وصف الدكتور "محمد محسوب" -وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية- "الاستبداد" بانه ملة واحد..يكره أصحاب الرأي ويعشق الدراويش. وقال محسوب عبر صفحته على موقع التواصل الأجتماعي "فيس بوك": "الاستبداد ملة واحد..يكره أصحاب الرأي ويعشق الدراويش.. يسعى لكسر قناة شعبه بحفر قناة ماء..سواء تدفق فيها الماء أو تسرب منها الماء أو تبخر لأجلها المال". وأضاف "فلا يتعلق الأمر بمشروعات كبرى أو مُكبرة يتفاخر بها المستبدون ويمنّون على شعوبهم أنهم عاشوا يوما ليروا فيها كيف يقف دكتاتور متباهيا بين حكام ومسئولي العالم بأنه صنع بعبقريته مسارا جديدا للتاريخ.. ويأتيه المسئولون من كل صوب لا يهمهم حجم التلفيق ولا حجم التهويل، إنما حجم الصفقات السرية والعلنية التي يمكن لذلك المختال أن يُبرمها دون حسيب أو رقيب، ليجد منهم كلمة دعم أو تحية استقبال.. فهو غير منشغل بتهامس العارفين ولا باستهزاء المدركين.. إنما بأثر الاحتفاء والاحتضان والاستقبال والتوديع على شعبه المكلوم وما يؤدي إليه ذلك من كسر شوكة معارضيه وكيد حاسديه". وواصل محسوب حديثه قائلا "لا أدري كيف تنسى بعض الشعوب خبرات قريبة.. فقناة ماء أخرى شقها مبارك في الصحراء لري مئات آلاف الأفدنة.. جفّ ماؤها ولم ير حتى الجن الأزرق ثمرها ولم يُحاسب أحد على المال الذي أهدر فيها.. وخرج مبارك بريئا من تهمة ثلاث فللات.. فكيف يُحاسبه أحد على قناة ماء..!!، كما بدد مبارك أصول مصر الصناعية والتجارية والخدمية بأبخس الأثمان – في مسيرة قال إنها كبرى ومشروع اقتصادي ملهم وفقا لتوصيف إعلامه، أسماه توسيع قاعدة الملكية- ، فظلت الملكية تتوسع حتى أصبح كل شارد وصعلوك يملك من جسد هذا البلد رطلا، بينما الشعب لا يأمل إلا في رغيف خبز نظيف.. وفي النهاية فقد الشعب أملاكه دون أن يترتب على بيعها تحسين صحة أو تعليم أو مستوى اجتماعي كريم.. وإنما ازداد بؤسه". وتابع "كيف تبخرت مليارات بترول ليبيا لأن زعيمها الأسطوري نثر الأموال يمينا ويسرة لكي يُصفق له الأفارقة ويُطلقون عليه ملك أفريقيا.. ولكي يأتيه رئيس وزراء إيطاليا كل نهاية أسبوع بخيمته يبشره بأن العالم محموم بالإعجاب به.. ولكي يُنجز قناة أخرى عظيمة أطلق عليها النهر العظيم الذي لم يشرب منه ليبي جرعة ماء". وتسأل محسوب قائلا "كيف نسى الناس حكاما ملأوا جيوب شعوبهم وعودا وتبشيرا بمستقبل مزهر في ظل إنجازات عظمى ومشروعات كبرى عندما رُفع عنها الستار لم تجد الشعوب الظمأى ماءً وظلت في الهجير تتلوى من جوع وعطش وفقر ومرض، انتظار لوعود جديدة وبشريات جديدة". وأختتم قائلا "هذا الجيل وحده هو الذي أدرك سرّ الصنعة.. فرفع شعارا ثلاثيا: عيش حرية عدالة اجتماعية.. لأنه أدرك أن الحرية هي السياج الذي تُصنع داخله الحضارة وتتحقق فيه العدالة ولا مكان فيه للدراويش ولا لمستبد متكبر يجعل نفسه فوق المُحاسبة.. لكن مستبدا جديدا عاد بوصفة العجائز .. فنادى في المصريين: اتركوا لي أنفسكم.. وانتظروا مني العجائب".