أبدى الكثيرون دهشتهم من قيامى فى نهاية مقالى أمس بالإعلان أننى سوف أنشر أسرار الدور الذى قام به اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية فى إشعال الصراع بين عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبين صفاء حجازى رئيس قطاع الاخبار وهو الخلاف الذى وصلت حدته لقيام الأمير بتقديم مذكرة رسمية إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لأعفاء صفاء من منصبها وتعيينها مستشارا برئاسة الإتحاد . ولمن أصيبوا بالدهشة أنشر لهم التفاصيل الكاملة لدور عادل لبيب فى إشعال الخلافات بين صفاء والأمير .. حيث استغل الصداقة التى تجمعه بالأمير( منذ أن كان لبيب محافظاً للاسكندرية والأمير رئيساً للقناة الخامسة ) فى تزكية ترشيح عمرو الشناوى لرئاسة قناة النيل للأخبار والضغط بكل قوة لإختياره , فقام الأمير بإتخاذ قرار إقالة د.على مبارك من منصبه كرئيس لقناة النيل للأخبار وتعيينه مستشاراً بالقطاع بدون إبلاغ صفاء بإسم عمرو الشناوى ( قرار اقالة على مبارك جاء على هوى صفاء التى سبق أن طالبت الأمير بإبعاده أكثر من مرة من رئاسة القناة لعدم استجابته لطلباتها المخالفة للقانون ), إلا أن صفاء أصيبت بالصدمة فور علمها بتولى الشناوى رئاسة القناة لعدة أسباب منها أن الأمير اتخذ القرار بدون الرجوع اليها وهو ما جعلها تستنتج أن عصام يرغب فى إذلالها والإساءة اليها داخل القطاع خاصة بعد إصراره على نشر الخبر الخاص بالمذكرة التى قدمها لمحلب على الصفحة الرسمية لموقع ( أخبار مصر ) التابع لصفاء علاوة على الصفحة الرسمية للمركز الإعلامى لوزارة الإعلام , والسبب الثانى أن صفاء علمت أن عمرو مدعوم أيضاً من جهات آخرى مهمة فى الدولة وتم طرح اسمه كرئيس للقطاع خلفاً لصفاء . وكعادتها دائما قامت صفاء بنقل المعركة إلى رئاسة مجلس الوزراء حيث يوجد داعمها الأكبر ابراهيم محلب , وبالفعل قرر محلب عقد جلسة صلح بين صفاء والأمير إلا أن الظروف التى مرت بها مصر فى الأسبوع الماضى خاصة فيما يتعلق بإستشهاد المستشار هشام بركات النائب العام وكذلك الأحداث الإرهابية فى سيناء جعلت محلب يعتذر عن عقد جلسة الصلح , وهو ما أدى إلى تطور الأزمة أكثر وأكثر بين رئيسى الإتحاد والقطاع . ولأن الأمير كما قلنا من قبل فى نفس هذا المكان يعلم مدى قوة ونفوذ عادل لبيب ( الذى سبق أن جامله الأمير أيضا فى تجديد تعيين هانى جعفر - صديق لبيب منذ ان كان رئيساً للقناة الخامسة - فى منصب رئيس قطاع القنوات الإقليمية رغم فشله الذريع فى إدارته واعتراضات الغالبية العظمى من العاملين على استمراره علاوة على ظروفه الصحية التى تمنعه من إدارة القطاع بالشكل المطلوب ) سواء لدى مؤسسة الرئاسة أو داخل الجهات السيادية فقرر الأمير تناول حبوب الشجاعة وأرسل مذكرة لمحلب لإعفاء صفاء من منصبها وتعيينها مستشاراً , وهو الأمر الذى رفضته صفاء وقررت نقل المعركة مرة أخرى إلى رئاسة الوزراء ووعدها محلب بالتدخل وانهاء الأزمة بشكل مرضى للطرفين . وبالطبع قام محلب بالتدخل بشكل غير معلن فى هذه الأزمة , وأجرى اتصالاً تليفونياً بعصام الأمير طالبه فيه بتجاوز الأزمة مع وعد بالجلوس معهما ولكن بعد أن يتم عقد إجتماع خاص بينهما ويتم كتابة خبر صغير يشبه الى حد ما الخبر الذى نشر على موقع أخبار مصر والصفحة الرسمية للمركز الإعلامى عن المذكرة التى قدمها الأمير الى محلب حتى يتم ايهام الرأى العام بأن الطرفين تصالحا بمحض إرادتيهما ودون تدخل من محلب حتى لا يكثر الكلام حول مساندته لصفاء . فى هذا السياق أشير إلى أننى كنت صادقاً عندما قلت بالأمس فى مقالى ( معركة الأمير وصفاء .. من ينتصر فى النهاية ؟!! ) أن صفاء " ما تزال تقوم بمحاولات مستميتة مع رئيس الوزراء وغيره لمحاولة إنهاء الخلاف بينها وبين عصام الأمير واستمرارها فى ممارسة عملها الحالى " وهو ما حدث بالفعل . كما كشفت أن هناك سيناريو تم الإتفاق عليه يتضمن حضور محلب للقاء مع إذاعة ( راديو مصر ) وبعدها يقوم رئيس الوزراء بدعوة الأمير وصفاء لإجتماع خاص لتصفية الخلافات بينهما على أن تتعهد صفاء بالتعاون مع الأمير ورؤساء القطاعات والتوقف عن افتعال المشاكل حتى لا تتم إعاقة دولاب العمل وإنتظامه فى هذه الظروف الحساسه التى يمر بها الوطن - كما جاء فى مذكرة الأمير لمحلب .. ويتضمن هذا السيناريو أيضاً الإتفاق معهما على نسيان الخلافات بينهما على الاقل خلال الفترة الحالية وحتى الإنتهاء من حفل إفتتاح قناة السويس . وحدث ما توقعته فى مقالى أمس أن هناك إحتمالات قوية لقبول الأمير لهذا السيناريو سواء برغبته الخاصة أو بتعليمات عليا واستمرار الوضع على ما هو عليه لعدة أسابيع لحين النظر فى كل الأمور المتعلقة بملف الهيكلة وتطوير ماسبيرو . وقلت أيضا وبالحرف الواحد : صفاء قررت أن ترفع شعار ( إتمسكن لحد ما تتمكن ) حتى تستطيع تخطى هذه الأزمة خاصة بعد علمها بتحالف عدد من رؤساء القطاعات مع الأمير للإطاحة بها , حيث ستعلن موافقتها على تصفية الخلافات بأى تعهدات حتى تتمكن من استعادة قوتها وسطوتها الكبيرة مرة آخرى وتستعد للمواجهة الحاسمة والمصيرية مع الأمير وبعض رؤساء القطاعات . وهو الامر الذى تحقق بشكل كامل اليوم من خلال البيان الذى نشر عبر الصفحة الرسمية للمركز الإعلامى لوزارة الإعلام وموقع أخبار مصر والذى جاء نصه ( في ظل تفهم الأوضاع الحالية والرغبة في أن يكون الجميع على قلب واحد سواء في مصر أو في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التقي عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السيدة صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار حيث تم مناقشة العديد من المشكلات العالقة مع الوعد بالتغلب على تلك المشاكل والمضي قدما للأمام ) . وفى محاولة منها ل (حبك التمثيلية ) الخاصة بالتصالح والتاكيد على أن علاقتها بقيادات ماسبيرو ( سمن على عسل ) وعدم وجود مشاكل بينها وبين العاملين بالقطاع قامت بتوجيه الدعو للعاملين بالقطاع للإفطار يوم الثلاثاء القادم في نادي حرس الحدود ,ويقوم حالياً بعض المقربين من صفاء بإقناع العاملين بالقطاع بالانضمام للحفل على أن يقوم كل فرد بدفع 100 جنيه لحضور حفل الإفطار . المفاجأة أن صفاء سوف توجه الدعو لجميع قيادات ماسبيرو وفى مقدمتهم عصام الأمير ورؤساء القطاعات لحضور حفل الإفطار , وسوف يتم التقاط صور تذكارية للحاضرين ونشرها فى كافة الصحف والمواقع للزعم أن ما حدث كانت مجرد زوبعة فى فنجان !!!!.