التنظيم يجرى أول عملية ذبح للمهندس الكرواتي بالقاهرة.. خبراء يدقون ناقوس الخطر.. ومطالبات بحماية السفارات والبعثات الأجنبية جاءت عملية اختطاف المهندس الكرواتى وذبحه على يد"ولاية سيناء" التابعة لتنظيم داعش الإرهابى ونشره لعدة صور قائلا: إنه ذبح داخل القاهرة لتكون بذلك أول عملية خطف وقتل لداعش لرهينة أجنبية فى قلب القاهرة بعد أن اقتصرت تلك العمليات على مناطق سيناء والشيخ زويد وهو ما ينذر بخطر شديد من تكرار مثل هذه العمليات داخل الأراضى المصرية. وتعرض المهندس الكرواتى للضغوط من قبل "داعش" فقد صوروا له شريط فيديو فيه استغاثة ثم بثوا الشريط على شبكة الإنترنت، كما نشروا صور جريمة قتله وذبحه حسب ما أعلن، وظلت واقعة الخطف فترة طويلة نسبيًا، دون أن تتمكن الجهات الأمنية من معرفة الخاطفين أو الوصول إليهم، وهم فى العاصمة الأمر الذى طالب على أثره مراقبون بالتحقيق والمساءلة، فى هذه الحادثة والعمل على حماية كافة العاملين الأجانب بمؤسسات الدولة حتى لا تكون القاهرة مركزًا لتنفيذ عمليات إرهابية انتقامًا من دول فى الخارج، أو من الدولة المصرية نفسها على يد هذه التنظيمات. وفى أول رد فعل لها قالت وزارة خارجية كرواتيا، إنها لا تستطيع التأكد من وفاة الرهينة "تومسلاف سلوبيك" المختطف فى مصر، وذلك بعد أقل من ساعة من بث تنظيم داعش صوراً لمقتله. وكشفت وزيرة الخارجية الكرواتية، فيسنا بوسيتش، تفاصيل جديدة عن مواطنها الذى اختُطف، مشيرة إلى أن جماعتين منفصلتين تورطتا فى خطف الكرواتى توميسلاف سالوبيك فى مصر، واحدة اختطفته وطلبت فدية قبل أن تسلمه إلى تنظيم «داعش»، الذى يقال إنه قتله. وأشارت بوسيتش متحدثة فى مدينة رييكا الساحلية الكرواتية، إن الخاطفين طلبوا المال من الشركة التى كان سالوبيك يعمل لصالحها، لافتة إلى أن الاتصال انقطع عن الرهينة، قبل أن يظهر فى مقطع مصور بالخامس من أغسطس يبين سالوبيك كرهينة لفرع تنظيم "داعش" فى مصر، وفقًا ل "أسيوشيتد برس" مؤكدة أن السلطات لا يمكنها تأكيد عملية القتل على وجه اليقين. ومقتل سالوبيك، هو الأول ضد أسير أجنبى فى مصر، فى ظل حالة من عدم الاستقرار السياسى والأمنى بعد الاضطرابات التى شهدتها البلاد عقب عزل محمد مرسى فى 3 يوليو 2013 بعد تظاهرات ال 30 من يونيو . وقال العميد محمود قطرى الخبير الأمني، إن الإرهابيين استغلوا الوضع الأمنى المتردى فى الوصول إلى العاصمة المصرية، تهديد الأمنيين، وذلك يرجع لفشل وزارة الداخلية. وأضاف الخبير الأمنى ل"المصريون"، الإرهابيون يعرفون أماكن الضعف ولذلك استهدفوا أفراد الشرطة والجيش والقضاء، بالإضافة إلى استهداف القطاع الاقتصادى و السياحة. وأشار قطري، إلى أنه حذر السيسى من قبل بأنه سيفشل بسبب ضعف الأمن ووزارة الداخلية، ولكن لم يحدث أى تغيير على مستوى الاستراتيجيات والتكتيكات وذلك يرجع لعدم اعتراف السيسى بضعف الأمن. وشدد الخبير الأمني، على ضرورة إعادة بناء الشرطة والاعتراف بضعف الأمن، ونوه إلى أن اختطاف وقتل الرهينة الكرواتى فى قلب العاصمة، كان سيضرب السياحة فى مقتل لو كان جنسيته أمريكية. ولفت قطري، إلى أنه كان يجب على وزارة الداخلية، أن ترضخ لطلبات الإرهابيين و لا تتحجج بهيبة الدولة، مؤكدًا أن هيبة الدولة تكمن فى حماية مواطنيها وسياحها. وتوقع قطري، أن تشهد الفترة القادمة تكرر حالات الخطف، وذلك بعد حالة خطف المهندس الكرواتى والتى ستكون له تداعياته الخطيرة، إلا إذا سارعت الدولة بالاعتراف بمرض الشرطة وضرورة الحصول على العلاج. واختطف المهندس الكرواتى الذى يعمل بإحدى الشركات الفرنسية فى مصر، أثناء سيره بسيارته وبرفقته سائقه بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر فى 22 يوليو الماضي، بينما أعلنت وزارة الخارجية الكرواتية عن اختطاف المهندس الكرواتى بعد ذلك بيومين. وبث تنظيم "داعش" الذى قام باختطاف المهندس الكرواتى فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى الأسبوع الماضى يتبنى عملية الاختطاف فى الوقت الذى أصدرت فيه الشركة التى يعمل بها المهندس الكرواتى بيانا الأسبوع الماضي، أعلنت فيه أن المهندس الذى ظهر بالفيديو هو المهندس المختطف، وأنها قامت باتخاذ تدابير أمنية بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية العاملين . وأجرى فريق على أعلى مستوى بوزارة الداخلية، تحقيقات موسعة فى واقعة تهديد تنظيم "داعش" بتنفيذ حكم الإعدام بحق المهندس الكرواتى المختطف على طريق الواحات – أكتوبر. ويضم فريق البحث قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام ووحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، فضلاً عن التنسيق مع القوات المسلحة، لتحديد مكان المهندس المختطف وتحريره قبل الموعد المحدد لإعدامه. وقال أحمد عبد اللطيف الخبير الأمني، إن خطف "داعش" مقصود من ورائه إحراج الدولة المصرية أمام العالم، لترضخ أمام هؤلاء الإرهابيين من أجل تنفيذ مطالبهم، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية يجب عليها تغير استراتيجيتها فى مواجهة هذه العناصر الخطرة والعمل بكل قوة على دحرها، بالإضافة إلى وضع خطة محكمة لتأمين الأجانب والبعثات الخارجية المتواجدة على الأراضى المصرية . وأكد الخبير الأمني، أن الواقع الحالى يؤكد أن معظم دول العالم أصبحت مسرحا لعمليات الإرهاب، وأنه على الرغم من التزام خارجية كرواتيا الصمت تجاه الواقعة حتى الآن، إلا أنه من المؤكد أنها تتفهم الموقف.