قال محللون سياسيون إن زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، إلى مصر اليوم تعكس رسالة بأن العلاقات بين القاهرة والرياض مازالت قوية، ردًا على ما تردد في الآونة الأخيرة عن وجود توتر فيها، بعد استقبال السعودية لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس". غير إنهم لم ينفوا في الوقت ذاته أن هناك تباينًا في وجهات النظر بين مصر والسعودية في العديد من الملفات أهمها الملف السوري واليمني والإيراني. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم إن مصر والسعودية هما "جناحا الأمن القومي العربي". وأضاف خلال كلمته بحضور الأمير محمد بن سلمان في تخريج دفعات عسكرية بالكلية الحربية: "مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي ولن ترونا إلا معًا". وتابع "نحن أحوج ما يكون أن نكون معًا؛ لأن التحديات والتهديدات كبيرة ويمكننا التغلب عليها بالوحدة والتصدي لها". وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن "زيارة الملك محمد بن سلمان إلى مصر هي تصرف دبلوماسي ذكي لإعطاء الانطباع للجميع بأن العلاقات لاتزال قوية، لكن أن حقيقة الأمر ليست كذلك". وأضاف ل "المصريون": "الواقع يقول إن هناك العديد من الملفات توتر العلاقات بين مصر والسعودية وأهمها الملف السوري والملف اليمني، وكذلك العلاقة مع إيران، ولكن الحرص من جانب الدولتين على أن تكون العلاقة جيدة هو السبب الرئيسي في الزيارة". واتفق معه في الرأي الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، قائلاً إن "زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى مصر اليوم تؤكد خصوصية العلاقة بين البلدين والتي يحرص الطرفان على أن تكون علاقات ثابتة بغض النظر عن التغيرات في المنطقة، خاصة بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها السعودية". وأشار غباشي إلى أن "أهم النقاط التي قد يبحثها الجانب السعودي مع المصري خلال تلك الزيارة هو ملف "حماس" فهي ستمثل محوري مناقشات الطرفين، وكذلك القضية اليمنية، وأيضًا التدخل التركي ضد داعش في العراق وسوريا"، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين "بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر بينهما". وبحسب لقطات بثّها التلفزيون المصري، بدا الاحتفاء الكبير بالأمير بن سلمان من جانب المسئولين المصريين، فخلال الحفل العسكري أعطى السيسي نظارته المكبرة للأمير محمد بن سلمان الذين كان يجلس بجواره، ليتمكن من متابعة العروض العسكرية، بدوره أهدى مدير الكلية الحربية اللواء عصمت مراد، الأمير محمد بن سلمان درعًا تذكاريًا يحمل شعار الكلية الحربية خلال الاحتفالات. وكان الأمير محمد بن سلمان بن آل سعود، ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، وصل القاهرة في وقت سابق اليوم، لبحث أوجه التعاون بين البلدين في أول زيارة إلى مصر بعد تعيينه وليا لولي العهد، في أبريل الماضي، والثانية منذ تعيينه وزيرًا للدفاع في يناير الماضي. ورحّب السيسي بالأمير محمد بن سلمان، قائلا: "كان لازم تكون موجود معانا، لأنه ده رسالة لمصر، والخليج أننا مع بعض واسمح لي أن أشكرك وأحييك وأرحب بك". وأشار إلى أن "مشاركة ولي ولي العهد السعودي في هذا الاحتفال يعد امتدادا لمواقف المملكة العربية السعودية المشرفة تجاه مصر". كما حيَّا، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلا "العاهل السعودي الملك سلمان تطوع للدفاع عن مصر 1956(في إشارة إلى ما يعرف بالعدوان الثلاثي على مصر الذي شنته كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل)".