المتضررون ينصبون الخيام بحثًا عن باقي الجثث.. ويطالبون السسيسي بضفادع بشرية تفاصيل تحايل أصحاب المراكب للتهرب من التراخيص وأدوات الإنقاذ في حالة الطوارئ ترخيص واحد ل 15مركبًا.. وأدوات الإنقاذ ب"السلف" أحمد واضح وحنان حمدتو وكأن حزنًا واحدًا لا يكفى فبدلاً من أن يجلس أهالى ضحايا مركب الوراق الغارق بنهر النيل أمام مقابر أولادهم يقرأون الفاتحة لأرواحهم نصبوا الخيام أمام مجرى النهر بالوراق انتظارًا لجثث ذويهم التي لم تستخرج بعد رغم مرور قرابة الأسبوعين على الحادث الأليم.. "المصريون" رصدت معاناة الأهالي الذين افترشوا الأرض يوميًا ولسان حالهم "يارب يخرجوا الجثث من المياه وندفن ولادنا"، أهالى مروة إحدى الغارقات وهى سيدة حامل في شهرها الرابع والطفل عثمان أحمد عثمان البالغ من العمر الثماني سنوات رفضوا ترك شاطئ النيل حتى استخراج جثث ذويهم. ضابط لجد الطفل الغريق: "ده حقد طبقي بقى" عثمان محمد - جد الطفل الغريق-، قال باكيًا ل"المصريون": "عاوزين المسئولين يتدخلوا بقالنا أكثر من 10 أيام نايمين في الشارع ومشفناش مسؤول لحد دلوقتى دفنا 5 جثث من عيالنا ومش لاقيين ابننا عثمان بسبب الإهمال والفساد اللى البلد فيه وكان سبب المشكلة". وتابع: "بكلم الضابط بقوله لو أنت تركب مركب زي ده ولا هتركب ياخت رد عليّ قالى "لا ده حقد طبقي بقى" احنا معندناش حقد طبقى انتوا عاملين فرق بينكوا وبين الشعب". وتابع جد الطفل الغريق: "قالوا في تعويض 20 و60 ألف جنيه هو ده تمن المصري في بلده احنا مش عاوزين تعويضات عاوزين جثة ابننا علشان ندفنها ونرتاح وحسبي الله ونعم الوكيل في المسؤولين اللى مقصرين من شرطة المسطحات وغيرها معالى رئيس الوزراء لغى مكبرات الصوت في المراكب بعد الحادثة كان فين القرار ده قبلها؟!!". وقال تامر عثمان، عم الطفل الغريق: "فين التفتيش على المراكب المخالفة الحكومة ضربت علينا نار في الهوا وشدوا الأجزاء لما أبو الطفل الغريق قعد في الشارع وقال عاوز جثة ابني وكانوا هيضربوه بالنار لو ابن أحد من المسؤولين حصل فيه كده كانت الدنيا اتشالت واتحطت". استغاثة للرئيس وطالب تامر، الرئيس السيسي بإرسال عدد من قوات البحرية بالجيش لانتشال جثة الطفل والسيدة الغرقى، قائلًا: "عاوزين ضفادع بشرية من الجيش يبحثوا عن عيالنا وعيالك ياريس زي ماقلت احنا اتبهدلنا ومشفناش حاجة من البلد دي". معديات الموت على ضفاف النيل بعد أيام من كارثة غرق مركب الوراق، والتي راح ضحيتها 40 مواطنًا، شنت شرطة المسطحات المائية حملات مكبرة لضبط المراكب والمعديات المخالفة لقواعد الأمان، على خلفية عدة قرارات أصدرها مجلس الوزراء لمنع تكرار الكارثة، في حين رصدت "المصريون" استمرار عمل المراكب والمعديات المخالفة باستخدام بعض الحيل نرصدها في التقرير التالي: يوميًا يخوض آلاف المواطنين بين طلبة المدارس والموظفين وربات البيوت للانتقال إلى الأسواق بالمدن المطلة على ضفاف النيل، قاطني الجزر الموجودة دخال مجري نهر النيل وتحديدًا جزر "الوراق الحضر، وجزيرة الدهب، والقرصاية بمحافظة القاهرة والجيزة. وتعد المعديات أرخص وسيلة للانتقال من ضفاف النيل إلى الجزر بداخله، وتبلغ سعر رحلة الذهاب والعودة جنيهًا واحدًا للشخص الواحد، وفي ظل غياب وسائل المواصلات الأخرى، وعدم وجود مشروع "الأتوبيس النهري" والذي أصدرت الحكومة قرارًا بعودته للعمل من جديد إلا أن تواقيت وجود الأتوبيس تتأخر لعدة ساعات. كارثة.. أسطوانات البوتاجاز ترافق المواطنين في رحلة العبور وبحسب ما رصدته "عدسة المصريون" فإن الأهالي يقومون بنقل "أسطوانات البوتاجاز " باستخدام المعديات المخصصة لعبورهم وهو ما يهدد بكارثة جديدة تكاد تحدث في أي وقت إذا لم يتم التدخل لتقنين وضع الانتقال من وإلى الجزر النيلية. ولا يخفى على المسئولين نقل سيارات وحمولات مواد البناء إلى جانب المواطنين للعبور إلى الجزر المختلفة حيث تشكل الحمولات الزائدة الخطر الأبرز تهديدًا لحياة المواطنين. ترخيص واحد يكفي 15 مركبًا وكشف طارق أبو العينين، سائق معدية "أبو حمادة" والتي تنقل المواطنين إلى جزيرة الوراق الحضر، عن طرق تلاعب أصحاب المعديات بقواعد السلامة والتأمين بل والتراخيص التي تصدرها شرطة المسطحات المائية والأجهزة المختصة بالنقل النهري، قائلًاً: "في بعض أصحاب المعديات بيرخصوا معدية واحدة ويوزعوا الترخيص على 15 مركب عند حدوث أية أعمال تفتيش". أدوات الإنقاذ بالسلف.. والمواطن هو الضحية وأضاف:" جواكت وكاوتشات الإنقاذ يقوم البعض باستئجارها من آخرين أثناء ترخيص المركب أو المعدية وبعد الترخيص تتم إعادة أدوات الإنقاذ إلى صاحبها وتعمل المركب أو المعدية بدونها، بالمخالفة للقانون وهو الأمر الذي يعرض حياة المواطنين للخطر حال وجود أية مشكلة بالمركب أو المعدية وهو ما حدث في مركب الوراق الغارقة. وتعد العبارات الوسيلة الوحيدة أمام مواطنين لعبور ضفتي النيل، وتنتشر العبارات بعدد من مراكز وقرى المحافظة، خصوصًا معدية "دمنهور – شبرا"، والأخرى الكائنة بجوار نادي الطفل، التي تعمل بين شبرا الخيمة وجزيرة الوراق، وتعانيان من تهالك حالتهما، لغياب أي أعمال صيانة. معدية "القرصاية" بشارع البحر الأعظم.. الموت على ضفاف النيل وعند مرسى جزيرة "القرصاية" بالمنيب تجد معدية قديمة اقتربت من الهلاك يقودها رجل مسن وتعلوه مظلة لحجب الشمس عنه، يركبها الأهالي لأنها تربط بين الجزيرة ورصيف شارع البحر الأعظم ولكن تخلو من وسائل التأمين ككاوتش الإنقاذ والصديري الواقي، ويربط بين المعدية والأرض جزء من باب خشب متهالك ليمكن الأهالي من العبور بأمتعتهم. ورصدت "كاميرا المصريون" أنواع الأمتعة التي ينقلها الأهالي بالمعدية مثل أنابيب البوتاجاز والتي يمكنها تعرض المعدية للخطر، وجراكن المياه. أهالي الجزيرة: المعدية تحتاج لتجديد وإصلاح قال أشرف عبدالرحمن، صياد وأحد سكان الجزيرة: "أسكن منذ أكثر من 25 سنة بالجزيرة، ويعد حجم المعدية مناسبًا لأن المسافة بين الجزيرة والشط الآخر صغيرة حوالي 45 مترًا وهى تفيد أهالي الجزيرة فى قضاء أشغالهم لأن أغلب الأهالي يعملون بالصيد، وعن عمر المعدية أكد أن لها أكثر من مائة عام من عمر الجزيرة، وتحتاج إلى إصلاح وتجديد لحماية الأهالي من الغرق فى أى لحظة. وأكد عدد من الأهالي أن الحكومة متمثلة في شرطة الإنقاذ النهري والرقابة على النيل، ترى الإهمال فى المعدية ولا تتحرك مضيفين أنه لا فائدة لشكواهم، فى حين رصدنا عددًا من المراكب الراسية على ضفاف النيل تفتقد لأدوات الإنقاذ حيث لا تناسب استخدام المواطنين فجسم المركب محطم وغير متوافر فيها فراشة للجلوس. شاهدالصور