جماعات إرهابية تتوعد بضرب القناة.. وعسكريون: الجيش قادر على تأمين الافتتاح بالطائرات و220 ألف ضابط وجندي دخلت قناة السويس الجديدة في دائرة أهداف الجماعات الإرهابية في سيناء والتي تستهدف إضعاف الدولة المصرية، مع قرب افتتاح قناة السويس الجديدة وذلك بعد ورود معلومات أذاعتها الإذاعة الإسرائيلية وعلمت بها مصادر أمنية مصرية عن عزم جماعات إرهابية استهداف المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة، والتي من منتظر افتتاحها 6 أغسطس المقبل، واستهدفت ولاية سيناء لنش حراسة مصري على سواحل البحر الأبيض المتوسط، أمام مدينة رفح في أول أيام عيد الفطر، وأكد خبراء عسكريون قدرة الجيش المصري بالتنسيق مع قوات الشرطة على تأمين افتتاح قناة السويس والمجرى الملاحي بالكامل، مشددين على ضرورة توجيه ضربات استباقية للمشتبه بهم في سيناء لشل أية محاولات لاستهداف القناة الجديدة. وقالت الإذاعة العبرية إن "هناك معلومات تفيد بعزم الجماعات الإرهابية على تفجير سيارات مفخخة في الممر الملاحي لقناة السويس". ونقلت عن مصادر أمنية مصرية قولها إن "معلومات وردت إلى أجهزة الأمن تفيد بعزم الجماعات الإرهابية على تنفيذ عمليات ضد الممر الملاحي لقناة السويس والمقرات الأمنية بمدينة العريش بواسطة سيارات مفخخة". ولفتت الإذاعة إلى أن قوات حرس الحدود المصرية، والمرابطة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، قد شددت إجراءاتها الأمنية؛ تحسبًا لتسلل أي عناصر إرهابية إلى سيناء بعد قيام حركة حماس بحملة اعتقالات لعناصر الجماعات السلفية في القطاع، وذلك عقب قيام مجهولين بعمليات تفجير ضد الحركة. وأضافت أن "المنطقة الحدودية شهدت مؤخرًا عمليات تمشيط واسعة شاركت فيها أيضًا طائرات حربية". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أشارت قبل أيام إلى وجود "مخاوف إزاء تهديد التنظيمات الإرهابية، الاحتفال بالقناة الجديدة، لهذا فإنه من المتوقع أن تكون هناك عمليات تأمين كبيرة في منطقة الاحتفال، والرئيس المصري نفسه دعا خلال زيارة لسيناء، المواطنين وقوات الأمن للحفاظ على اليقظة مع اقتراب الحدث الهام". وكشفت مصادر مطلعة لوكالة "الأناضول"، عن مشاركة طائرات أباتشي، وعشرات الآلاف من عناصر الأمن المصرية، لتأمين حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، المقرر في 6 أغسطس المقبل. وتشمل الخطة الأمنية مشاركة 400 ضابط في تنفيذ سلسلة موسعة من المداهمات على جانبي القناة، وتأمين أعماق الطرق بطول 2 كيلو متر على الجانبين، مع البدء في نشر نحو 220 ألف ضابط ومجند من القوات المسلحة والشرطة باقتراب موعد الافتتاح، حيث سيجرى توزيعهم فيما يعرف أمنيًا ب"الكماشة" لمنع تسلل أي عناصر إرهابية إلى محور القناة". وأشارت المصادر إلى أن 11 قيادة أمنية تشرف على تنفيذ الخطة الأمنية ب6 محافظات هي مدن القناة "الإسماعيلية، وبورسعيد، والسويس، إضافة إلى الشرقية من ناحية العاشر من رمضان، والقليوبية، والقاهرة". وأضافت المصادر أن "تشديد إجراءات التأمين هو بمثابة إجراء احترازي، وأن القوات أجرت عمليات تمشيط خلال الفترة الماضية في منطقة شرق المجرى الملاحي لقناة السويس على نطاق واسع، بالإضافة إلى فحص أكثر من 40 منطقة مأهولة بالسكان والمزارع". وأكدت المصادر أنه ستتم "إقامة كمائن ثابتة ومتحركة لرصد الحالة الأمنية، وسط عمليات تمشيط واسعة بواسطة طائرات الأباتشي، وتركيب شبكة كاميرات عالية الدقة على كافة الطرق لرصد أي تحركات مشبوهة من قبل العناصر "الإرهابية". وسيتم الدفع ب 100 تشكيل من القوات الخاصة وفرق التدخل السريع، تساندها عناصر من قوات 777 و999، لتنفيذ المهمات القتالية الصعبة، والمشاركة في أي طوارئ أثناء فعاليات الحفل، كما تقوم الأجهزة الأمنية حاليًا بإجراء عدد من التجارب العملية للكشف عن المواد المتفجرة من خلال أجهزة حديثة لكشف المفرقعات والتعامل معها. كما ستشمل إجراءات التأمين، تكثيف التواجد الأمني حول جميع المنشآت الهامة والحيوية على مدار 24 ساعة بالتنسيق مع القوات المسلحة، ومن بينها مقر مجلسي الشعب والشورى، ومجلس الوزراء، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والبنك المركزي، ومحطات الكهرباء، والمياه الرئيسية، ومدينة الإنتاج الإعلامي. هذا بالإضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط المواقع الشرطية، والتي تشمل أقسام ومراكز الشرطة، ومديريات الأمن بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك من خلال تعزيزها بمجموعات قتالية مسلحة آليًا. وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية المصرية قامت بجمع بيانات وصور من هوية المشاركين في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ممن تم اختيارهم للمشاركة لفحصهم أمنيًا. وشنت حملات على عدة مناطق سكنية بمحافظة الإسماعيلية (شرق)، خاصة القريبة من المجرى الملاحي لقناة السويس. كما داهمت قوات الأمن مدعومة بعناصر قتالية، عشرات الوحدات السكنية المستأجرة، وقامت بتفتيشها تفتيشًا دقيقًا، "تحسبًا لاختباء عناصر إرهابية أو وجود متفجرات بداخلها". وقال مصدر أمني للأناضول، فضل عدم نشر اسمه، إن الحملات على الشقق المفروشة والمستأجرة مستمرة حتى الانتهاء من افتتاح القناة الجديدة، مشيرًا إلى أنه تم التنبيه على مالكي الشقق السكنية بإخطار الجهات الأمنية ببيانات أي مستأجرين جدد. وأضاف المصدر أنه تم تمشيط منطقة جلبانة، شرق قناة السويس، ومناطق وسط سيناء، بحملات مكبرة، لقربها من موقع الاحتفال، وانتشرت الأكمنة والدوريات، مؤكدًا استمرار حالة الاستنفار الأمني بالمحافظة حتى انتهاء حفل الافتتاح. وقال شهود عيان، إن سيارات شرطة بداخلها عناصر قتالية، وعناصر من قوات التدخل السريع، تجوب طريق الإسماعيلية - القاهرة الصحراوي، والطريق الدائري المؤدي لمعدية نمرة 6 (وسط المدينة)، بالإضافة للطرق الرئيسية بأنحاء المحافظة. وواصلت الأجهزة الأمنية حملات المداهمة لمنازل معارضي السلطات الحالية، حيث داهمت، عدة منازل بمدينة القنطرة غرب. ويقام افتتاح القناة الجديدة بمشاركة أمراء، وملوك، ورؤساء، ووفود دول عربية وأجنبية، إلى جانب ممثلي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية. أعرب صبرا القاسمي، خبير سياسي، عن مخاوفه الشديدة من إمكانية شن تنظيم أنصار بيت المقدس أو غيره من الجماعات الإرهابية هجومًا على احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة وذلك لتعكير فرحة المصريين بهذا الحادث العظيم. وأشار القاسمي، إلى إمكانية أن يكون الهجوم على اللنش البحري في رفح مجرد تدريب على استهداف سفن خلال الاحتفال، خصوصًا أن هذه الجماعات لا تترك فرصة لتكدير فرحة المصريين إلا وأقدمت عليها. ومع ذلك أكد القاسمي قدرة القوت المصرية على تأمين هذا الاحتفال العظيم الذي سيشكل تاريخًا فارقًا في مسيرة مصر وتعزيزًا للثقة في اقتصادها وعاملاً على جذب الاستثمارات العالمية. قال اللواء عادل القلا، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الحديث عن وجود جماعات إرهابية تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية في ممر قناة السويس بالتزامن مع افتتاح القناة الجديدة وهو نوع من الترويج لأخبار كاذبة من أجل خلق حالة من الذعر لدى المواطنين، مؤكدًا أن القوات المسلحة تؤمن المجرى الملاحي بشكل جيد ومحكم بداية من دمياط وبورسعيد إلى منطقة السويس. وأضاف أن القوات المسلحة استطاعت تطهير الجزء الأوسط وشمال سيناء ومنطقة العريش ورفح من الجماعات الإرهابية وما يحدث على فترات متباعدة، هي عبارة عن عمليات فردية وسيتم القضاء عليها تدريجيًا في وقت قريب. وأوضح أن عملية التأمين لن تقتصر على المجرى الملاحي فقط وإنما ستمتد للمناطق المحيطة بها لضمان قدر كبير من الأمان وتحسبًا لإبطال أية محاولات إرهابية. وأشار إلى أن إجراءات التأمين لن تكون استثنائية لا سيما وأن القوات المسلحة متواجدة بكثافة داخل سيناء وعلى جانبي قناة السويس منذ حرب 73 وحتى الآن. وأشار إلى أن إعلان الجانب الإسرائيلي عن هذه التكهنات لا يعني أنها قادرة على اختراق الحدود المصرية وإجراء عمليات إرهابية إلا أنها تستخدم الجماعات الإرهابية المتواجدة في سيناء لجمع المعلومات وبث الرعب وعدم الثقة لدى الأجهزة الأمنية ولكن الأجهزة الأمنية قادرة على التعامل مع مثل هذه الأساليب. وأضاف أن أجهزة الدفاع الجوي والطيران والقوات البحرية ستشارك في عملية التأمين. وأضاف اللواء محمد غباشي، الخبير العسكري، أن منطقة القناة تخضع لمراقبة أمنية منذ اليوم الأول للحفر ومؤمنة بحرًا وبرًا وجوًا من القوات المسلحة بمعاونة الشرطة المدنية، مشيرًا إلى وجود احتياطات أمنية منتشرة بطول منطقة القناة للتدخل سريعًا عند حدوث أي طوارئ. وأوضح أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تريدان تشويه الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة عبر بث أكاذيب وإشاعات حول عزم إرهابيين استهداف المجرى الملاحي لا سيما وهما أكبر دولتين داعمتين للإرهاب في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذه الادعاءات مبنية على خيالات وغير حقيقية. وأشار غباشى إلى وجود خطة أمنية شاملة لتأمين حفل الافتتاح وأن إشاعة استهداف الحفل من قبل جماعات إرهابية هي محاولة لتشويه صورة مصر وإظهارها ضعيفة أمام المجتمع الدولي.
وشدد الخبير العسكرى على ضرورة وجود غرفة عمليات مجهزة على أعلى مستوى وتزويدها ببعض الأجهزة والعناصر الأمنية اللازمة للتعامل مع كل المستجدات التي قد تظهر أثناء الحفل. ومن جانبه، أوضح اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن منذ بداية الحفر في قناة السويس الجديدة وهناك خطة أمنية تم وضعها لتأمين أعمال الحفر بالقناة، مضيفًا أن القوات المسلحة والشرطة أخذتا على عاتقهما مهمة التأمين دون تخاذل أو تهاون. وأضاف علام، أنه في مثل هذه المناسبات الكبيرة لا بد أن تكون هناك خطة أمنية محكمة تم إعدادها مسبقًا لتأمين مراسم الحفل مع وجود حالة عامة من الاستنفار الكامل من كل الأجهزة الأمنية لمنع أية محاولة لإفساد حفل الافتتاح من بعض الجماعات التي تستهدف إضعاف الدولة المصرية في هذا الوقت، مؤكدًا ضرورة إجراء بعض العمليات الاستباقية وملاحقة المشتبه بهم ووضعهم تحت المراقبة الكاملة قبل موعد افتتاح القناة الجديدة. وشدد علام على ضرورة اليقظة التامة للقوات المكلفة بالتأمين، مضيفًا أن نجاح حفل الافتتاح سيكون تتويجًا لجهد كبير مبذول منذ عام مضى. وقال اللواء محمد عبدالمنعم، الخبير الاستراتيجي، إن القوات المسلحة تلعب دورًا هامًا للقضاء على بؤر الإرهاب في سيناء بجانب دورها في تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، مشددًا على ضرورة إحداث ضربات أمنية استباقية للمشتبه بهم قبل حفل افتتاح القناة الجديدة. وأضاف اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الجماعات الإرهابية هي أبعد مما تكون عن استهداف قناة السويس الجديدة؛ لأنها مؤمنة بأعلى درجة من الأمان من قبل القوات المسلحة والداخلية. وطالب أبو ذكري بضرورة زيادة التنسيق الأمني بين القوات المسلحة وأفراد الشرطة من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة وزيادة الإجراءات الأمنية بمنطقة القناة وكل أنحاء البلاد تحسبًا لأي أعمال عنف من قبل الحركات الإرهابية.