ومازال شهر رمضان يفيض علينا بنفحاته وبركاته وذكرياته التى لا تنسى ويفيح عبقها وشذاها معنا خلال الشهور الأخرى، وقد قصدنا أن نهرع إلى الأعلام نتعرف منهم على ذكرياتهم مع هذا الشهر الكريم، وموعدنا اليوم مع علم متعدد المواهب والأنشطة برع فى تخصصه الرفيع فى الجامعة وفى مجال الإعلام، مذيعا يقدم البرامج المفيدة والهادفة والتى تفاعل معها الجمهور وينتظرها على أحر من الجمر، وفى مجال السياسة فى حزب البديل احضارى، خاض العديد من المعارك وفجر العديد من الموضوعات وأشهرها على الإطلاق الفساد المتراكم فى وزارة الثقافة التى يسيطر عليها رهط من اليسار ..إنه الأستاذ الدكتور حسام عقل أستاذ البلاغة فى جامعة عين شمس، فهو من مواليد قرية "محلة روح" بمحافظة الغربية، تخرج فى كلية دار العلوم عام 1991 بتقدير جيد جداً وكان الثالث على دفعته ، حصل على الدكتوراه عام 2000، وهو الآن أستاذ البلاغة والنقد الأدبى والأدب المقارن ..وله أنشطة أخرى فى العمل الدعوى خطيبا فى المساجد الكبرى كما قدم العديد من البرامج الشهير مثل "لماذا أسلموا"، و"الدرع" ..حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2010عن كتاب بعنوان"مخاضات الخطاب الشعرى المعاصر".. "المصريون" التقته لتتذكر معه ذكرياته عن شهر الصوم، وكيف اختلفت عادات رمضان بالأمس عن عادات اليوم وكيف يكون الإبداع فى رمضان عنه فى الشهور الأخرى وموضوعات أخرى فى الحوار التالى:
- كيف تتذكر شهر رمضان؟ يرتبط شهر رمضان في ضميري دوما بالقرآن الكريم وبأصوات السماء التى ارتبطت بها منذ الصغر وخصوصا الشيخ محمد رفعت الذي كنت أعيد اكتشاف صوته المعجز في شهر رمضان وهو ما حفزني بعد أن دخلت فضاء العمل الإعلامي إلي إعداد وتقديم عدة حلقات عنه. وبالمثل ارتبطت في صباي المبكر وأثناء سنوات الطفولة في مدينة طنطا بصوت الشيخ النقشبندي الذي لا يعدله صوت في شجنه وعمقه و قد قرأت كثيرا عن سيرته وأعددت بعض الحصص الإعلامية عنه وكان رمضان فرصة سانحة لإعادة قراءة تراث الشيخ المجدد / (محمد الغزالي). - هل اختلفت العادات والتقاليد فى رمضان اليوم عن الأمس؟ اختلف رمضان كثيرا بين الأمس واليوم فقديما كان رمضان حالة إيمانية تدعو للسكينة والاغتباط ، خصوصا الفنون المصاحبة للشهر والتي روعي فيها أن تكون برامج خفيفة توائم الشهر و تتساوق مع أخلاقيات العائلة المصرية . وشهدنا في الشهر دراما رفيعة ارتبطت بالقيم الدينية والعائلية فضلا عن دراما دينية تاريخية رفيعة خلافا لدراما هذا العام التي شهدت سقوطا تاريخيا حيث تبارت المسلسلات في الضحالة والبذاءة والعنف الدموي السادي. - كيف يكون الإبداع فى رمضان مختلفا عنه فى الشهور الأخرى ؟ من الطبيعي أن تختلف دراما رمضان عن دراما أي شهر، حيث يتعين أن تكون حافزة للأبعاد الروحية و الأخلاقية والعائلية . خلافا لما يحدث الآن حيث اكتظت الدراما برسائل العنف والجنس والدعاوي الفجة للتطبيع علي نحو ما نجد في كارثة (مدحت العدل) : (حارة اليهود) . - بصفتك مشاركا فى تقديم البرامج التليفزيونية ..ما هى أهم البرامج التى قدمتها فى هذا الشهر الكريم، وما صداها عند الجمهور؟ _ من أكثر برامجي نجاحا في رمضان برنامج (لقطة و تعليق) الذي قدمته قبل ما يزيد علي أربع سنوات . وكان نموذجا للبرامج الخفيفة السريعة و حظي بنسب مشاهدة عالية. و أقدم في رمضان هذا العام برنامجا خفيفا من ذات العائلة البرامجية الرمضانية بعنوان: (الرادار) يرتبط بمادة تجمع بين الديني و القضايا المعاصرة . - هل جرعة البرامج الإسلامية تغطى كل ما يهم الصائم؟ جرعة البرامج الرمضانية لا تغطي بالتأكيد احتياجات المسلم المعاصر وقد حزنت كل الحزن هذا العام لأن التليفزيون المصري لم يعد ينقل صلاة التراويح من قلب المساجد كما كان يفعل حيث كانت تصافح آذاننا أصوات ذهبية تفعم القلب سكينة وتملأ الحنايا طمأنينة إيمانية راسخة . - أشهر الكتب والأبحاث والمقالات التى أنجزتها فى رمضان؟ _ أعتز بأن أنجزت في رمضان قدرا هائلا من بحوثي العلمية التي أعتز بها . و من بينها بحث ضاف عن شعر (محمد سالم عبادة) و بحث آخر عن شعر (محمد الشهاوي بعنوان: ( آليات التكرار الأسلوبي) . - أمنيات تمنيتها فى هذا الشهر الفضيل وتحققت، وأخرى تتمناها؟ أمنيتي الوحيدة هذا الشهر أن تتصالح مصر مع ذاتها و تعود لرحاب الحرية والإبداع والسلم الأهلي. وأن تتصالح مع هويتها الإسلامية والعربية التي كانت ولا تزال سنادا لأمتها و محيطها الإسلامي و العربي .