نحن اليوم أمام مشكلة قد تؤدى إلى مصادمات بين المعتصمين وبين العسكر خاصة إذا لجأ العسكر إلى فض الاعتصام بالقوة كما حدث فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود ، وحينها ستنفجر الأوضاع مرة آخرى وربما تكون المرة الأخيرة التى ستقلب فيها الطاولة على الجميع ( حكومة – مجلس عسكرى ) لو فكرت الداخلية فى استخدام القوة لفض الاعتصام مهما كانت مبرراتها من أن الاعتصام يعطل قيام المجلس بدوره ، فالجنزورى لم يتم اختياره من قبل المصريين ولا حتى تم استشارة هذا الشعب فيمن سيتولى منصب رئاسة الحكومة التى ستدير البلاد فى الفترة المقبلة ، وأمر آخر هو أن المجلس العسكرى باختياره الجنزورى وإصراره على الاعتماد على رجال مبارك دليل قاطع على تحدى المجلس لمطالب الثوار. الجنزورى ربما يدفع ثمن تعنت المجلس وتجبره فى فرض رأيه ، لو اتبع خطى المجلس فى حل المشكلات ، وثورة 19 نوفمبر التى انفجرت فى ميدان التحرير خير دليل ، فلو كان المجلس العسكرى أو حكومة عصام شرف تملك ذرة من العقل أو ذرة من النوايا الحسنة تجاه المعتصمين فى ميدان التحرير( معظمهم كانوا من المصابين فى يناير وأهالى الضحايا والشهداء ) لكان الأمر تم حله ببساطة بنزول وزير الصحة أو حتى عصام شرف بنفسه إلى ميدان التحرير والاستماع إلى مطالب المعتصمين . نحن بالطبع لا نتمنى انفجار الوضع على الأقل فى الفترة الحالية .. ولا نتمنى إلا الخير لمصر ..لذلك أتوجه بكلامى إلى الدكتور كمال الجنزورى وأتمنى أن يصله وألخص رسالتى له فى التالى : أولا : انزل يا دكتور كمال من برج العسكر ..انزل إلى هؤلاء المعتصمين وحاورهم وناقشهم واعطهم الثقة والأمان بداية فى شخصك ثم فى برنامجك وخططك التى بها ستديرالبلاد وتنقذ بها مصر من أزماتها ، انزل من برج العسكر الذى باعد المسافة بينه وبين شعب مقهور ومظلوم كان يأمل من بنى جلدته أن يشعروا به وبآلامه وإذا بهم يتجاهلون هذا الشعب ويضربون بآماله وأحلامه عرض الحائط ، بينما يبذلون كل الجهد فى الطبطبة والعناية والرعاية لمخلوع خلعه شعبه انزل من برج العسكر الذى رفعهم درجات باعدت بينهم وبين الناس فتحولوا إلى مارد قاتل لايرى ولا يشعر بمن تدوسه أقدامه ، انزل من هذا البرج اللعين قبل أن تتحول إلى نسخة من هذا المارد ، ثانيا : ضع فى اعتبارك أن هؤلاء المعتصمين ( قل عددهم أو زاد ) فهم شريحة عريضة من أبناء هذا الوطن لديها الاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس من أجل التغيير للأفضل وتطهير البلاد من الفساد ، وإصرارهم وتحديهم لأوامر وطغيان العسكر لهو شرف لكل مصرى ، ومن واجبك قبل إصدار أى قرار وقبل الجلوس على كرسيك أن تستمع لهم ولمطالبهم التى حتما ستكون لصالح مصر وأهلها فهم لن يطلبوا شيئا لأنفسهم ، جميع مطالبهم للصالح العام ، فإن طلبوا تطهير الداخلية من العناصر الفاسدة ..فهو لمصر وشعبها ..وإن طالبوك بمحاكمة القتلة .. فهو لمصر وشعبها .. وإن طالبوك برعاية المصابين وأسر الشهداء فهى نقطة سيسجلها لك التاريخ ، وإن طالبوك بوضع حد أقصى للأجور فهو هدف من أهم أهداف الثورة لتحقيق العدالة الاجتماعية وإذابة الفوارق بين الطبقات ؟.. فماهو الضرر من الاستماع إلى تلك المطالب ؟ ألسنا أصحاب ثورة ويحق لنا أن نرسم خطوط مستقبلنا القادم ؟ أم أن الثورة يصنعها الفقراء ليجنى ثمارها العسكر ؟