في تعليقها على اجتماع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل, قالت وكالة "رويترز" إنه منذ تولى الملك سلمان الحكم في يناير الماضي، حاول بناء ائتلاف سني في مواجهة تمدد إيران في المنطقة, وجاء الاتفاق النووي, الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى, ليزيد من إصرار المملكة على توسيع هذا الائتلاف. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 22 يوليو أنه في إطار هذا المسعى السعودي, زاد دعم المملكة للمعارضة السورية, كما قادت "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن. وفيما يتعلق بحماس, قالت الوكالة :" إن السعودية طالما نظرت بريبة لحماس خلال السنوات الماضية، لأن الحركة تتلقى دعما من إيران، كما أنها منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين, التي اعتبرتها المملكة تهديدا". وتابعت " العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ناصب جماعة الإخوان العداء ووضعها على قائمة المنظمات الارهابية، ودعم الإطاحة بها من السلطة في مصر". وأشارت الوكالة إلى أن سياسة الملك عبد الله قادت إلى توتر مع تركياوقطر، اللتين تدعمان الإخوان, رغم أنهما حليفان رئيسان في التصدي للنفوذ الايراني في سوريا والعراق, كما توترت علاقات المملكة مع حماس المحسوبة على الإخوان. واستطردت الوكالة " القلق السعودي إزاء جماعة الإخوان يعود بالأساس إلى أنها تجمع بين الدعوة للقيم الدينية المحافظة, وهو ما قد يروق لبعض السعوديين، وبين مطالب بإلغاء الحكم الوراثي , وإبداله بالحكم عن طريق الانتخابات. وأشارت "رويترز" إلى أن التمدد الإيراني في المنطقة جعل السعودية تسعى لتعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة هذا التهديد, ولذا فإن الملك سلمان قوى العلاقات مع قطروتركيا, وعمل على التخفيف التوتر مع جماعة الإخوان, حيث تعاون مع التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على الإخوان في اليمن, كما استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وفجرت "رويترز" مفاجأة مدوية مفادها أن التقارب بين السعودية وحماس يعتبر ضربة قوية لإيران، لأنها كانت تروج لنفسها على أنها المدافع الرئيسي عن المقاومة الفلسطينية, وتزعم أن السعودية تدعم إسرائيل سرا. وتابعت الوكالة أن التقارب بين السعودية وحماس قد يساعد أيضا في وضع نهاية للانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح, الذي أدى إلى تبادل الاتهامات بين الدول العربية الفاعلة, واستغلته إيران. وكانت حماس قد قالت في بيان صحفي إن وفد الحركة الذي ترأسه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل التقى الجمعة 17 يوليو ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن نايف وولي ولي عهده محمد بن سلمان، كما التقى قبلها بيوم رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان. وأوضحت الحركة أن مشعل والوفد المرافق له أدوا خلال الزيارة التي استغرقت يومين مناسك العمرة وصلاة عيد الفطر في المسجد الحرام. وضم وفد حماس -وفق البيان- رئيس المكتب السياسي وأعضاء المكتب موسى أبو مرزوق وصالح العاروري ومحمد نزال. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر مطلعة في حركة حماس القول :"إن مشعل تناول مع الملك سلمان سبل تعزيز وتطوير العلاقة بين حماس والسعودية". كما ناقش الوفد -وفق المصادر ذاتها- الملفات الفلسطينية، ومن بينها المصالحة بين حركتي حماس وفتح. وتحسنت علاقات حماس بالرياض مع تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير الماضي, خلفاً لشقيقه الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وفي 18 يوليو, نفت حماس ما نشرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن اتفاق بين السعودية والحركة للمشاركة بمئات من عناصرها في عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ووصفت ذلك بالأكاذيب التي تهدف للتشويش على زيارتها "الناجحة" للمملكة. وعبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر", قالت حماس :"ننفي بشكل مطلق ما ورد في وكالة أنباء فارس التي زعمت بأن هناك اتفاقا سعوديا حمساويا على مشاركة المئات من مقاتلي حماس في عاصفة الحزم". وأضافت الحركة أنه "لا القيادة السعودية طلبت ذلك ولا حماس يمكن أن تفكر في ذلك، وهذه الأكاذيب تهدف إلى التشويش على زيارة حماس الناجحة إلى السعودية".