واصل المهاجرون غير الشرعيون، اليوم الأربعاء، تدفقهم إلى مقدونيا قادمين من الأراضي اليونانية، في محاولة للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد أعلنت دخول ما معدله ثلاثة آلاف شخص يومياً إلى صربيا قادمين من مقدونيا. وفي ساعات صباح اليوم، نقل القطار المتجه من مدينة "غيفغليا" جنوبيمقدونيا قرابة 400 مهاجر إلى مدينة "تابانوفتسي" قرب الحدود مع صربيا، حيث توافد المهاجرون إلى محطة القطارات في غيفغليا، للانتقال إلى تابانوفتسي، في وقت أعلن فيه مسؤولون مقدونيون، أن قطاراً آخرا سيأتي في المساء، لنقل مهاجرين آخرين إلى الحدود الصربية، بينما فضّل مهاجرون عدم الانتظار للمساء، واستقلوا حافلات نقل عامة، وسيارات أجرة.
في غضون ذلك، يواصل المهاجرون الذين عبروا نحو الأراضي الصربية مسيرهم باتجاه حدودها مع المجر، ومنها التوجه إلى دول الاتحاد الأوروبي، وأوضح وزير الدفاع الصربي "براتسلاف غاجيتش" لمراسل الأناضول، أن "بلاده تعاملت بشكل إنساني للغاية مع المهاجرين الذين يدخلون صربيا، مبيناً أن المهاجرين استجابوا لذلك بنفس الطريقة أيضاً".
وذكر غاجيتش أن "المهاجرين يستخدمون مدينة تابانوفتسي الحدودية مع المجر كنقطة عبور، مضيفاً أن معظم المهاجرين الذين وصل عددهم نحو خمسة آلاف بدؤوا مسيرهم نحو الحدود الشمالية بعد وصولهم، ولم يبق في جنوب البلاد، سوى قرابة 50 مهاجر".
وفي نفس السياق، بدأ تدريجياً يتضائل عدد المهاجرين الذين حولوا إحدى الحدائق العامة في العاصمة الصربية بلغراد إلى مخيم، حيث أفاد المواطن السوري "محمد أغا" وهو أحد المهاجرين في الحديقة للأناضول، أن صريبا هي مجرد نقطة عبور لهم، لافتاً إلى وجود أقارب له حالياً في أوروبا، مبدياً رغبته في مواصلة الطريق.
من جانبه، أكد المهاجر العراقي "دياري سالا"، أنه لا يرغب في البقاء بصربيا، قائلاً "هذا البلد فقير، ونحن سنذهب إلى ألمانيا، فصربيا مجرد طريق عبور لنا، كما أنهم عاملوا بشكل جيد هنا".
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الداخلية الصربي "نبويتشا ستيفانوفيتش"، أنهم لن يسمحوا لمنظمات مجتمع مدني قومية متطرقة، بتنظيم مظاهرة في 31 آب/ أغسطس الجاري، مناهضة للمهاجرين القادمين من بلدان الشرق الاوسط وأفريقيا، منوهاً إلى أنهم لم يدعموا أي مظاهرة تتجاوز حدود التسامح والصداقة.
وتشير إحصائيات منظمات المجتمع المدني في مقدونيا، إلى أن عدد المهاجرين ارتفع من 600 إلى 2000 شخص يوميًّا في آب/ أغسطس الجاري.
وأفادت وزارة الداخلية المقدونية، في بيان لها سابقاً، أنها منحت اللجوء المؤقت ل 44414 مهاجرا خلال شهرين عقب تعديل قانون اللجوء، موضحة أن 33461 منهم يحملون الجنسية السورية، وبينت الوزارة أن 47 مهاجرًا، بينهم 34 سوريًّا، تقدموا إليها بطلب لجوء دائم.
وكانت "ميليسيا فليمنج" المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد قالت في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي النمساوي في وقت سابق اليوم، إن المفوضية تتوقع وصول 3 آلاف لاجئ لمقدونيا يومياً خلال الشهور القادمة.
وحسب تقديرات المفوضية فإن أكثر من 7000 شخص وصلوا صربيا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث حاولوا الدخول إلى الاتحاد الأوروبي والمجر بواسطة الحافلات والقطارات، بحسب قولها.
وكانت مقدونيا، قد أغلقت الخميس الماضي، حدودها مع اليونان، حيث تجمع الآلاف من اللاجئين في المنطقة الحدودية في الهواء الطلق، في مسعى منهم لدخول الأراضي المقدونية.
لكن السلطات المقدونية فتحت الحدود يوم السبت الماضي، أمام تدفق اللاجئين وسمحت لهم بالدخول حيث سافروا إلى صربيا والمجر.