة إلى أن الاشتباكات بين الجيش والمسلحين تكثفت في المنطقة، كما يتضح من خلال عدد من الحوادث منها مقتل خمسة جنود في تحطم طائرة هليكوبتر كانت تطارد مجموعة من المسلحين الشهر الماضي، وفقا لتقارير القوات المسلحة، وفي المجموع، تشير تقديرات العامين الماضيين إلى مقتل أكثر من 600 من أفراد قوات الأمن خلال مكافحة التمرد. وفي الساعات الأخيرة، نشرت ولاية سيناء على الشبكات الاجتماعية صورا مختلفة لرجال في عمليات قتالية في الصحراء لإثبات ما سبق وأعلنوه عن هجوم قاموا به ضد أحد الحواجز العسكرية في الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي تعتبر "إلباييس" أنه يمكن أن يساعد في تفسير الحادث المأساوي ليوم الأحد الذي أودى بحياة العديد من السياح المكسيكيين بعدما تم الخلط بينهم وبين قافلة جهادية.