ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المجتمع الدولي لم يقم بالكثير من أجل وقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن الاستمرار في قصفه المدنيين بالبراميل المتفجرة. ونشرت الصحيفة في 7 أغسطس مقالا للمدير التنفيذي لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" كينيث روث قال فيه إن البراميل المتفجرة التي يقصف بها النظام السوري المدنيين تعد أشد خطرا عليهم من تنظيم الدولة "داعش" . وتابع أنه لا فرق بين الطريقة الوحشية للإعدامات المصورة لتنظيم الدولة وقصف نظام الأسد المدنيين بالبراميل المتفجرة، وهو المتمثل في إلقاء مروحيات النظام السوري البراميل المتفجرة بشكل عشوائي على رؤوس المدنيين. وأضاف روث أن تنظيم الدولة شتت انتباه العالم عن جرائم الأسد, التي تعد أشد فتكا بالمدنيين السوريين، خاصة أن النظام السوري ما انفك يقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالعشرات من هذه البراميل المتفجرة بشكل يومي. وأوضح أن هذه البراميل المتفجرة تستهدف الأسواق والمدارس والمستشفيات والمنازل في مدن وبلدات متعددة في أنحاء البلاد مثل حلب وإدلب ودرعا وغيرها. ووصف روث أجواء الرعب التي تنتاب المدنيين لحظة انتظارهم نحو ثلاثين ثانية لوصول البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات الأسد التي تحوم في السماء، والتي تهدف إلى إرعابهم وإجبارهم على مغادرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وإلا واجهوا هذا المصير المخيف. وأضاف الكاتب أن الأسد يتبع استراتيجية شن حرب شاملة فشلت اتفاقيات جنيف وقوانين الحرب الدولية في تجريمها، وأن هذه الاستراتيجية أسفرت عن تهجير أربعة ملايين عن البلاد. وتابع روث أن الحكومات الغربية فشلت في الضغط على الأسد، وأنها أعطت الأولوية للأزمة الأوكرانية وأزمة البرنامج النووي الإيراني، وأن الدول الأوروبية تبذل جهودا حثيثة لوقف تدفق اللاجئين السوريين إليها، وذلك بدلا من الوقوف على السبب وراء تلك الهجرة. وأشار إلى أن التردد الغربي إزاء جرائم الأسد يتسبب في عدم ظهور حقيقة خطورة البراميل المتفجرة التي يستخدمها النظام السوري ضد المدنيين، والتي قتلت منهم أكثر مما فعلت هجمات الأسد ضدهم بالأسلحة الكيميائية. وتابع روث أن الفشل في وضع حد لاستخدام الأسد البراميل المتفجرة يساعد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة, لاستمرار تقديم نفسها على أنها القوى القادرة على مواجهة جرائم الأسد, منتقدا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب عدم اتخاذه قرارا حاسما ضد نظام الأسد. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت إن 368 شخصاً قتل جراء إلقاء طيران نظام الأسد براميل متفجرة على مناطق عدة في سوريا خلال يوليو الماضي. ونقلت "الجزيرة" عن تقرير صادر عن الشبكة في 8 أغسطس القول إن الطيران المروحي ألقى 2041 برميلاً متفجراً على محافظات عدة في سوريا. وأوضح التقرير أن تلك القنابل أودت بحياة 368 شخصا بينهم 83 طفلا و63 امرأة، وأشار إلى أن القصف سبب أضرارا لنحو 27 بناية حيوية بينها منشآت دينية ومدارس ومراكز طبية. وتعود بداية استخدام النظام السوري البراميل المتفجرة كسلاح يلقى بالمروحيات العسكرية إلى أواخر عام 2012 حين ألقاها لأول مرة على مدينة سلقين، بمحافظة إدلب شمالي البلاد. وتعتبر البراميل المتفجرة قنابل محلية الصنع لجأت إليها القوات الحكومية كون كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ، وهي ذات أثر تدميري كبير، وتعتمد على مبدأ السقوط الحر بوزن يتجاوز أحياناً الربع طن. وبالنظر إلى كونها سلاحا عشوائيا، فإن غالبية ضحايا البراميل المتفجرة من المدنيين، وقد تصل نسبة الأطفال والنساء منهم إلى نحو 35% , وفقا للشبكة السورية. وأصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2139 في 22 فبراير 2014 أدان فيه استخدام البراميل المتفجرة، وطالب بالتوقف عن الاستهداف العشوائي للمدنيين.