سخر الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، من التعاطف العربي المفاجئ مع الطفل السوري الغريق، رغم أن الكثير من المواطنين العرب لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التعاطف مع مآسى اللاجئين فى بلدانهم العربية، بل شاركوا فعلا بالصمت على الكثير من الانتهاكات ضدهم، محملا الأنظمة العربية مسئولية انهيار الأمن في بلادها، بحسب كلامه. وقال عماد حسين في مقال معنون ب"نتعاطف مع اللاجئين بالكلام فقط" ومنشور عبر صحيفة "الشروق"، إن "بعض البلدان الأوروبية كانت أكثر رحمة بالمهاجرين منا نحن العرب والمسلمين، حيث يحلو لبعض متطرفينا وصف أوروبا بالقارة "المسيحية الكافرة"!!، ورأينا بعض المهاجرين يرفعون صور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأنها سمحت باستضافة بعض المهاجرين". وأضاف أن "الأهم من ذلك، نحن ننسى سبب المشكلة الجوهرى الذى جعل العرب إن لم يموتوا قصفا بالبراميل المتفجرة والغاز السام والشوى والحرق فى بلدانهم، يموتون غرقا فى مياه البحر المتوسط أو على الحدود وداخل شاحنات نقل الفراخ فى دول شرق أوروبا". ورأى حسين أن "استبداد الأنظمة سبب جوهرى للمأساة حينما عجزت حتى عن إقامة الدولة الوطنية القطرية، ومعها تيار إسلامى متطرف يقدم أسوأ دعاية للإسلام متمثلا فى داعش والقاعدة والنصرة وبعض الفصائل الإخوانية، تيار يزايد على الأنظمة المستبدة باستبداد أبشع". وطالب الكاتب الصحفي ب"قبل أن نلوم الأوروبيين، وقبل أن نتعاطف مع اللاجئين بالكلام فقط، علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا فعل كل شخص وكل تيار أو حزب أو مؤسسة أو دولة لمساعدة اللاجئين عمليا لمنع أسباب المأساة أو على الأقل لمنع تكرارها؟". وأسرة الطفل إيلان كردى لجأت إلى الحدود التركية واستقلت زورقا من جزيرة بودروم التركية الشهيرة إلى بحر إيجه للوصول إلى جزيرة كوس باليونان ومنها كانت تنوى الهجرة إلى كندا حيث تعيش العمة تيما فى مدينة فانكوفر". والأسرة كردية وليست عربية من مدينة عين العرب الشهيرة واسمها بالكردى كوبانى، وتعرضت لاحتلال همجى من تنظيم داعش، قبل أن يتم تحريرها قبل شهور قليلة. و"إيلان عمره ثلاث سنوات، هزت صورته وهو ملقى على شاطئ جزيرة بودروم التركية العالم بأكمله، فى حين لا يعرف كثيرون أن شقيقه غالب خمس سنوات مات أيضا، وكذلك أمه ريحان وعمرها 35 عاما، وعثر على والده عبدالله فاقدا للوعى ونقل للمستشفى".
