دعت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية فى افتتاحيتها، جماعة "الإخوان المسلمين" فى مصر، إلى أن تحذو حذو حزب النهضة التونسى بالتحالف مع الأحزاب الليبرالية والعلمانية لتحقق إجماع واسع، وذلك بعد فوز جناحها السياسى حزب العدالة والحرية بالأغلبية فى الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب. ورأت الصحيفة أنه سيكون من المؤسف للغاية إذا ما حاولت الجماعة أن يكون حزبها هو الحزب الوحيد الحاكم، أو أن تكون المحاور السياسى الوحيد الذى يقف فى مواجهة المجلس العسكرى الحاكم، مشيرة إلى أن الجماعة ستقوض آمالها الخاصة بالاستمرار فى السلطة إذا ما قامت باحتكار البرلمان الجديد وحدها مما قد ينزع الشرعية من النظام السياسى الجديد. وأكدت أن تونس أبدت رشدًا واضحًا عندما بدأت حياتها كدولة ديمقراطية بانتخاب جمعية تأسيسية لإعداد دستور البلاد، وهو الدور الرئيسى الذى سيلعبه البرلمان فى مصر، والذى سيتوجب عليه أن يقلق من الوثيقة الدستورية المقترحة. وقالت إنه فى الوقت الذى باستطاعت حزب واحد أن يحكم البلاد إلا أنه لا ينبغى أن يكون دستور البلاد من إنتاج طرف واحد فقط، وإنما عليه أن يمثل طائفة واسعة. ونصحت الجماعة بأن لا تقصر تحالفها على الأحزاب الإسلامية الأخرى مثل حزب النور السلفى، مشيرة إلى أن الكتلة المصرية التى تضم ثلاثة أحزاب ليبرالية يجب أن تكون جزءًا من التحالف على الأقل فى السنوات القليلة الأولى من الديمقراطية الوليدة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: "إنه على الرغم من أن الجماعة تحظى بدعم كبير فى المجتمع المصرى إلا أن نجاحها جزئيًا يرجع لعدم وجود حركات سياسية راسخة أخرى، لافتة إلى أن مصر يجب أن يحكمها مزيج من الأحزاب العلمانية والإسلامية فى المستقبل القريب.