اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    البابا تواضروس يستقبل رئيسي الكنيستين السريانية والأرمينية    اللواء هشام الحلبي: استهداف القطاع المدني للدولة يغير منظومة القيم للأسوأ باستمرار    لمناقشة الموازنة.. مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الإجتماعي بمجلس النواب    سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم الجمعة 10-5-2024    بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 10 مايو بالبورصة والأسواق    لتقديم طلبات التصالح.. إقبال ملحوظ للمواطنين على المركز التكنولوجي بحي شرق الإسكندرية    بمناسبة يوم أوروبا.. سفير الاتحاد الأوروبي ينظم احتفالية ويشيد باتفاقية الشراكة مع مصر    "لن يهزم حماس" ..الخارجية الأمريكية تحذر "إسرائيل "من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح    الاحتلال يسلم إخطارات هدم لمنزلين على أطراف حي الغناوي في بلدة عزون شرق قلقيلية    إصابة رجليْ أمن جرّاء هجوم على مركز للشرطة في باريس    مسؤول أوروبي كبير يدين هجوم مستوطنين على "الأونروا" بالقدس الشرقية    كاف يوافق على تعديل موعد مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو    شبانة : الزمالك يحتاج إلى كوماندوز في المغرب لعبور نهضة بركان    الدوري الأوروبي - أتالانتا لأول مرة في تاريخه إلى نهائي قاري بثلاثية ضد مارسيليا    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    رد فعل صادم من محامي الشحات بسبب بيان بيراميدز في قضية الشيبي    يوم كبيس بالإسكندرية.. اندلاع حريقين وإزالة عقار يمثل خطورة داهمة على المواطنين    تصل ل40 درجة مئوية.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم ودرجات الحرارة المتوقعة باكر    ضبط المتهم بالشروع في قتل زوجته طعنًا بالعمرانية    إصابة شخص في اندلاع حريق بورشة دوكو وسيارة بكرموز    سمعت الشهقة وأنا بنط.. عمرو يوسف يتحدث عن أجرأ مشاهد "شقو".. فيديو    بالأغاني الروسية وتكريم فلسطين.. مهرجان بردية للسينما يختتم أعماله    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    عادل خطاب: فيروس كورونا أصبح مثل الأنفلونزا خلاص ده موجود معانا    الفوائد الصحية للشاي الأسود والأخضر في مواجهة السكري    محافظ مطروح يشارك في المؤتمر السنوي لإحدى مؤسسات المجتمع المدني    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    مزاجه عالي، ضبط نصف فرش حشيش بحوزة راكب بمطار الغردقة (صور)    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    مرادف «قوامين» و«اقترف».. سؤال محير للصف الثاني الثانوي    مجزرة مروعة في غزة تستهدف عائلة كاملة.. وتواصل العدوان الوحشى برفح    «اللي بيحصل عيب والناس بتضحك علينا».. رسائل نارية من شوبير بشأن قضية الشحات والشيبي    تعرف على سعر الخوخ والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 10 مايو 2024    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    لمواليد برج العذراء والثور والجدي.. تأثير الحالة الفلكية على الأبراج الترابية في الأسبوع الثاني من مايو    اليوم.. قطع المياه لمدة 8 ساعات عن عدد من مناطق الجيزة اليوم    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان وطني موجود ومشهر وحاصل على ترخيص    السعودية تعلن استعداداتها لموسم الحج 2024    بشرى للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر للقطاعين العام والخاص    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    هيئة الدواء تعلن انتهاء تدريب دراسة الملف الفني للمستلزمات الطبية والكواشف المعمليّة    بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب من اتحاد جنوب قارة أفريقيا    الدفاع الأمريكية: نريد إزالة حماس من رفح بشكل ملائم.. وقدمنا أفكارنا لإسرائيل    حدث بالفن| فنانة تكشف عودة العوضي وياسمين ووفاة والدة نجمة وانهيار كريم عبد العزيز    فيديو.. ريهام سعيد: "مفيش أي دكتور عنده علاج يرجعني بني آدمه"    سعود أبو سلطان يطرح أغنيته الجديدة الثوب الأبيض    اشتباه تسمم 8 أشخاص بعد تناولهم وجبة فسيخ بأسوان    مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس ونظيرتها الشارقة الإماراتية لتعزيز التعاون    محظورات الإحرام لحجاج بيت الله الحرام في حج 2024    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُنى على خمس فقط    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    موعد بدء أعمال مكتب تنسيق الجامعات 2024 لطلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة إلي جنة فردوس الأرض (مصر)

نبحر عبر رحلة روحية دينية ثقافية تاريخية حضارية تراثية تجاه أم الدنيا مصر المحروسة نادرة الزمان وأقدم البلاد وأعظم المدن التي كرمها الله عز وجل في كتابه الكريم ومنحها فيض من الرحمة والعزة والمكانة المرموقة التي شهدت فيها صفحات التاريخ جزء كبير وعريق لتاريخ الإنسانية من بداية الخلق وإلي قيام الساعة بأذن الله .
ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم العظيم مصر ومحاسنها في عشرون موضعاً ، تارة بصريح العبارة وتارة بالإيماء ،وروي في بعض الأخبار أن الله تعالي يقول لساكني مصر يوم القيامة ( ألم أسكنكم مصر ؟ أما كنتم تشبعون من خبزها وتروون) من نيلها ،هذا من جملة النعم وليس من باب المناقشة .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( قسمت البركة عشرة أجزاء جعل الله منها تسعة أجزاء في مصر وجزء واحداً في سائر الأرض )
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إذا فتح الله عليكم بقري مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً ، فذلك الجند خير أجناد الأرض لأنهم في رباط إلي يوم القيامة )
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أهل مصر ضعاف ، ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مئونته )
روي عن كعب الأحبار رضي الله عنه ( لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت إلا مصر ، قيل له ولم ذاك ؟ لأنها معافاة من الفتن ، ومن أراد بها سوءاً قصمه الله تعالي )
عندما أنزل الله عز وجل سيدنا آدم من الجنة وهبوطه إلي أرض قريبة من جزيرة سرنديل ( سرنديب ) في الهند وحيداً دون أمنا حواء التي إستبدعت إلي جدة ، وأصبح كل منهما يسيح في أرض مختلفة متجولين عراء وفوق رأس كل منهما تاج لمدة لا يعرفها إلا الله ، حتى أهدت عصافير الجنة شعرة من لحية سيدنا آدم إلي أمنا حواء وأتت من شعر غرائر أمنا حواء لسيدنا آدم عدة شعرات كالعنبر ، لتكون تلك العصافير سبب لقائهما في عرفات ويكون جبل عرفات المسمي باللغة العربية جبل عرفة لقاء الرحمة بعد الفراق والمحطة الثانية لسيدنا آدم فوق الأرض وينتقل بعدها إلي مكة المكرمة التي أنزل فيها الله قصراً من جنة المأوي وأسم هذا القصر البيت المعمور وذكر في رواية إنه من الياقوت الأحمر وفي أخري من اللؤلؤ الأبيض وقد فرض الله عز وجل علي سيدنا آدم أن يطوف بالبيت المعمور وعلم جبريل الأمين آدم العبادة فيه ودام علي تلك الحال طويلاً يسكن مكة حتى أصبح لآدم أربعون ألف من الولد ، وكان يطوف كل عام أبناءه حول البيت المعمور ويؤدون مناسك الحج وطاقت أرض مكة به لكونها أرض غير ذات زرع ، ومكة هي المحطة الثالثة في حياة سيدنا آدم ، ليمضي من مكة بأمر الله عز وجل إلي المحطة الرابعة لأرض مصر مستوطناً شاطئ النيل ، ويشتغل بالزراعة التي وفرة له الغلال الكثيرة والوفيرة بعد أن نالت أرض مصر شرف دعوة سيدنا آدم وكل أبناءه الدعاء بلسان عبري ، بعد إن نسي سيدنا آدم لغة الجنة اللغة العربية التي كان يتحدث بها ولكن بعد طره وهبوطه للأرض أصبح عاجزاً بسبب عصيانه فعلمه جبريل كلمات عبرية فقال سيد البشر آدم في حق مصر ( اللهم أحفظ إيماني من الشيطان ونجني ونجني ولتكن كل الملائكة في خدمتي وأعطني القمح لأصنع الخبز اللهم أجعل هذا البلد عامراً لأبنائي من بعد مماتي ) .
ذكر أبو الصلت أمية الأندلسي إن حد إقليم مصر طولاً من مدينة برقة إلي عقبة أيلة ، نحو أربعين يوم ومسافة حدها في العرض من مدينة أسوان من أعمال الصعيد إلي العريش عند الشجرتين والحفائر التي هناك .
أما حد إقليم مصر الشمالي من برقة إلي منتهي الواحات السبع ، يمتد إلي بلاد النوبة من حد أسوان إلي منتهي بحر الروم عند ثغر دمياط إلي ساحل رشيد إلي الإسكندرية ، آخذ جنوباً إلي ظهر الواحات إلي حدود النوبة ، والحد الشرقي من بحر القلزم قبالة أسوان إلي عيذاب إلي القصير إلي تيه بني إسرائيل ، ثم ينعطف شمالاً إلي بحر الروم من عند الحفائر التي خلف العريش ، وينتهي إلي ثغر دمياط إلي رشيد
إلي أسكندرية ، ثم ينعطف إلي برقة من الساحل حيث ابتدأ منه .
جاء في تواريخ الصائبة إن سيدنا إدريس كان علم الكتاب واليد الطولي والقدم الراسخة لمعرفته بكل ما في الوجود وكان يحرر جميع الوقائع في يوميات ويحفظها في جبل الأهرام ، ويقال أن سيدنا إدريس دفن والده سيدنا شيت أبن آدم في جبل الأهرام .
كان من أبناء سيدنا شيت الملك (نقراوش )كاهن العصر والذي شيد في مصر مدينة عظيمة سماها ( أمسوس ) وأمسوس بالعبرية تعني المدينة الجديدة وقد عمرت تلك المدينة بعد الطوفان ورممت وسميت (مصرايم ) لذلك تسمي الآن مصر وفي اللغة اليونانية ( مقدونية ) كان الملك( نقراوش بن شيت )هو معمر مصر بعد سيدنا آدم ومد عمرانها مسيرة ثلاثة أيام وقد دفن في جبل الأهرام وخلفه ملكاً علي مصر ولده الملك (نتراش) الذي أقام بعد المدن في الواحات ولما مات دفن في جبل الأهرام وخلفه في الملك أخيه (مصرايم بن نقراوش) الحكيم الذي كان يسخر الأسود وكانت الأسود والجن تحمل سرير ملكه ولما مات دفن في جبل الأهرام ، وجاء من بعده ملك يسمي (عيقام )وهو من ذوي قرباه وأقام العدل بين الناس وفي عهده رفع الله عز وجل سيدنا إدريس للسماء من أسوان ، كان ( عيقام ) عالماً بعلم الكهنة والسحر وقيل أنه توجه إلي خط الاستواء وبني قلعة من نحاس أصفر في سفح جبل القمر الذي ينحدر من أعلاه الماء وصنع 35 تمثال من النحاس الأصفر يخرج من حلوقها ماء النيل ويصب في ممرات تنحدر إلي مصر لتعم بالنفع والفائدة لأهلها وأستمر ( عيقام ) ساكناً في قصره حتى هلك .
تولي بعده ولده ( عرياق ) العالم بعلوم الطلاسم وله أعمال جميلة ورائعة منها شجرة النحاس الأصفر التي كانت لها فروع كثيرة إذا أقرب منها الظالم تخطفه تلك الفروع ولا تتركه حتى يقترف بظلمه وذنبه ويخرج من ظلمة خصمه ،ومن أعماله أيضا القبة العظيمة وسط مدينة أمسوس التي عمل فيها كالسحاب تمطر مطراً خفيفاً في الصيف والشتاء وكانت تحت القبة مطهرة فيها ماء أخضر تتجمع من ماء المطر يغتسل كل من به أذي أو عاهة ليشفي بأمر الله تعالي وانه يبر بأذن الله عز وجل .
كان الملك ( عرياق )مولع بالنساء الجميلات والحسناوات وغرات عليه النساء حتى دست أحدهن السم في طعامه وأطعمته ومات في وقته وساعته ،وقيل إن هاروت وماروت كانا في عصره وحكمه .
جاء بعده ولده ( لوجيم ) عالم السحر والطلاسم وكان الغربان كثيرة في زمانه فأفسدت الزرع والغلال فأسرع في عمل أربع منارات علي جوانب مدينة أمسوس وجعل في كل منارة صورة غراب وعليها صورة ثعبان ( حية ) وقد التوت فلما جاءت الغربان وعاينوها نفروا من تلك المدينة ولم يدخلوها مرة أخري ، قام الملك ( لوجيم ) بعمل طلاسم للريح وكانت المراكب أذا وصلت أليه تقف ولا تتحرك حتى يدفعوا الضريبة وأستمر علي ذلك حتى مات .
وجاء من بعده ولده (خصيليم ) عالم السحر والطلاسم الفاضل الباهر وهو صاحب أول مقياس للنيل وعمل في وسط المقياس بركة يدخل منها ماء النيل وعلي حافة البركة عقابان من نحاس أصفر وقام ببناء القنطرة الكبرى في بلاد النوبة وقد عمر حوالي 700 سنة وبعد موته جاء خلفه الملك ( قفال ) العالم والبارع في السحر والطلاسم وقام ببناء سرداب تحت الأرض ينتهي في بلاد الصعيد ، فكانت نساؤه ينزلن في السرداب ويمشين فيه إلي الصعيد حتى يردن البراري ، وظهر في عصره سيدنا نوح عليه السلام وأستمر في الملك حتي مات .
تولي بعده الملك ( ترسان أبن هوسال ) عالم الكهنة والسحر قام بعمل قصر من خشب نقش عليه صور الكواكب وكان يضعها علي الماء ويجلس عليها ،ولما جاءت النبوة سيدنا نوح في الأربعين من عمره آمن به الملك (ترسان ) وفي أحدي الأيام وهو جالس في قصره هبت ريح عاصفة فأضرب وأنزعج وأنقلب القصر الخشبي فوقه فغرق هو ومن معه وهلكوا جميعاً .
وجاء بعد موته الملك ( شرياق ) العالم في السحر والطلاسم وله أعمال جميلة منها صورة البطة القائمة علي أسطوانة الرخام الأخضر علي باب المدينة ، فإذا دخلها غريب صفقت له تلك البطة بجناحيها وتصرخ حتى يسمعها كل من في المدينة فيمسكوا بالغريب وكان في عصره لا يستطيع دخول المدينة إلا يمسك في وقته وساعته ثم ولده الملك (شهلوق) عالم السحر والطلاسم وصاحب الأعمال العجيبة فقام بعمل شجرة من النحاس الأصفر ونصبها فوق الجبل الأحمر فكانت تقسم الرياح إلي البلاد التي تريد الفساد بأهلها فلا يستطيعون بها الإقامة حتى يأتوا إليه ويدخلوا تحت طاعته ، في عصره ظهر معدن الفضة في بلاد النوبة والبجه وصنعوا منها أوانية ونعال الخيل وأستمر حتى مات .
ثم تولي أبنه الملك ( سوريد ) الظالم وجبار الأرض وأول من فرض الخراج علي الرعية وقام ببناء الأهرامات الكبيرة في بني سويف والتي سميت بأهرامات ( سوريد) وكان أغني ملوك الأرض وقام بعمل مرآة من أخلاط شتى لينظر بها كل أقاليمه السبعة من خير وشر وما روي من أرضها وما لم يروي وكانت المرآة في وسط مدينة أمسوس قائمة علي جامة خضراء أسطوانية .
أقام الملك (سوريد) هرمين وصنع لهما عيداً وجمع له أعيان قومه وأكثر الولائم العظيمة فرحاً ببناء الهرمين وكتب عليها ( أنا الملك ( سوريد ) بنيت هذين الهرمين في 60 سنة فمن جاء بعدي وزعم انه مثلي فليهدمها في 600 سنة فأن الهدم أيسر من البناء ، وقد كسوتهما الديباج فأكسوهما بالحصر أن استطعتم ) وأستمر حتى مات ثم جاء من بعده ولده الملك ( هوجيب ) الذي دفن أبوه ( سوريد ) في الهرم الأكبر وقيل أن ( سوريد ) هو الذب بني البرابي في إخميم سوهاج ، وكان الملك ( هوجيب ) صاحب أعمال عجيبة وعمل درهم إذا أبتاع صاحبه شيئاً أشترط أن يزن له ما يتباعه منه بوزن هذا الدرهم وقد وجد الدرهم في كنوز الأرض بعد مدة طويلة واتصل بالناس حتى وجد في خزائن بني أمية ، وأستمر في ملكه حتى مات ويخلفه في الملك ( منقاوس ) الجبار العنيد سفاك الدماء الذي كان يأخذ النساء الحسناوات من أزواجهن غصباً وكان يسمع وصف الجنة من الكهنة فقال أنا أبني في الدنيا جنة مثلها فبني قصراً من الذهب والفضة علي شاطئ النيل وأجري فيها انهار وجعل أرضها حصباء الدر والجواهر وكان يجلس فيها وحوله النساء الجميلات فبينما هو جالس ذات يوم في القصر وفي يده كاس يشرب منها فشرق شرقه مات بها ودفن في القصر الذي بناه .
ويأتي من بعده أبنه الملك ( أفروس ) ذلك العالم الفاضل في السحر والطلاسم والعادل في حكمه وفي حق الرعية حسن السيرة وله أعاجيب فنية منها بناء قبة علي شاطئ النيل من نحاس أصفر طولها 50 ذراع والعرض 50 ذراع وجعل حولها أطياراً من ذهب وفضة إذا دخل الريحفي جوفها صفرت بأصوات مطربة وبلغات شتى ، وكان له مدهن من الياقوت الأحمر طوله خمسة أشبار فكان يشرب فيه الخمر وقيل أن هذا المدهن وجد بعد الطوفان في بعض البرابي ، وأستمر في حكمه حتى مات ودفن بجوار والده ، ليأتي من بعده أبن عمه الملك ( فرغان) ذاك الملك الذي وقع الطوفان في عصره وبطل كل عالم السحر ومحيت كل العجائب والغرائب والطلاسم وتفجرت الجبال التي تحمل المعادن والكنوز في باطنها وتلاطمت الأمواج وصعد منها العجيج ودام الحال علي ذلك أربعين يوماً وليلة وظهرت كل المعادن والكنوز المخفية وتغير وجه الأرض وبعدها بعث ( بيظري بن حام بن نوح ) إلي مصر وبني مدينة العريش ،في أرض حاسان القريبة من مصر ثم بني مدينة بلبيس وقد عمرت بعد الطوفان ومعروف أنه دفن فيها 17 نبي وجاء ( بيظري ) إلي مصر وأنشأ مدينة أمسوس القديمة والتي هي مصر قبل الطوفان وصارت معمورة ثم بني مدينة منوف وبني (سام بن نوح ) الشام وفلسطين والقدس .
عندما أستوطن سيدنا آدم مصر ثم أمره الله بالتوجه إلي الشام كان لسيدنا شيت ولد أسمه ( غرباب ) وابنه ( نقراوش )وكان ( نقراوش ) من النخباء الراشدين متطلعاً في جميع العلوم وقد أحب سيدنا آدم ( نقراوش ) وسماه (مصرايم ) وامره بتعمير مصر ومضيْ آدم إلي الشام لزراعتها ومن أسرة ( نقراوش ) 70 غادروا الديار فراراً من ظلم ( قابيل ) وأقاموا في جبل غداس التي طاب لهم هواؤه .
أما (نقراوش) المسمي (مصرايم ) كانت له في مصر ذرية وكان صاحب عشائر كثيرة وكان يشيد المدن والأبنية كل عام واعتاد أن يزور جده آدم في الشام وحوران وبصري ويدعوا له ،وسماه سيدنا آدم الملك ( مصرايم ) وتربع في حكمه حوالي 118 عام وحكم جميع العشائر وتعلم من أخيه ( زرايل )عجائب وغرائب العلوم وأستخرج من بطن الأرض الكثير من الكنوز والمعادن وقد أمر قومه أن يجمعوا من الجبال الأحجار .
عندما أراد الملك (مصرايم ) الانتقام من ( قابيل )حشد جيش جرار وانطلق نحو الشام وكان لقابيل جيش عظيم في فلسطين وعسكر في مدينة الرملة وتقابل الجيشان وخاض حرباً ضروس وقتل قابيل ومائة ألف من جيشه في موقعة الرملة التي تعني بالعبري فلسطين ، وغنم الملك ( مصرايم ) غنائم كثيرة وصلت إلي مصر وكانت تلك الغنائم والأموال المصدر الأساسي لشق الترع وتقسيم النيل لفروع وجري فرع من النيل للنوبة وآخر إلي بحر السويس وفرع يجري إلي المغرب في أرض بني هلال وتصب في خليج كبرت وتم ذلك بفعل علم الملك (مصرايم )بالهندسة وارتفعت الأرض وبني الهرمين في مواجهة مصر وانشأ لنفسه مرقداً ومخزن كبير لكنوز الفرعون وقد عمر 715 عام ليطوي معها كتاب حياته وجعل الهرمين مقبرة له ولأمواله ومن عهد الطوفان لم ينقطع نسله وتوارث 70 ملك من ذريته حكم مصر ، وكان ( نقراوش ) أحد أبناء ( مصرايم ) وله كاهن يسمي ( قليمون) ذو باع طويل في العلوم وتنبأ بوقوع الطوفان علي أنه غضب من الله وقبل الطوفان مضيء ( قليمون ) ليكون بجوار سيدنا نوح في الكوفة فشرف الإيمان وسكن العراق مع أهله وعشيرته وكان لسيدنا نوح ولد أسمه حام وكان لحام ولد يسمي ( بيطار ) وقد تزوج ( بيطار بن حام بن نوح ) ابنة الكاهن ( قليمون ) وبها تمت صلة الرحم ، وبعد حلول زمن الطوفان ركب سيدنا نوح وجميع من معه السفينة ونجي من الطوفان واستوت السفينة علي الجودي بعد أربعين يوم ، وتلقي الكاهن ( قليمون ) وصهره ( بيطار بن حام بن نوح )الأمر من سيدنا نوح عليه السلام بالتوجه إلي مدينة ( أمسوس ) وهي مصر التي بناها جده ( مصرايم ) قبل الطوفان وقد قطع المنازل وطوي المراحل التي نجتهما من الغرق ونزلاً بالقرب من ( أمسوس ) العريش وأقام فيها وهي تعني بالعبري مدينة المقر أو المستقر .
كانت حكمة الله تعالي أن يكون لبيطار المتزوج من ابنة الكاهن ( قليمون ) والتي تسمي ( زورة ) ولد سمي ( مصرايم ) أول مولود بعد الطوفان وأقاموا الأفراح في مدينة العريش التي أنجب فيها أول مولود وقاموا بتزين الشجرة التي استراح تحتها ( بيطار) و( زورة ) بعد وصولهم العريس ، ثم انطلقوا بعدها إلي بلبيس التي كانت قبل الطوفان مدينة السحر والسحرة وكانت خرباء مدمرة ثم واصلوا المسير صوب ( أمسوس ) مدينة مصرايم القديمة التي ليس أي أثر بعد الطوفان سوي أهرام قام ببنائها سيدنا إدريس عليه السلام في مواجهة النيل ، ولكي ينجوا من الطوفان ركبوا سفينة إلي منوف ووجدا فيها مكاناً طيب الهواء ووجدوا جزيرة جميلة في النيل فمكثا فيها وسكنوا أكواخ وخيام ومع الأيام تكاثر ذريتهم وكانت منوف القرية الثانية التي تعمر بعد الطوفان والأولي الجوي في العراق وعاش ( بيطار ) عمراً طويلاً يعمر منوف تلك المدينة العظيمة ولكن بإيعاز من الكاهن ( قليمون ) صحب ( بيطار ) أهل بيته إلي ( أمسوس ) العتيقة مدينة الأجداد وعمر ( قليمون ) ( أمسوس ) الذي عاش ألف سنة ودفن في الهرمين بجوار (مصرايم) وكان ( قليمون ) أول من مات بعد الطوفان وهو الذي أقام مدينة الواح .
أنجب ( بيطار بن حام بن نوح ) ثلاثين ولد وقد تعلم هؤلاء من جدهم ( قليمون )الكثير من العلوم العجيبة وقد عاش بعد والده (حام ) 850 سنة ولما توفي دفن بجوار صهره ( قليمون ) وقد جعل أبناء ( بيطار ) الخلافة لأخيهم الأكبر (مصرايم) المولود في العريش ، فأستقل بالحكم والملك وبلغ أسنا وأسوان والسودان وبلاد الفونجة ( فونجستان ) وأصبح ملك نافذ الحكم يساعده أخوانه الثلاثين في حكم الإقليم المنتشرة حين ذاك فشيد أخوانه مدن تحمل أسمائهم فمثلاً ( رشيد بن بيطار ) مدينة رشيد ، ودمياط مدينة دمياط واسكندر مدينة اسكندر وبتنة وسيف مدينة بني سويف ، ومينا مدينة المنيا والشأن مدينة أشمون وكذلك باقي المدن أسنا وأسوان وشلال و أبريم وصاي وحلفا وسنار وكان أخوهم ( مصرايم ) ملك العالم المولود في مدينة العريش وقامت أمه ( زورة )بكسوته من أوراق الشجرة التي جلست مع زوجها ( بيطار ) وقد زينت تلك الشجرة بأحجار ثمينة وبنت مدينة عظيمة بالقرب من الشجرة أسمها ( درسان ) وهي تعني بالعبري باب الجنة ، وبعد وفاة ( مصرايم بن بيطار ) دفن بجوار والده في الهرمين وبجانب ( سوريد ) الذي بناه قبل الطوفان وكان في ذلك العهد يزور الهرمين عوام الناس وخواصهم لان الملوك قاطبة تدفن فيها .
خلف الملك ( مصرايم ) أبنه الملك ( قبطم ) الذي نقل الحكم إلي مدينة درسان بجوار الشجرة التي ولد فيه والده وكانت أم الملك ( قبطم ) أم قبطية ، وبدأ يعبد الله تحت الشجرة حتى بدأت معها عبادة الشجر وارتد عن دين جده سيدنا نوح ووقعت الفرقة بين أخوانه وعمومته وابتدع كل منهم مذهب واخذ أبن ( مصرايم ) مذهب له وذاعت شهرته وأصبح ملك عظيم وبقي تواريخ القبط منه ، ولكن هناك عالم من نسل سيدنا إدريس عليه السلام أحاط بكل العلوم وكتب تواريخ القبط قائلاً ليس لتواريخ القبط أصل ونشأة لان بعد هبوط سيدنا آدم وبفضل سيدنا إدريس أنتشر علم الكتابة وعلم الحساب وعلم النجوم .
ذكر في تواريخ الصائبة أن سيدنا هود عليه السلام ولد في عهد الملك ( قبطم ) بمدينة ثمود ومن عهد آدم إلي قبطم كان الناس يتكلمون العبرية ولكون الملك ( قبطم ) بارع في شتي العلوم شاعت في عهده لغات مختلفة وظل في الحكم 480 عام ودفن في الهرمين بجوار أبيه ( مصرايم ) ليأتي بعده أخيه ( أشمون ) الذي بني أشمونين وهما مدينتان وتعني أشمون بالعبرية ملك له صفة الثور حامل الأرض وكانت الثيران كثيرة بها ، وهناك مثل مصري يطلق ويصف الأبله بثور أشمون وبعد موته جاء أخوه ( اتريب ) الذي مات وخلفه ( صاي )الذي قام برحلة صيد إلي بلاد الفونجة فقتله فيل ، وخلفه أبنه ( تدارس ) وقد ولد في عهده سيدنا صالح عليه السلام ومات وخلفه أبنه ( ماليق ) الذي لم يعمر كثيراً ومات في عمر 200 عام ولم يكن له ذرية فخلفه أخيه ( خربتا بن قبطيم ) وأنقضي عمره والملك لولده ( كلكن ) ولم يكن له ذرية فخلفه أخوه ( ملباية بن خربتا ) الذي شيد المدن الكثيرة في بلاد النوبة ، وبعد موته خلفه أبنه ( طوطيس ) الطاغية الجبار وفي ملك (طوطيس ) قدم سيدنا إبراهيم عليه السلام إلي مصر مع أمنا سارة ، ومد الملك (طوطيس ) يده لأمنا سارة فجفت يده بأمر الله تعالي ولكن دعا له سيدنا إبراهيم عليه السلام فشفيت يده ، إلا أنه لم يستطيع كبح جماح نفسه ووضع يده مرة أخري علي أمنا سارة فأصبحت يده قديداً ولكن سيدنا إبراهيم عليه السلام عفا عنه مرة أخري ودعي له فعادت يده إلي ما كانت عليه ، وفي التو رفع ( طوطيس ) أصبع الشهادة قائلاً ( لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله ) ودخل في الإسلام وزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام من أمنا هاجر التي أنجبت له سيدنا إسماعيل عليه السلام وقدم لسيدنا إبراهيم عليه السلام هدايا لا تحصي وشق الملك ( طوطيس ) الجبال الواقعة مقابل مدينة بني سويف لفرط محبته بسيدنا إبراهيم عليه السلام واجري النيل إلي بحر السويس بمقدار مسيرة ثلاثة أيام وكانت له مكة وعاش 200عام قضي في الحكم 180 عام وملك الدنيا من أقصاها إلي أقصاها ودفن بجوار أبيه ( خربتا ) وأصبحت أبنته ( خروبا) ملكة مصر من بعده وهي الملكة الأولي علي الأرض ودام لها الحكم 70 عام وظلت علي ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وبعد موتها أنتقل الحكم إلي أبنه عمها ( زالقا ) إلا أنها تعاطت السحر كثيراً ودفنت بجوار أبيها ( مأموم ) وفي عهدها أنتشر القبط في كل إقليم مصر وفي عصرها ظهر بنو العمالقة الذين الحقوا بجند مصر الهزائم وكان لهم ملكها .
عملاق من أبناء العماليق وكان ( وليد بن إيدوس ) أحد ملوك العماليق وكان جبار وعنيد ذو بأس شديد طمع في الاستيلاء علي مصر من حوزة القبابطة لعمرانها وجيش جيش عظيم وخاض حرباً ضروساً مع جيش ( زالقا بنت مأموم ) وهزمهم وحكم ( وليد بن إيدوس ) قرن من الزمان من الظلم والاستبداد فسلط الله عليه أسد حاصره واكله فأمن أهل مصر شره وكان ضخم الجسد يعبد الشجر وخلفه في الحكم أبنه الملك ( ريان بن الوليد بن أرسلاوس ) وجاء في كتب تاريخ الصائبة أن الملك ( ريان ) هو فرعون سيدنا يوسف عليه السلام وله وزير يدعي ( قطفير ) هو الذي أشتري سيدنا يوسف عليه السلام وقد أختار العزلة بعد سنوات العجاف وترك الحكم لسيدنا يوسف عليه السلام الذي عمر 100 عام وزان الدنيا وعمر مصر وحين أدرك سيدنا يوسف الموت مات الملك ( ريان ) وكان أبنه ( درام ) يحكم مملكة أسوان ، وعندما علم بوفاة سيدنا يوسف عليه السلام قام بتنفيذ وصيته ووضع جثة سيدنا يوسف في صندوق من البرونز ويلقيه في النيل حتى عهد سيدنا سليمان عليه السلام ، وقدم سيدنا سليمان عليه السلام مع الأنس والجان وأتت امرأة عجوز وقالت يا سليمان في هذا المكان تم إلقاء جثمان سيدنا يوسف في صندوق برونز فأخرجه وفي التو أمر سيدنا سليمان الجن بحمل الصندوق ودفنه بجوار أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام في جبل جبرون .
وبعد وفاة سيدنا يوسف عليه السلام جاء ( درام بن ريان ) واستقل بالحكم وجاء بعده ( ريان ) جبار الأرض وعابد الأصنام وغرق في النيل ، ليأتي بعده الملك (كاشم بن معدان) فيدركه الموت ويخلفه الملك الفرعون (أبن حريم بن كنوز بن زيد موسي ) الذي أعتلي العرش في منوف وبعد عشرون عام من حكمه قدم سيدنا موسي عليه السلام وكان عمر الفرعون 400 عام وكان في صراع وحرب مع سيدنا موسي عليه السلام حتى يغرقه الله تعالي في بحر القلزم في خليج قلوندر ويخلفه في حكم مصر ملكة تسمي ( دلوكة بنت زيباكا ) التي شيدت معظم عمائر منوف من جديد والتي أصبحت بعد ذلك مدينة منف فكست العمائر بالرصاص وكفنت الأسطح بالنحاس الأصفر وزينت الأبواب بالنحاس وانشأت 700 حمام فما كان في مصر مدينة مثل منوف (منف ) وظلت تحكم عشرون عام وماتت في عمر 160 عام ، وخلفها الملك ( لدركون ) وبعد موته كان لابنه الملك ( تودس ) وبعده الملك ( لقاس ) ثم الملك ( مرينا )ثم أبنه ( اسمارس )الذي قتل وكان هو أول ملك يقتل لظلمه الشديد ويأتي بعده الملك (بطولس بن ميكاكل ) الذي حكم 40 عام وخلفه أبنه الملك (بالوس ) ثم جاء أخوه الملك ( مياكل ) الذي حكم 120 عام وقد خرب القدس وبيت المقدس ورفسه فرسه وهلك وخلفه ابنه الملك (مرتشوس ) وجاء بعده الملك العادل المنصف لملك ( مرمورة ) الذي رعي الرعية وعمر أرض القدس ومصر وعاش 60 عام وجاء بعده الملك ( لقاس ) الذي قتل في الحرب وخلفه الملك ( قوبش ) ومعه أنتهي حكم آل ريان والعمالقة للأبد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.