حالة من الجدل المصحوبة بالاستنكار الحقوقى والسياسى صاحبت قرار وزير التعليم العالى باستثناء أبناء الضباط والقضاة فقط من التوزيع الجغرافى والإقليمى ومن تسجيل رغبات تحويل تقليل الاغتراب إلكترونيا واستبدالها بالتحويلات الورقية على أن يتم قبول الطلاب فى الجامعات التى يختارونها مباشرة حتى دون استيفاء الشروط والقواعد الخاصة بالتحويل للكليات المناظرة أو غير المناظرة. المحللون رأوا أن رغم حصول وزير التعليم العالى على تفويض بذلك الاستثناء إلا أنه لم يشر إليه فى البيان الرسمى الصادر عن اجتماع المجلس المغلق خوفا من إثارة غضب الشعب، خاصة أن تفويض استثناءات أبناء الكبار جاء فى توقيت تطبيق التوزيع الإقليمى والجغرافى على أبناء الغلابة، ما أدى إلى حرمانهم من القبول بكليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. الدكتور قدرى إسماعيل الخبير السياسي، عميد كلية سياسة واقتصاد جامعة الإسكندرية، أكد أن استثناء أبناء الضباط والقضاة من التحويل بالجامعات لاعتبارات أمنية من الدرجة الأولى وليس سياسية حتى تكون أسر هؤلاء الضباط والقضاة معهم فى أى حركة تنقلات، وذلك للاطمئنان على ذويهم، خاصة مع الظروف الأمنية المتدنية التى تعيشها مصر فى الفترة الأخيرة نتيجة التطورات السياسية وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى والصراع بينه وبين جماعة الإخوان. وأضاف إسماعيل فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن القرار منطقى وأن الهجوم على وزير التعليم العالى مرتبط بالهجوم على النظام الحالى بأكمله، مشيرا إلى أن اعتراض بعض رؤساء الجامعات على القرار وامتناعهم عن تنفيذه ليس منطقيا على الإطلاق، موضحا أن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لو كان فى نفس ظروف الضباط والقضاة لسارع إلى تنفيذ القرار، قائلا إن الاعتبارات القومية يقدرها الوزير بصفته رئيس المجلس الأعلى للجامعات. "البلد بلد الضباط والقضاة مش الشعب"، هكذا علق محمد أبو ذكرى الناشط الحقوقى ومدير مركز المناضل على القرار، مؤكدا أن الدولة الآن يرأسها الجيش وليس الحكومة ما يترتب عليه أن يتم تسكين الجيش والشرطة والقضاة في كل الأماكن ومراكز القوى لإعطائهم جميع الصلاحيات التى تريحهم وتريح ذويهم فى الوقت الذى يتم فيه تهميش بقية الشعب المصرى الفقير. وأضاف أبو ذكرى فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن هناك تمييزا لهؤلاء الفئات على كل المستويات، مشيرا إلى أن السماح لبعض الطلبة بالتحويل الجغرافى ومنع البعض الآخر سيعطى إحساسا لأبناء الشرطة والقضاة أنهم هم السلطة فى كل الأوقات، وسيزيد من نظرتهم الدونية للمصريين الموجودة من الأساس.