بأمر النظام.. التوك توك لخريجي الجامعات ومناصب الوزراء والسفراء لطلاب الحربية خلال لقاءاته الانتخابية، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بوعود للشباب هي عبارة عن توفير "عربات خضار" للعمل عليها. وفي فبراير الماضي، قال السيسي في وعوده لشباب الخريجين لحل أزمة البطالة إنه "سيتم تجهيز ثلاجات متحركة للشباب، يتم من خلالها الحصول على السلع التموينية وتوصيلها إلى المناطق الأكثر احتياجًا، وتجهيزها سيكون خلال أسابيع قليلة" لكن الأسابيع القليلة دخلت عامها الأول دون تنفيذ خصوصًا في ظل تزايد معدلات البطالة بين صفوف الشباب حتى وصلت إلى نحو 25%، حسب آخر إحصائيات البنك الدولى. وبالأمس، صرح المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء في أحد حواراته التليفزيونية بأن "عصر الوظائف الحكومية انتهى"، قائلاً إنه لا يجب أن يفكر الشباب في عمل مشروع "الكافية من أجل الربح"، قائلًا "متفكرش تروح تفتح قهوة عشان تكسب" مضيفًا "فكر تنزل تشتغل بنفسك، فكر تشتغل على توك توك، بدلا من فتح كافيهات"، بسبب كثرة المقاهي. وفي الوقت الذي يؤكد فيه المسئولون انعدام فكر العمل الحكومي وعلى الشباب الاتجاه إلى الأعمال الحرة البسيطة للقضاء على ظاهرة البطالة، جاءت تصريحات اللواء أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية بأن طلاب الكلية الحربية، يعرفون تمامًا أنهم قادة المستقبل، وإنهم "الوزراء، والمحافظون، والسفراء، ورؤساء الجمهورية، والمديرون"، بفضل تضحياتهم وعملهم الجاد. وقال عمرو بدر الناشط السياسي إن "تصريحات السيسي ومحلب تدعو للسخرية وتعبر عن أسلوب الدولة التي أصبح يسير نحو عدم إيمانه بدور الدولة في تشغيل الشباب و الصحة والتعليم وغيرها من المتطلبات التي طالب بها الشعب المصري والذي يعلن بدوره من تصريحاته بفشله لإيجاد حلول للأزمة ويستخدم شعار "معنديش إلا كده". وأضاف بدر ل"المصريون" أن الدولة تسير في اتجاه "الخصخصة" وفرض رأس المال على دور الحكومة والدولة في توفير فرص العمل الجادة للشباب واللجوء إلى القطاع الخاص لتوفير تلك الفرص وهو ما يعطيهم فرصة للتحكم بعد ذلك. وأشار إلى أن "تصريح رئيس الوزراء يدعو للسخرية نتيجة أن المجالس المحلية في الأساس لا تسمح بإعطاء تصاريح خاصة لسير تلك المركبة في شوارع المحافظات من الأساس، مضيفًا أن النظام يعمل نحو "القضاء على الثورة" التي طالبت ب"العدالة الاجتماعية" التي أصبحت غير موجودة من الأساس في ذلك الوقت". وقال شريف الروبي، القيادي بحركة "6إبريل الجبهة الديمقراطية"، إن تعبيرات وتصريحات رئيس الوزراء إبراهيم محلب تدل على فشل النظام الحاكم الذي أكد أنه لا يعترف بالشباب بالمناصب، مشيرًا إلى أن الدولة تعتمد على رجال الأعمال بشكل رئيسي خلال المشاريع الاستثمارية التي أطلتها الحكومة دون فعل خلال المؤتمر الاقتصادي الأخير. وأضاف الروبي ل"المصريون" أن قناة السويس الجديدة لن تفتح أي فرص للعمل للشباب وإنما سيأخذها بعض الفئات التي لا تمثل نسبة كبيرة من الشباب الخريجين، مشيرًا إلى أن تصريحات المسئولين الحاليين جميعًا تؤدي بالنهاية إلى الفشل الذي أصبح بالنظام خلال تلك الفترة. وأشار الروبي إلى أنه لا فرق كبير بين عربات الخضار الخاصة بالرئيس السيسي التي لم نر فيها أي عربة بالشارع حتى الآن أو حتى توك توك محلب غير المصرح بتسييره في الشوارع وأصبح النظام غير قادر على توفير فرص العمل للشباب وأصبح القضاء على الإرهاب هو الهاجس للنظام دون النظر إلى الشباب المطحون في الشارع المصري. وقال رامي شعث، القيادي بجبهة طريق الثورة "ثوار" إن تلك التصريحات ليست بالجديدة داعيًا رئيس الوزراء إبراهيم محلب لأن يعمل هو على توك توك وليس الشباب الذي خرج للمطالبة بالعمل والعدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الدولة تعطي مثالاً واضحًا للتخلي عن المواطنين. وأضاف "الدولة ترسخ للفكر اليميني الرأس مالي للتعامل مع الشباب وأصبحت الحكومة بالفعل غير قادرة على تحمل أعباء الدولة، مشيرًا إلى ضرورة أن يدفع رئيس الوزراء ثمن هذا الفشل ويعلن رحيله من الأساس بعد فشله في التعامل مع الأزمات". وأشار إلى أن "الدولة أصبحت مشغولة بالتسليح ومحاربة الإرهاب وغيرها من الفزاعات على حساب المواطنين والشباب الذي أطاح برئيسين من الحكم المتمثلين في المخلوع مبارك والمعزول مرسي وعدم تحقيق لمطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية".