شهدت انتخابات مجلس إدارة جديدة ل "الدعوة السلفية" بالإسكندرية، المرجع الديني لحزب "النور"، خروج اثنين من أبرز كوادرها ومؤسسيها، وهما: الشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ سعيد عبدالعظيم. وعقدت أمس الجمعية العمومية لجمعية الدعاة الخيرية (الدعوة السلفية)، لانتخاب مجلس إدارة جديد بعد انتهاء فترة مجلس الإدارة الحالي، وأسفرت نتائج الاقتراع السري المباشر عن دخول ثلاثة أعضاء جدد لمجلس الإدارة، هم الشيخ غريب أبوالحسن، رضا ثابت، محمد الشريف. بينما خرج كل من الشيوخ سعيد حماد، وسعيد السواح ومصطفى دياب من أعضاء المجلس القديم المنتهية، الأمر الذي عزته "الدعوة السلفية" إلى اعتذارهم عن الترشح لمجلس الإدارة الجديد، لانشغالهم بأعباء دعوية أخرى، كما اعتذر الشيخان سيد حسين العفاني وعلي حاتم كذلك لأسباب وظروف صحية. وفور انتهاء الجمعية العمومية انعقد مجلس الإدارة الجديد المنتخب من الجمعية العمومية، وتم انتخاب الشيخ المهندس محمد عبد الفتاح (أبو إدريس) لرئاسة مجلس الإدارة، وانتخب الدكتور ياسر برهامي نائبًا له، كما تم انتخاب الشيخ غريب أبوالحسن – العضو الجديد –لأمانة الصندوق. وأكدت مصادر بالدعوة السلفية، "إن الانتخابات لم تسفر عن نتائج ملحوظة، واحتفظ معظم أعضاء مجلس إدارة الدعوة السلفية السابقين بأماكنهم، لا سيما المقربين من الدكتور ياسر برهامي". وأضافت المصادر في تصريحات صحفية لها، أن الانتخابات أسفرت عن خسارة الدكتور سعيد عبدالعظيم عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية وأحد مؤسسيها لمنصبه لعدم حضوره الانتخابات، لاسيما وأن مواقفه الأخيرة كانت ضد مواقف الدعوة السلفية وتصب في صالح الإخوان عقب ثورة 30 يونيو، ما أسفر عن مشكلة في الدعوة السلفية انتهت بانتخابات مجلس إدارة الجمعية العمومية. واستقرت الانتخابات على بقاء 10 أعضاء في مناصبهم كما هم دون تغيير، أبرزهم الدكتور يونس مخيون، والشيخ أحمد فريد، والشيخ محمد عبد الحميد، والمهندس عبدالمنعم الشحات، والشيخ عادل نصر. ووقعت خلاف كبير بين المقدم وبرهامي، فيرى الأول أن الثاني ورط الدعوة في أمور مخالفة للمنهج السلفي وانغمس في السياسة، وكان يسعه الاعتزال إن عجز عن قولة الحق. وجاءت نتيجة الانتخابات كدليل مادي على تفاقم هذا الاختلاف ووصوله نقطة اللاعودة، أما الشيخ سعيد عبدالعظيم فقد اعتزل الدعوة السلفية عقب أحداث 3 يوليو، وجاهر بنقد مواقف "برهامي" وحزب "النور". ويري مراقبون أن "الدعوة السلفية" خسرت الكثير من أتباعها ومن قياداتها الوسيطة، خاصة وأن القيادات التاريخية كالشيوخ احمد خطيبة واحمد فريد وسعيد حماد فقدت حيويتها وانزوت تمارس بعض الأعمال الدعوية التي تشغلها دون الانخراط في أعمال عامة. وفي الوقت نفسه تتعالى صيحات الإصلاح والدعوة إلى تجاوز برهامي وأتباعه بين صفوف كثير من القواعد وقياداتها الوسيطة، من هؤلاء الشيوخ أحمد السيسي وعبدالرحمن علاء الدين وعماد عبد الغفور وغيرهم. وتتجه الأمور الآن إلى مطالبة الشيخين المقدم وعبدالعظيم إلى الأخذ بمبادرة إصلاح للعودة بالمدرسة السلفية إلى سابق عهدها من الدعوة والعمل العام والتخلي عن تأييد أية مناهج مخالفة للمنهج الإسلامي في السياسة أو الاكتفاء بالعمل الدعوي حتى تتحسن الظروف.