أكد الكاتب السعودي عبد الله البرقاوي أن الزيارة التي قام بها، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي, لمصر أجهضت المخططات الإيرانية الهادفة لإشعال أزمة بين البلدين. وأضاف البرقاوي في مقال نشره له موقع "سبق" الإلكتروني السعودي في 31 يوليو أن وسائل الإعلام الإيرانية دأبت خلال الأسابيع الأخيرة على اختلاق الشائعات وافتعال الخلافات وتضخيمها, في محاولة للإيقاع بين البلدين الشقيقين, إلا أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر, أفشلت هذا المخطط. وتابع أن "المشهد الذي أغاظ" إيران بشدة , هو حضور الأمير محمد بن سلمان حفل تخرج إحدى الكليات العسكرية بمصر, بجوار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, ما بعث برسالة للعالم أجمع حول مدى التلاحم بين البلدين, وأنهما ستبقيان معا لحماية الأمة العربية". وكان الأمير محمد بن سلمان زار مصر في 30 يوليو مع وفد رفيع المستوى, وحضر حفل تخرج طلبة الكلية الحربية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما ثارت تكهنات حول دلالة هذه الزيارة المفاجئة, التي لم يعلن عنها، إلا قبل يوم من موعدها. وما زاد من التساؤلات حول هذه الزيارة, أنها جاءت بعد تلاسن إعلامي غير مسبوق بين البلدين في الأسابيع الأخيرة, كما جاءت في وقت يتصاعد فيه التوتر بين السعودية وإيران. وكانت مصر والسعودية أصدرتا بيانا مشتركا "إعلان القاهرة", بمناسبة زيارة الأمير محمد بن سلمان, ولي ولي العهد السعودي. وفي البيان المشترك, أكد الجانبان حرصهما على بذل كل الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل سوياً على حماية الأمن القومي العربي، ورفض محاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية. وأضاف البيان "أنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي, فقد اتفق الجانبان على وضع حزمة من الآليات التنفيذية في المجالات التالية: 1- تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة. 2- تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل. 3- تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محوراً رئيساً في حركة التجارة العالمية. 4- تكثيف الاستثمارات المتبادلة السعودية والمصرية بهدف تدشين مشروعات مشتركة. 5- تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة. 6 - تعيين الحدود البحرية بين البلدين". وفي الخطاب, الذي ألقاه أثناء حفل التخرج العسكري، بحضور الأمير محمد بن سلمان, أكد السيسي أن "مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي", مضيفًا أن "البلدين أحوج أن يكونا معا لمواجهة التحديات الكبيرة في المنطقة". وكانت العلاقات بين الدولتين شهدت توترا في الأسابيع الأخيرة، وبلغت ذروتها مع التصريحات التي أدلى بها لصحيفة "السفير" اللبنانية, الكاتب محمد حسنين هيكل، أحد أبرز الكتاب الصحفيين المقربين من النظام الحاكم في مصر, والتي هاجم فيها السعودية, وأعقبها أيضا انتقادات للمملكة في صحيفة "الأهرام" الحكومية, وهو ما رد عليه كتاب سعوديون بوصف ما يحدث في مصر ب"الانقلاب". وفي 29 يوليو, وقبل يوم من زيارة الأمير سلمان, شن الإعلامي المصري ابراهيم عيسى مجددا هجوما على السعودية، متهمًا إياها "بتمويل تنظيم داعش الإرهابي، والسلفيين، الذين حولوا مصر المتنورة لصحراء ثقافية"، حسب تعبيره. وخلال برنامجه "25/30", المذاع على قناة "أون تي في", أضاف عيسى "السعودية مسئولة عن التخلف والرجعية والغبار، الذي أصاب مصر باستخدام أموال النفط، في نشر فكر ورؤية البداوة والصحراء"، مطالبًا مصر بما يشبه الثورة على المملكة ونفطها، ونفض غبارها، من أجل عودة مصر متقدمة ومتحررة, على حد قوله.