المفارقة في تعليقات الإعلام المصري والدولي أمس ، أن العالم كله كان يحتفل بمصر وشعبها الذي أذهل الجميع بطوابيره وانتظامه وهدوئه وإصراره على المشاركة ، في الوقت الذي كانت فيه قنوات "الفلول" وبيزنس الفساد في القاهرة تولول وتنشر "صالونات عزاء" عبر شاشاتها على "الديمقراطية الضائعة" في مصر ، فضيحة بكل المقاييس ، وتكشف عن أن أعداء مصر لم يكونوا فقط هم هؤلاء الذين في سجن طره ، وإنما هناك آخرون الآن في "عشش" مدينة الانتاج الإعلامي واستديوهات أباطرة المال الذين أثروا من منظومة الفساد في عصر مبارك ، ويتصدرون المشهد الإعلامي الآن ، هم أكثر كراهية لانتصار مصر وشعبها ، وأكثر عدوانية على الشعب وإرادته . كانت كاميرات التليفزيون تحكي عن "عرس" شعبي رائع ، بينما "مكلمة" استديوهات قنوات بيزنس الفساد والفلول التي تحولت إلى مناحة وصالونات للعزاء تتحدث بكل عصبية وتشنج ومرارة عن انتخابات سيئة وانتهاكات ، ولكنهم في النهاية فشلوا في أن يتحدثوا عن "تزوير" أو تسويد أو ما شابه من تراث عصر مبارك وحزبه . الانتخابات أصابت النخبة المتطرفة ، والأخرى التي تتعيش على بيزنس الفضائيات ، والأخرى التي ترتبط بشكل مستتر بنظام مبارك ومنظومة الفساد الإعلامي والاقتصادي التي كانت تحركه ، الانتخابات أصابت هؤلاء جميعا بالهوس والشعور بالخزي ومرارة الهزيمة ، هذه الأصوات المنكرة كانت قبل الانتخابات بأسابيع تحذر من الانتخابات وتطالب بإلغائها أو تأجيلها ، وبعضهم قال بالفم الملآن أن هناك بحورا من الدم ستراق في مصر إن أجريت الانتخابات ، وبعضهم قال إن الشرطة التي تعجز عن حماية نفسها لن تحمي اللجان الانتخابية ، وكلام طويل عريض من هذه الشاكلة ، كان يرمي بكل عنف في طريق إعاقة المسار الديمقراطي في مصر ، لأن الديمقراطية من شأنها أن تفرز خريطة الواقع السياسي الحقيقية والعلمية والصارمة ، ومن شأنها أن تكشف عن هشاشة هؤلاء وهامشيتهم ، رغم ضجيجهم ومحاولاتهم تقمص دور الزعماء والمناضلين ، الديمقراطية تكشف أنهم "لا شيء" ، دخان في الهواء ، لهذا كانوا جميعا ضد الانتخابات ، ويتمنون لو أن الجيش أعلن إلغاء الانتخابات أو تأجيلها على الأقل . كان الضيوف الذين يطلبونهم للمشاركة في "المناحة" المفتوحة بالساعات أمس وأول أمس من نوعية خاصة ، الصفة الأساسية لمن يشارك أن يكون مهمشا سياسيا ، لا وجود شعبي له ، منظر تليفزيوني لا أكثر ، وأن يكون رأيه ورؤيته ضد إرادة الشعب المصري ، وضد الديمقراطية وضد الانتخابات ، بالكامل كانوا من هذا "الصنف" المريض ، إلا باستثناءات نادرة لزوم ذر الرماد في العيون كما يقولون ، بدا منظر هذه القنوات "السوداوية" فضائحيا بامتياز ، خاصة عندما يقارنهم الناس بما تحكيه القنوات التليفزيونية العالمية والصحف العالمية التي كان تتحدث عن مشهد ديمقراطي مذهل ، بينما قنوات بيزنس الفساد والفلول في مصر تتحدث عن "عار" وفضيحة !! مرة أخرى ، الشعب المصري يؤدب هؤلاء "المهمشين" والمتعجرفين والمنفوخين على "الفاضي" ، أدبهم أول مرة في استفتاء 19 مارس الشهير ، عندما ألقاهم وراء ظهره وصوت بنعم كبيرة للتعديلات الدستورية رغم أنهم بالإجماع كانوا يحرضون بلا ، وأدبهم أمس مرة ثانية عندما أصر على صناعة مجد مصر من جديد بالمشاركة بالانتخابات وحماية الصناديق والحفاظ على مشهد حضاري سلمي أكثر من رائع . بوركت يا مصر .. وبورك شعبك . [email protected]