نشر موقع "WorldinArabic" ملخصا عن أبرز ما كتبته مراكز الأبحاث الغربية والاستخباراتية عن الجيش المصري، وتنامي دوره السياسي والاقتصادي في البلاد، وسط تحذيرات من تراجع شعبيته بسبب سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي. السطور التالية تستعرض تغطية مراكز الأبحاث الأجنبية للشأن المصري خلال الشهور الستة الماضية: مخاطرة - نشر مركز كارنيجي دراسة ل شانا مارشال خلُصَت إلى الجيش المصري اكتسب نفوذًا غير مسبوق منذ أن أشرف على إطاحة رئيسَين مصريَّين، هما حسني مبارك في العام 2011 ومحمد مرسي في العام 2013، لكن التمدّد الزائد للنفوذ السياسي وتفاقم الخصومات الداخلية، قد يشكلان عقبة في وجه سيطرة القوات المسلحة على المدى الطويل. - حذرت مؤسسة التراث البحثية الأمريكية من أن الجيش المصري سوف يخسر المزيد من شعبيته كلما طالت فترة بقائه في السلطة، السيسي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. تضحية - فورين بوليسي طرحت تساؤلا هاما، مفاده: هل يضحي جنرالات الجيش بالسيسي وقت الأزمة؟ أعقبته بالتأكيد على أن الجيش لا يزال داعمه الأساسي- وهي النقطة التي كررتها نيويورك تايمز قائلة: إن السيسي لم يفقد الدعم في أوساط الجنرالات حتى الآن على عكس مبارك في أيامه الأخيرة- لكن ليس هناك أدلة تشير إلى أنه في حال حدوث أزمة- مثل: انهيار اقتصادي، أو انتفاضة شعبية واسعة- سوف يضحي جنرالات مصر بامتيازاتهم المؤسسية لحماية السيسي. ورأت المجلة أن الجيش اليوم يمتلك سلطة مطلقة، من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الفساد وغياب المساءلة وسلسلة من الفشل في إنجاز المهام الأساسية للدولة. هذا العجز سوف يؤثر سلبا على الحرب التي يشنها السيسي ضد الإرهاب ويعتمد عليها لبناء شرعيته. عمود فقري - رجحت ديفينس نيوز أن تصبح مصر العمود الفقري للقوة العربية المشتركة التي تعتبرها القاهرة ضرورة للتدخل في ليبيا ضد الفرع المحلي لتنظيم الدولة الذي بدأ يرسخ أقدامه في البلاد، وحين تناولت خبر الموافقة على بيع مصر صواريخ هيلفاير ركزت على توقيتها أثناء الاضطرابات التي تشهدها اليمن وذكرت أن الإعلان عن الصفقة نشر على موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي، باعتباره يساعد "في تحسين أمن دولة صديقة، كانت ولا تزال قوة هامة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط". 5 عقبات - رصد مركز ستراتفور خمسة عقبات رئيسية تواجه تشكيل قوة مصرية جديدة، وتضعِف الجيش في مواجهة الفاعلين غير الحكوميين، تحت وطأة المتغيرات الراهنة: (1) تحليل التهديد (2) قصور مؤسسي (3) البحث عن الوجاهة (4) مركزية هيكل السلطة (5) المصالح الراسخة وخَلُصَ إلى أن الجيش المصري، المكون من قوات تقليدية كبيرة وغير مرنة، أكثر ملاءمة لحراسة البلاد ضد التوغل الأجنبي، لكنه قد لا يكون قادرًا بالقدر ذاته على معالجة القضايا الأمنية الراهنة في البلاد، ورجع عدم خفض إنفاق مصر الدفاعي رغم الضعف الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد. رؤية إسرائيلية الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم تسفي مزئيل رصد- عبر صحيفة جيروزالم بوست- أسباب فشل الجيش في القضاء على الإرهاب داخل شبه جزيرة سيناء حتى الآن، ولخصها في: (1) جيش تقليدي - بعد 18 شهرا من الجهود المكثفة في سيناء أصبح من الواضح تماما أن الجيش يجهل كيفية محاربة المسلحين. - الإشكالية أن الجيش المصري ركز على الحرب الكلاسيكية ولم يتدرب على هذا النوع من المواجهات. (2) تطور المتمردين - طورت المنظمات الإرهابية عملياتها في شبه جزيرة سيناء وأثبتت فعالية كبيرة خلال ال 18 شهرا الماضية. - ضرر الهجمات طفيف لكنه يُشعِر الشعب بالتهديد ويعوق التنمية الاقتصادية. (3) تجاهل السيناويين - تهجير السيناويين بدون تعويض عمَّق عداء البدو ضد النظام . - الجيش يحارب فوق أرض مصرية لكن البدو غير متعاونين نتيجة تجاهلهم لعقود. - الصراع الدموي في سيناء سيؤثر ليس فقط على إسرائيل ولكن على أوروبا وفي النهاية على أمريكا ذاتها. صحيحٌ أنَّ التحليل غير منشور في مركز أبحاث لكنه يمثل إطلالة هامة على التقييم الإسرائيلي لأداء الجيش المصري في سيناء، وهو المنطلق ذاته الذي ينطبق على التحليل التالي. امبراطورية اقتصادية - "الجيش المصري ليس عسكريًا فقط، بل أيضًا امبراطورية اقتصادية. وبمجرد أن يخوض حربًا، ستنهار مصر اقتصاديًا، ومن ثمَّ لن يجد ال 85 مليون مصري حتى خبزهم اليومي".. هذه هي الملاحظة الرابعة، ضمن 10 ملاحظات حول الأوضاع في مصر؛ سجَّلها إيتان هابر عبر صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يوم 23-11-2011. في ذيل ملاحظته الخامسة يقول "هابر": "أخمن أن الجيش سيتمكن من فرض سلطته على متظاهري اليوم، الذين هم ناخبو الغد". وفي ملاحظته الثامنة كتب: "إذا ما نجح الإخوان المسلمون بنسبة كبيرة، ووقعوا في الخطأ الغبي المتمثل في الحصول على الكعكة كاملة، فبإمكان مصر توقع حرب أهلية". مقاول عسكريّ - تحت عنوان "جيش أمة" رصد أتلانتيك كاونسل أبرز مخاوف رجال الأعمال المصريين حيال تزايد الدور الذي يلعبه الجيش في القطاع الاقتصادي، وشعورهم بالقلق من أن جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة سرعان ما ستتحول إلى "مقاول من الباطن" لدى القوات المسلحة. وأضاف: رغم أن قادة الأعمال هؤلاء مؤيدون للسيسي، فإنهم مشتتون بين، أمرين: (1) الأمل في أنه سيقود انتعاشا اقتصاديًا. (2) الخوف من أن الولاءات المؤسسية ومخاوف السياسة سوف تؤدي إلى استمرار وتعزيز الاتجاهات الحالية، التي تشهد قيام الجيش بدور اقتصادي أكبر من أي وقت مضى. ولخص أتلانتيك كاونسيل مخاوفهم في نقطتين رئيسيتين: أولا: أبرز مخاوف رجال الأعمال في مصر هو الدور الذي يلعبه الجيش في قطاعهم الاقتصادي. ثانيا: نظرًا لخسارة قرابة نصف شركات التكنولوجيا الناشئة منذ عام 2010؛ فإنهم يشعرون بالقلقق من أن جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة سرعان ما ستتحول إلى "مقاول من الباطن" لدى الجيش. وختم المركز تقريره بالقول: على مصر أن تقرر ما إذا كانت بلدا لديه جيش أم جيشًا لديه بلد". شكوك الولاء - كشفت نشرة إنتيليجنس أونلاين الاستخباراتية الفرنسية أن شكوك السيسي في ولاء بعض المسئولين رفيعي المستوى في جهاز المخابرات المصرية، الذين يعتقد أنهم يدعمون جماعة الإخوان المسلمين، هو الذي دفعه لتوجيه رئيس الجهاز بإقالة 11 ضابطًا، معظمهم من إدارة مكافحة التجسس. واعتبرت أن نشر أسمائهم في مرسوم رسمي، يقضي بحرمانهم نهائيًا من العودة إلى الخدمة؛ يعتبر مؤشرًا على مدى التهديد الذي تعتقد الحكومة المصرية أنهم يمثلونه، وهي "هزة عنيفة" في جهاز المخابرات العامة المصرية- بحسب النشرة- "خاصة في هذا التوقيت الذي تخوض فيه معركة على الأرض"، ولفتت إلى أنه على الرغم من الدعم الذي تقدمه إسرائيل، فقد ثبت أنه غير كافٍ لتخفيف الضغط الذي يمثله الإسلاميون في سيناء".