أثار غياب الرئيس المعزول محمد مرسي عن حضور جلسة محاكمته اليوم فيما يسمى "قضية التخابر مع قطر"، والتي أجلت محكمة جنايات القاهرة نظرها، بحجة تعرضه لوعكة صحية، قيل إنها بسبب انخفاض نسبة السكر في دمه، الكثير من التساؤلات، فيما اعتبره قيادات إخوانية "بالون اختبار لقياس رد الفعل حول إذا ما قرر النظام إعدامه". وأبدت هيئة الدفاع عن الرئيس وبقية المعتقلين قلقها من عدم حضور الرئيس أوضحت حالة القصور الطبي وعدم توفير رعاية طبية تليق بمرسي في محبسه. وقال الدكتور عز الكومي، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن "غياب الرئيس مرسي عن محاكمة اليوم هو بالون اختبار لأنصار الشرعية حاول النظام من خلاله قياس مدى ردة الفعل لدى أنصار الشرعية حال إقدام النظام على إعدامه". وحذر الكومي في تصريح إلى ل"المصريون" من عواقب إعدام الرئيس مرسي، واصفًا الخطوة بأنها "بمثابة اللعب بالنار؛ لأن تصفية الرئيس تعني ببساطة شديدة وهذا ما لا يدركه النظام وقوع مصر برمتها في دوامة من العنف مما لا يمكن لأحد التنبؤ بعواقبه أو السيطرة عليه، وذلك لأن المساس بحياة الرئيس ستكون تداعياته خارج كل حسابات العسكر المغلوطة"، حسب قوله. وحذر الكومي من مغبة إعدام أول رئيس منتخب بعد ثورة يناير، قائلاً: "ليعلم قادة النظام أن أي مساس بحياة الرئيس سيكون له تداعياته والتي ستكون خارج السيطرة تمامًا". وأضاف "هناك سيناريوهات لتصفية الرئيس مرسي من النظام الذي وصفه ب"المغتصب للسلطة" وذلك لاعتبارات كثيرة أن الدكتور مرسى كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر هو كلمة السر لأي حل يمكن أن يطرح للأزمة في مصر". من جانبه قال هيثم أبوخليل، الناشط الحقوقي إن إصابة الرئيس مرسي بهبوط في السكر يكشف معاناته والتضييق عليه داخل السجن، وليس الترف والوجبات الفاخرة التي يطلبها كما كان يدعي إعلام عباس كامل"، بحسب تعبيره. وقررت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، تأجيل محاكمة محمد مرسي و10 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا ب"التخابر مع قطر"، لجلسة 2 أغسطس المقبل، بعد تغيب الرئيس السابق وتعذر حضوره عن الجلسة لتعرضه ل"ظرف صحي". وقدّمت النيابة، لهيئة المحكمة خلال وقائع الجلسة، مستندًا يفيد بتوصية الطبيب بعدم خروج "مرسى" لإصابته بانخفاض نسبة السكر في الدم. وقال ممثل النيابة، إن سبب تعذر حضور مرسي يرجع "لإصابته بانخفاض في مستوى السكر حيث أوصي الطبيب المعالج بعدم نقله لجلسة المحاكمة"، وقدم للمحكمة محضر أحوال سجن ملحق المزرعة رقم 39، الذي تضمن ورود تقرير بشأن توقيع الكشف الطبي على محمد مرسي تضمن انه "بقياس العلامات الحيوية تبين أن الضغط 130/80 والنبض 72 ومنتظم والسكر عشوائي بالدم 63، وقد أسدي له النصح بتناول وجبة من السكريات لرفع مستوى السكر بالدم، وأوصى بعدم حضور جلسة المحاكمة اليوم لحين تحسن حالته الصحية". وحضرت هيئة الدفاع عن المتهمين بكامل عددها، كما حضر باقي المتهمين الستة المحبوسين، فيما تغيب أربعة آخرون (هاربون). وكان مقررًا أن تستمع المحكمة في جلسة اليوم لأقوال الشاهد الثاني، وهو ضابط بقطاع الأمن الوطني، واستكمال مناقشة الشاهد الأول، وهو أيضًا ضابط بالأمن الوطني. ويحاكم في قضية التخابر مع قطر، إلى جانب مرسي، 10 متهمين، على رأسهم أحمد عبدالعاطي، مدير مكتب مرسي، وأمين الصيرفي، سكرتير سابق برئاسة الجمهورية، وأحمد عفيفي، منتج أفلام وثائقية، وخالد رضوان، مدير إنتاج بقناة "مصر 25" (تابعة لجماعة الإخوان تم إغلاقها)، وآخرون. ويواجه مرسي، في هذه القضية اتهامات ب "ارتكاب جرائم الحصول على سر من أسرار الدفاع، واختلاس الوثائق والمستندات الصادرة من الجهات السيادية للبلاد والمتعلقة بأمن الدولة وإخفائها، وإفشائها إلى دولة أجنبية والتخابر معها بقصد الإضرار بمركز البلاد الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية". ويمثل مرسي أمام المحاكم المصرية في خمس قضايا، حكم عليه بشكل أولي بالسجن 20 عاماً في إحداها، وأحيلت أوراقه إلى المفتي، في قضية "اقتحام السجون"، كما ينتظر النطق بالحكم في قضية "التخابر الكبرى"، بينما تنظر المحكمة في قضيتي إهانة القضاء، والتخابر مع قطر.