ماذا بعد القنصلية؟.. توعد تنظيم ولاية سيناء "داعش"، النظام المصري باستهدافه المقار الرئيسية داخل القاهرة، بعد أن ضيق الجيش الخناق على التنظيم في شمال سيناء وقتل العشرات منه، وهو ما جعله يكثف من عملياته الانتقامية ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء خلال الفترة الأخيرة. واستهدف تنظيم "ولاية" سيناء قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء خلال العامين الماضيين. ويبدو أن تهديد التنظيم جاء سريعًا، حيث استهدف التنظيم في صبيحة يوم السبت الماضي، القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة في عملية مفاجئة للنظام المصري وقوات الأمن، وللمصريين البعيدين عن بؤرة الأحداث، الذين عرفوا وحشية التنظيم من خلال أخبار شمال سيناء، والتي أصبحت منطقة حرب بالنسبة للمصريين. في الوقت الذي قللت فيه الدولة المصرية من خطر تنظيم داعش داخل شمال سيناء على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، فاجأ التنظيم النظام والمصريين باستهدافه القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة في صبيحة يوم السبت الماضي، ما أدى إلى تأثر مبنى القنصلية بشكل بالغ، وسقوط قتيل وعشرات الجرحى. إلا أن خبراء استبعدوا الرواية الأمنية بعدم تواجد أي من عناصر التنظيم داخل المحافظات، وذلك بفضل نجاح الأمن في ضبط العديد من خلايا التنظيم داخلها خلال الشهور الماضية، كما استبعدوا الاتهامات التي تسوقها الداخلية عقب أى تفجير يحدث داخل القاهرة أو المحافظات بخلاف شمال سيناء إلى عدة جهات وجماعات غير تنظيم داعش. وأكدوا أن تكنيك التنظيم الذي يستخدمه في عملياته ضد الجيش في شمال سيناء نفسه الذي يستخدمه داخل المحافظات، مشيرين إلى تفجير مبنيي مديريتي أمن الدقهليةوالقاهرة وأخيرًا استهداف موكب النائب العام المستشار هشام بركات والذي قتل على أثره. وحذر الخبراء من تنامي خطر تنظيم داعش داخل القاهرة وبقية المحافظات بعد وصولها إلى القنصلية الإيطالية، وأرجع الخبراء سبب اختيار القنصلية الإيطالية، لضغوط إيطاليا على التنظيم داخل ليبيا. وتوقع سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن يكثف تنظيم داعش من عملياته خلال الأيام القادمة، مستهدفًا السفارات والقنصليات والشركات الأجنبية وكل ما يمس الخارج، وذلك بالتزامن مع الاحتفال المرتقب لافتتاح قناة السويس، مستغلين الضعف الأمني، وذلك لإحداث صدى عالمي، مما يؤثر على احتفالية قناة السويس بهدف إظهار مصر غير آمنة، والتأثير على البعثات الدبلوماسية التي من المقرر حضورها الاحتفال. ولفت إلى بيان صدر على قناة "مكلمين" في شهر نوفمبر الماضي والذي حذر فيه متحدثه الدول الأجنبية التي لديها مصالح مع النظام المصري من عمليات نوعية واستهداف لمصالحها في مصر. من جانبه، اعترض العميد محمود قطري، الخبير الأمني، على إطلاق تسمية على "داعش" أو "ولاية سيناء"، مؤكدًا أنه أبعد ما يكون عن التنظيم الإرهابي، وذلك برغم إعلان ولائه للتنظيم، إلا أنه عرف على أنه تنظيم "أجناد مصر". وقال إن الفصيل الإرهابي أصبح يتمدد ويخرج من محيط سيناء مستغلاً ضعف وزارة الداخلية وضعف المعلومات والتي تحصل عليها قوات الأمن من خلال أمن الدولة، مؤكدًا أن الشرطة لم تفعل شيئًا لمنع العمليات الإرهابية، مستشهدًا باستهداف القنصلية الإيطالية، والذي لولا تقاعس وزارة الداخلية وعدم التأمين الجيد ما حدث ذلك التفجير. وأضاف قطري، أنه أصبح من غير المستبعد أن يستهدف التنظيم خلال الأيام القادمة البعثات الدبلوماسية والمصالح العامة والهيئات الحكومية والوزارات، وذلك بفضل تقاعس وزارة الداخلية عن أداء مهامها في تأمين المنشآت الحيوية. وعن أبرز السفارات التي يتوقع استهدفها بعد القنصلية الإيطالية، أوضح قطري، أن السفارة الأمريكية من أبرز السفارات المهددة بالاستهداف، تليها السفارة البريطانية، وذلك بسبب الزيارة المرتقبة للسيسي إلى لندن فضلاً عن اشتراكها في التحالف الدولي ضد التنظيم فى سوريا والعراق. وانتقد الخبير الأمني "قلب وزارة الداخلية حقيقة ضعفها للرئيس عبدالفتاح السيسي"، قائلاً إنها "في حالة انهيار شديد من الداخل"، مشددًا على ضرورة تفعيل منظومة الأمن الوقائي، وتعاون قوات الأمن مع أطقم حماية تلك السفارات، وذلك لتفادي أي عملية تفجيرية للتنظيم.