لم يكن أحد يتوقع "الانقلاب" الذي نفذه الإعلامي والصحفي محمد فهمي تجاه القناة التي عمل بها، واتهامه لها ب"التغرير به"، وقريبا ربما إنهاء العلاقة معها، والانتقال لعمل آخر. "فهمي" يستعد للانتقال إلى وظيفته الجديدة كصحفي مقيم في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا البريطانية، بحسب صحيفة "Ubyssey" التي يصدرها طلاب جامعة كولومبيا البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن "فهمي" سيتسلم مهام وظيفته الجديدة في كلية الصحافة بالجامعة فقط إذا حكمت محكمة جنايات القاهرة ببراءته من تهم الإرهاب الموجهة إليه في جلسة 30 يوليو الجاري. يذكر أن "فهمي" أقام دعوى قضائية في كندا ضد القناة القطرية مطالبا إياها بتعويض مالي قدره 100 مليون دولار، بدعوى "الإهمال وانتهاك بنود عقد العمل". وكان "فهمي" المتهم الأول في القضية المعروفة إعلاميًا بخلية الماريوت، اتهم في وقت سابق قناة الجزيرة بالتغرير به وبزملائه وإيهامهم بأن عملها في مصر قانوني مائة بالمائة. وقال "فهمي" الذي كان يشغل مدير مكتب شبكة الجزيرة الإنجليزية القطرية في القاهرة، خلال كلمته أمام المستشار حسن فريد قاضي المحكمة في القضية المتهم فيها عدد من صحفيي الجزيرة، إنه سيلاحق القناة ولن يرحمها "لأنها دمرت حياته بعد أن استغلته فى عمل غير شرعي" حسب تعبيره. ومن جانبها ردت "الجزيرة" على لسان الناطق باسمها، قائلة: "من المحزن رؤية فهمي ومحاموه يرددون نفس انتقادات السلطات المصرية، هذا ما يريد محتجزوه سماعه في هذه المرحلة من إعادة المحاكمة.. إذا أراد فهمي المطالبة بتعويض مالي من أي شخص فينبغي أن يكون من سجانيه". ويمثل الصحفي محمد فهمي، الذي تخلى عن جنسيته المصرية، والصحفي المصري باهر محمد، في إعادة المحاكمة، حيث أُفرج عنهما بكفالة في فبراير الماضي بعد حبسهما أكثر من عام، بعدما رحّلت السلطات المصرية المتهم الثالث الأسترالي بيتر جريست. وكان الثلاثة قد عوقبوا في المحاكمة الأولى بالسجن بين سبع وعشر سنوات، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في الأول من يناير الماضي، وأمرت بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى في محكمة جنايات القاهرة.