قال موقع (CNN) بالعربية، إن ذوبان جليد القطب الشمالي، الناجم عن الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة، يفتح طرقًا جديدة لسفن الشحن بين أوروبا وآسيا بعيدًا عن قناة السويس. وذكر أنه في أغسطس 2013 كانت "يونج شينج" أول سفينة شحن صينية تسافر إلى أوروبا عبر طريق القطب الشمالي. هذه الطريق التي كانت حتى وقت قريب متجمدة بالكامل. وأضاف أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي يفتح آفاقًا جديدة ومغرية لشركات الشحن البحري، لأن الرحلة التي استغرقتها سفينة الشحن الصينية من داليان في الصين إلى روتردام في هولندا تستغرق 33 يومًا، فيما تستغرق الرحلة نفسها عبر قناة السويس حوالي 48 يومًا. إلا أن خبراء الشحن يقولون إن المخاطر لا تزال تفوق نسبة التوفير. وقال فوستر فنلاي، مدير شركة "أليكس بارتنر" المتخصصة في الأبحاث والاستثمار في المعلومات إن "هناك حوالي 1000 ميل بحري يمكن توفيرها عبر إمكانية المرور من هنا، ولكن المشاكل تظهر أكثر من ناحية عملانية هذا المرور، فحين تسير عبر المنطقة القطبية فأنت تسير عبر أحد المحيطات الأكثر افتقاراً للخرائط التفصيلية على الكرة الأرضية". في عام 2010، عبرت نحو 4 سفن ذلك الطريق، وارتفع العدد إلى 71 سفينة في عام 2013، ثم عاد وانخفض ليبلغ 53 سفينة فقط في العام الماضي، حسب التقرير، الذي يقول إن علماء من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم يتوقعون أن ذوبان الجليد سيفتح الكثير من الفرص للشحن بحلول منتصف القرن.
ماكنزي فانك، سافر عبر منطقة القطب الشمالي بكاملها لإتمام أبحاث من أجل كتابه "الثروة الهابطة من السماء، ازدهار الأعمال من الاحترار العالمي"، وذلك على متن كاسحة الجليد الأمريكية نفسها لثمانية أعوام منفصلة. وقال فانك - الذي كانت لديه هذا العام مهمة تطوير سلامة البنى التحتية في المنطقة - : "أعتقد أن أقل من واحد بالمائة من حركة الشحن التي تمر عبر قناة السويس، تمر عبر قمة العالم، لاسيما قمة روسيا، وبالتالي ليس هناك تغيير كبير لناحية من أين تذهب البضائع، ولكنها لمحة عن المستقبل". سفن الشحن ليست الوحيدة التي تأمل بالحصول على حصة في هذا المستقبل؛ فشركة Crystal Cruises للرحلات البحرية ستطلق رحلتها القطبية الأولى عبر الممر الشمالي الصيف المقبل.