أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي أن وزراء داخلية الاتحاد سيلتقون الثلاثاء المقبل في بروكسل في اجتماع طارئ بشأن حصص اللاجئين، فيما طالبت ألمانيا والنمسا وسلوفاكيا بقمة أوروبية طارئة الأسبوع المقبل للتوصل لاتفاق حول موضوع اللاجئين خاصة بعد إغلاق المجر لحدودها. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ -التي تتولى رئاسة الاتحاد- يان أسلبورن في بيان الثلاثاء "إن رئاسة لوكسمبورغ تتمنى في هذه المناسبة اعتماد قرار حول آلية مؤقتة تقضي بتوزيع 120 ألف شخص يحتاجون للحماية الدولية".
ولم تتمكن الدول الأعضاء ال28 في ختام اجتماع طارئ الاثنين في بروكسل من التفاهم على مثل هذه الآلية، وأثار فشل الاجتماع استياء العديد من المسؤولين، خصوصا في ألمانيا التي يصل إليها العدد الأكبر من اللاجئين إلى أوروبا.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي في برلين الثلاثاء مع نظيرها النمساوي فيرنر فايمان "إنها مشكلة للاتحاد الأوروبي برمته، لذا أعلنا تأييدنا لعقد قمة الأسبوع المقبل لمجلس طارئ للاتحاد الأوروبي". وأضافت أن الوقت ينفد ولا يمكننا الانتظار حتى منتصف أكتوبر، مؤكدة أن رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك سينظر في هذا الأمر". وأعلن توسك من جهته أنه سيواصل مشاوراته حول عقد قمة أوروبية استثنائية وسيعلن قراره الخميس. وأكد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو الثلاثاء أن بلاده لن تؤيد على الإطلاق أي حصص ملزمة في إطار رد فعل الاتحاد الأوروبي على أزمة المهاجرين بما يؤكد الموقف الصارم الذي وضع البلاد في خلاف مع أعضاء الاتحاد. وأثار عدم الاتفاق الأوروبي قلقا دوليا، وقالت ميليسا فليمنغ المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحفيين إن "هناك حاجة لاتفاق حاسم ودون تأخير للتعامل مع الاحتياجات وكذلك التحرك الجريء المستند إلى التضامن من كل الدول الأعضاء". وعلى الحدود المجرية علق مئات اللاجئين القادمين من صربيا بعد أن أغلقت سلطات بودابست معابرها أمامهم، وتكدست حشود اللاجئين عند الحدود التي نصبت على امتدادها حواجز وأسلاكا شائكة. وبموجب الإجراءات الجديدة تقول المجر إن كل من يسعى للجوء عبر الحدود الصربية ستتم إعادته، وستسجن من يحاول التسلل، واحتجزت الشرطة 16 لاجئا لعبورهم السياج الحدودي بشكل غير قانوني. وأغلقت الحكومة المجرية بذلك المسار البري الرئيسي الذي يتخذه المهاجرون للاتحاد الأوروبي كما تعتزم بناء سياج جديد على حدودها مع رومانيا لوقف تدفق اللاجئين، وفق ما أعلنه وزير خارجيتها بيتر سيغارتو.
من جهته أكد وزير الخارجية الصربي إيفيكا داسيتش في مؤتمر صحفي في براغ أن فكرة إعادة جميع المهاجرين إلى صربيا بينما يستمر آخرون في التدفق آتين من اليونان ومقدونيا، هي غير مقبولة، ودعا المجر إلى إعادة فتح الحدود. وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن المهاجرين الذين يسعون إلى طلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي قد يحاولون إيجاد طريق جديد بعد الحملة التي تشنها المجر على دخولهم ربما يكون عبر كرواتيا وسلوفينيا. وصربيا التي يحتشد فيها الآن آلاف اللاجئين الساعين إلى دخول المجر ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكن لها حدودا مشتركة مع رومانياوكرواتيا -وهما عضوان في الاتحاد-، كما أن كرواتيا متاخمة لسلوفينيا التي تؤدي إلى إيطاليا والنمسا. من جهة أخرى يستمر وصول عشرات القوارب إلى الجزر اليونانية رغم الأنباء عن توجه أوروبي للتشدد بمسألة دخول اللاجئين وحوادث غرق العشرات. وفي آخر حوادث الغرق، قال خفر السواحل التركي إن 22 مهاجرا غرقوا وجرى إنقاذ 211 آخرين إثر انقلاب قاربهم في بحر إيجه، قبالة السواحل التركية أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية الثلاثاء. كما أوقفت قوات الأمن التركية مئات الأشخاص الثلاثاء ومنعتهم من السير صوب الحدود الغربية لتركيا مع اليونان في مسعى للوصول إلى أوروبا لتفتح بذلك جبهة جديدة في أزمة المهاجرين المتصاعدة. وأقامت قوات الأمن التركية الثلاثاء متاريس قرب مدينة أدرنة على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من حدود اليونان بعد أن تدفق مئات على الطريق بينما لجأ آخرون إلى التلال المحيطة في مسعى للوصول إلى الحدود.