أدانت كل من منظمة "التعاون الإسلامي"، و"البرلمان العربي"، ومصر، والمغرب، وقطر، والكويت، قيام قوات إسرائيلية باقتحام باحات المسجد الأقصى فجر اليوم الأحد، ومهاجمة المصلين فيه بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع. وفي بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه، أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، "اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في باحات الأقصى اليوم"، معتبرًا أن ذلك "امتداد للإرهاب الذي ما زال يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، لتمرير مشروعه الرامي لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا".
ودعا مدني "المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، إلى التحرك الجاد من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته".
كما أدان أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، الاعتداء الإسرائيلي على الأقصى، في ذكرى ما يسمى برأس السنة العبرية، معربًا عن رفض الشعب العربي المطلق لهذه "الأعمال الاستفزازية، المخالفة للقانون الدولي والإنساني".
وفي بيان له، طالب الجروان، الدول العربية والأحرار في العالم أجمع بالتصدي لإسرائيل.
وبحسب بيانين للخارجية المصرية، ومؤسسة الأزهر، أدانت مصر أيضًا واقعة الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى.
وذكر بيان وزارة الخارجية، الذي حصلت "الأناضول" على نسخة منه، أن تلك "الخطوة تعتبر تصعيدًا غير مقبول ضد المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة".
وأضاف البيان، أن مصر "حذّرت من الخطورة البالغة للاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية، لما يمثله ذلك من تأجيج لمشاعر الغضب والحمية الدينية، ويقوض الجهود التي تستهدف استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
بدوره، أدان الأزهر في بيان له اقتحام الأقصى، مطالبًا "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والتدخل لمنع الانتهاكات المتكررة، التي يمارسها الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس".
وأعرب الأزهر، عن "دعمه للمرابطين والمرابطات الذين يتصدون للمخطط الصهيوني لهدم الأقصى، ولتغيير الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، ولجرائم المستوطنين وانتهاكاتهم".
وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية، حصلت "الأناضول" على نسخة منه، إن "المملكة المغربية تشجب هذه الممارسات الاستفزازية التي تمس بمشاعر المسلمين عبر العالم، وتعد خرقًا صريحًا للقانون الدولي، وانتهاكًا صارخًا لقرارات الشرعية الدولية فيما يخص ضمان حرمة أماكن العبادة، والمقدسات الدينية في فلسطينالمحتلة وعلى رأسها القدس الشريف".
وأعربت قطر عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للاقتحام، وفرض التقسيم الزماني، من خلال منع المصلين المسلمين كل يوم من دخول الأقصى والصلاة فيه طيلة الفترة الصباحية".
واعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان أصدرته اليوم، ما وصفته ب"التطور العدواني الإسرائيلي" ضد المصلين "خطوة خطيرة، واعتداءً سافرًا على حرمة المسجد الأقصى المبارك، ومساسًا بقدسيته وهويته الإسلامية والعربية، واستفزازًا لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم".
فيما طالب رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، مرزوق الغانم، ببلورة تحرك عربي رسمي وشعبي، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى اليوم.
وقال الغانم، في تصريح صحفي مساء اليوم، "لابد من تحرك عربي، وفق آليات مدروسة، ومتفق عليها تستهدف فضح تلك الممارسات الإسرائيلية، أمام الرأي العام العالمي، ووضع المجتمع الدولي والدول الكبرى أمام مسؤولياتها الأخلاقية".
واقتحم نحو 50 مستوطنًا، المسجد الأقصى فجر اليوم الأحد، برفقة وزير الزراعة "أوري أرئيل"، وتحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.
وأفاد شهود عيان لوكالة "الأناضول"، أن "الشرطة الإسرائيلية أغلقت منذ ساعات الفجر، مداخل البلدة القديمة في القدسالمحتلة، عبر نصب الحواجز، وأعقبت ذلك باقتحام واسع لساحات المسجد الأقصى، والمصلى القبلي، وأطلقت قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي على المصلين".
واندلعت مواجهات في المسجد استمرت عدة ساعات أسفرت عن إصابة 30 فلسطينيا، بحالات اختناق ورضوض، بحسب مصادر فلسطينية.
وتأتي عملية الاقتحام، بمناسبة "رأس السنة اليهودية"، حيث تستمر الاحتفالات ليومين، وتتركز على شكل صلوات في ساحة البراق بالبلدة القديمة في القدس الشريف. -