في تعليقها على صورة الطفل السوري الغارق إيلان, التي صدمت العالم, قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن هذه الصورة هزت الضمائر ولخصت بوضوح الأزمة الإنسانية، التي يواجهها اللاجئون في أوروبا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 3 سبتمبر أن العديد من الصحف البريطانية نشرت صورة للطفل الغارق, وطالبت الحكومة البريطانية أن تفعل شيئا لمعالجة أزمة تدفق طالبي اللجوء من مناطق الصراع بالشرق الأوسط, نحو أوروبا. وتابعت أن الطفل السوري وجد ميتا قباله السواحل التركية، أثناء محاولة عائلته الفرار من جحيم النظام السوري. وكان عبد الله شنو والد الطفل إيلان، الذي لفظته الأمواج على شواطئ مدينة بوردوم التركية، بعد غرق مركب عائلته، في محاولة للهروب إلى اليونان، روى تفاصيل رحلة الموت لطفليه ولزوجته، في فاجعة صدمت العالم. وأضاف عبد الله , متحدثا لوكالة دوغان للأنباء التركية في 3 سبتمبر أنه من أصول كردية من بلدة عين العرب "كوبانى" في شمال سوريا، وكان يعمل فى الحلاقة الرجالية في حي ركن الدين في دمشق، وخرج من سوريا, حاله كحال معظم السوريين, باحثًا عن حياة أفضل، وحمل معه ابنه الصغير إيلان "ثلاث سنوات", والذي انتشرت صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العربية والعالمية, وابنه "غالب" ذي الخمس سنوات, وأمهم ريحانة، على أمل أن يحظى بفرصة جديدة لعائلته, بعيدًا عن الصراع والأهوال في بلاده. وتابع أنه جاء إلى تركيا, واضطر للعمل فى مجال البناء بأجرة 50 ليرة تركية يوميا, وهذا المبلغ لم يكن كافيا, مشيرًا إلى أنه قبل فترة وجيزة, التقى بمهربين أحدهما تركي، والآخر سوري, عرضوا عليه التوجه لليونان فى رحلة بحرية بتكلفة 4 آلاف يورو, وساعده أبوه وأخته على توفير المبلغ, على أمل الذهاب إلى أوروبا للحصول على حياة أفضل. واستطرد أنهم كانوا 12 شخصا على متن قارب صيد طوله حوالى خمسة أمتار فقط، وبعد مسافة قصيرة, بدأت الأمواج تعلو بشكل كبير، مشيرا إلى أن المهرب التركي قفز إلى البحر ولاذ بالفرار وتركهم يصارعون الأمواج، وانقلب القارب. وأشار إلى أن الظلام كان مخيما عندما انقلب القارب والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجته وولداه من سماع صوته، مضيفا أنه حاول السباحة إلى الساحل مستهديا بالأضواء, لكنه لم يتمكن من العثور على زوجته وولديه عندما وصل لليابسة, وقال إنه ذهب بعد ذلك إلى المستشفى ليتفاجأ بالحقيقة المرة, وهي غرق زوجته وولديه. وأثارت صورة جثة الطفل إيلان ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غربي تركيا لدى نشرها في 2 سبتمبر على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف والمواقع العربية والأجنبية، صدمة كبيرة في العالم, في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدة اللاجئين الهاربين من سوريا والعراق ودول أخرى. وكان إيلان بين مجموعة من 12 لاجئا سوريا غرقوا ليل الثلاثاء مطلع سبتمبر بعد انقلاب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية, وعثر على الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب, ووالدتهما ريحانة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 3 سبتمبر إن أوروبا جعلت البحر المتوسط مقبرة للاجئين, وانتقد بشدة تعاملها مع الأزمة الراهنة. وأضاف أردوغان -في خطاب ألقاه بالعاصمة التركية أنقرة- أن الدول الأوروبية حولت البحر المتوسط، مهد الحضارات القديمة, إلى مقبرة للمهاجرين. وأضاف أن تلك الدول تتحمل نصيبا من المسؤولية عن كل لاجئ يلقى حتفه أثناء محاولته الوصول إلى أوروبا. وتابع -في خطابه أثناء لقاء مع رجال أعمال قبل يوم من اجتماع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية لمجموعة العشرين- أن الدول الأوروبية تبتعد الآن عن معايير للحقوق والحريات الإنسانية الأساسية التي وضعتها, وتتنكر لها. وتحدث الرئيس التركي عن غرق الطفل الكردي السوري إيلان, الذي لفظ البحر جثمانه في 2 سبتمبر على شاطئ بمدينة بوردروم جنوب غربي تركيا, قائلا :"ليسوا المهاجرين وحدهم من يغرق في المتوسط بل كذلك إنسانيتنا". وذكّر أردوغان بأن تركيا تستضيف نحو مليوني لاجئ عملا بسياسة "الباب المفتوح". وأكد أن بلاده لم تتخل عن إنسانيتها تجاه اللاجئين الهاربين من القنابل, في إشارة إلى اللاجئين الموجودين على أرضيها, وجلهم سوريون وعراقيون. وبالتزامن مع تصريحات أردوغان في أنقرة, أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين, وحث الدول الأوروبية على تحمل نصيبها من عبء الأزمة الراهنة. وقال أردوغان في الخطاب نفسه إنه ليس من العدل تحميل تركيا عبء مشكلة يواجهها العالم بأسره, في إشارة إلى أزمة اللاجئين الذين يتدفق آلاف منهم باتجاه وسط وغرب أوروبا, ويغرق بعضهم يوميا في البحر. وانتقد الرئيس التركي بشدة تعامل الدول الأوروبية مع أزمة المهاجرين الحالية, وقال إن طريقة تصنيف بعض تلك الدول للاجئين غير إنسانية. كما انتقد أردوغان مجلس الأمن الدولي, وقال إنه يخدم مصالح الدول الخمس دائمة العضوية فيه (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين). كما قال إن "الإرهاب" يمثل التهديد الأكبر للاقتصاد ويعتبر مشكلة متنامية لا تتعامل معها الدول الغربية بالاهتمام الكافي. وتواجه تركيا منذ يوليو الماضي هجمات متصاعدة من حزب العمال الكردستاني التركي المحظور, وهي تتهم دولا أوروبية بالتغاضي عن أنشطة الحزب على أراضيها. وانضمت أنقرة عمليا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش