جاء خروج كبار الملحنين من سباق الأعمال المنتجة للاحتفال بقناة السويس ليضع علامات استفهام كثيرة أمام هذا الغياب الذي اعتبره البعض مقصودًا، ويصب في مصلحة انهيار الأغنية خاصة الوطنية منها خلال السنوات الأخيرة. فلماذا لا نرى تلك الأسماء، التي صنعت تاريخًا طويلاً من الأغنية الوطنية في مقدمة الصفوف التى ترعى الاحتفالات والمناسبات الوطنية هذا السؤال عندما طرح قوبل بانفعالات كانت دفينًا تنتظر من يفتح الباب أمامها لتكون بمثابة بركان غضب ينفجر في وجه المسئولين عن خريطة الإنتاج في الدولة.
ونقلاً عن الشروق قال الموسيقار الكبير حلمي بكر: الأغنية الوطنية أصبحت مثل أي سلعة مستقبلها في يد رجال الأعمال، وهناك بعض هؤلاء يستخدمونها لكي يقولوا نحن هنا، وأنا عندما هاجمت الإذاعة وقلت أين هى من إنتاج الأعمال الموجهة لصالح قناة السويس خرجت رئيس الإذاعة نادية مبروك، وقالت: ليست لدينا ميزانية إنتاج. ثم فوجئت بأن كل رجل أعمال يريد أن يجامل يستدعي مطربة من إياهم ويقوم بإنتاج أغنية لها.
ويضيف: "أنا شخصيا كنت أعد أغنية من كلمات الشاعر الكبير صلاح فايز بعنوان عريس وعروسة، وأعلنا عن ذلك، ولم نجد أي استجابة من أي جهة إنتاج رسمية أو غير رسمية، وهذا أمر يدل على أن الدولة لا تنظر بجدية للإبداع الحقيقي".
أما الموسيقار محمد علي سليمان لم يكن أقل هدوءًا من بكر لكنه كان أكثر حدة، واتهم الدولة والحكومة بأنها وراء هذا الانهيار، الذي يحدث كل يوم على الساحة. وطالب رئيس الجمهورية بنفسه بالتدخل حتى يعود إلى الأغنية هيبتها وبريقها وكبرياؤها الذي فقدناه علي الساحة العربية.
وقال سليمان: للأسف الحكومة متصورة إن المؤلف أو الملحن أو المطرب غني لدرجة إنه سوف ينتج أغنية تكلفه آلاف الجنيهات، وأضاف من الممكن أن أتنازل عن أجري لكن من أين أدفع أجر الموسيقى أو الاستوديو، الذي أسجل فيه.
وأضاف: "البعض صور للدولة أننا أغنياء بما فيه الكفاية. لا يدركون أن شركات الإنتاج أغلقت وأغلب الملحنين الكبار أو جميعهم لم يعملوا منذ سنوات ولا يعلمون أن الإذاعة والتليفزيون أغلقت أبوابها في وجوه الجميع لعدم وجود ميزانيات.
