انفطرت قلوب الملايين لرؤيتهم صورة الطفل السوري "آلان"، بعد أن لفظه البحر المتوسط فجر أمس الأربعاء، قبالة السواحل التركية، ليحرج المجتمع الدولي، الذي لم يقدم للأزمة السورية سوى «الشجب والاستنكار». لم تُعرف هوية الطفل الذي لم يبلغ من عمره العامين حتى مساء أمس، غير أن والده، عبدالله الكردي، أجرى حوارًا مع إذاعة "روزنة" السورية، وبدوره كشف تفاصيل معاناته مع أسرته منذ خروجهم من سوريا إلى نهايتهم وسط الأمواج. وتنحدر أصول الطفل من بلدة عين العرب "كوباني"، ووالده كان يعمل في الحلاقة الرجالية في حي ركن الدين بدمشق، وخرج من سوريا حاله كحال معظم السوريين باحثًا عن حياة أفضل، إلا أن نهايتهم كانت خارج بلادهم تلخصت في 7 مشاهد: 1 حمله والده مع أخيه "غالب" ذي الأربع سنوات وأمهما ريحانة، على أمل بأن يحظى بفرصة جديدة لعائلته الصغيرة بعيدًا عن الصراع وأهوال ما يحصل. 2 سافر بهم والدهم إلى تركيا واضطر للعمل في مجال البناء بأجرة 50 ليرة تركية يوميًا وهذا المبلغ لا يكفي لذلك مد يده إلى أخته للمساعدة. 3 حاول والده أكثر من مرة السفر بهم إلى اليونان لكنه فشل، إلا أنه في المرة الأخيرة التقى بمهربين أحدهما تركي والآخر سوري عرضا عليه رحلتهم بتكلفة 4 آلاف يورو له ولزوجته، وكانا يريدان أن يأخذا منه ألفي يورو تكلفة الأطفال إلا أنه كان لا يملك المزيد. 4 انطلقت رحلته إلى النهاية في الساعة الثالثة فجرا أمس الأربعاء على متن قارب صغير من نوع (فايبر)، طوله حوالي خمسة أمتار، الذي يكون عادة مخصصاً للصيد البحري، وعند الساعة الرابعة فجرًا كان غرق القارب الذي كان يحمل قرابة 12 مهاجرًا. 5 بعد مسافة قصيرة من انطلاق الرحلة بدأت الأمواج تعلو بشكل كبير، قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار وترك الأسرة تصارع الأمواج، إلى أن انقلب القارب وتمسك بولديه وزوجته وحاولوا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة. 6 توفى الطفل الأول جراء الموج العالي، واضطر والده تركه لإنقاذ الآخر، أجهش عبد الله بالبكاء وتابع: "توفي ابني الثاني وبدأ الزبد يخرج من فمه، تركته لأنقذ أمهما، فوجدت زوجتي قد توفيت أيضًا، وبقيت بعدها 3 ساعات في الماء إلى أن وصل خفر السواحل التركي وأنقذوني". 7 وروى "أحمد"، صديق العائلة مجريات أحداث تلك الليلة المحزنة: "عند الساعة الرابعة فجرًا وصلنا خبر غرق القارب الذي كان يحمل قرابة 12 مهاجرًا، وتمكن شابان من السباحة إلى جزيرة مجاورة لطلب المساعدة، وأثناء ذلك عامت جثة الطفل (آلان) ووصلت للشاطئ، وتم إنقاذ الأب وانتشال جثة ابنه غالب وزوجته ريحانة، والآن هم في براد الجثث بانتظار أن يستلم الأب جثمانهما ليتم دفنهما".