لاقت تصريحات الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجهورية السابق، ردود فعل بين سياسيين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، والذين اعتبروها تراجعًا عن دعم النظام الحالي، بل وكشف كواليس جديدة كانت تدار في دائرة صناع القرار، قبيل الإطاحة مرسي في 3 يوليو 2013، كما طالبوه بالعودة إلى مصر لقيادة المعارضة ضد النظام. وكان البرادعي كشف عن أن المخطط ل"الانقلاب" على مرسي، حسب قوله، هو المبعوث الأوروبي "برناردينو ليون". وقال البرادعي، خلال ندوة تحدث فيها عن الأحداث الحالية في مصر "يوليو 2013 كان على أن أكون جزءاً من المعارضة ولكن أساسا لكي أقول إننا بحاجة إلى نهج توافقي شامل" يضم كل القوى والأطياف السياسية. وأوضح أن "ما حدث بعد ذلك كان تماما عكس ما وقعت عليه، فقد وقّعت على انتخابات رئاسية مبكرة، وعلى خروج مشرف للرئيس مرسي، وللوصول لنهج شامل تكون جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين جزءًا منه". وأضاف "وقّعت على الخطة التي وضعها بالفعل برناردينو ليون الذي يحاول الآن أن يفعل الشيء نفسه في ليبيا، ولكن بعد ذلك كل هذا تم إلقاؤه من النافذة، وبدأ العنف، بحيث لم يعد هناك مكان لشخص مثلي، وليس هناك مجال سياسي". وقال "في مجتمع لا يوجد فيه مفهوم واضح للعدالة والتوافق، ولا يوجد فضاء سياسي، لا يمكن أن يكون لك أي تأثير، ولا يمكن أن أكون جزءا منه". ومنذ فض اعتصامي رابعة و النهضة في 14 أغسطس 2013، وما أعقبه من استقالة نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد البرادعي، وسفره خارج البلاد احتجاجًا على العنف، عكف البرادعي بين الحين والآخر خلال العامين الماضيين على انتقاد النظام الحالي من خلال تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أو من خلال الندوات التي يكشف عن ما كان يدار في فترة ما قبل وبعد عزل مرسي، باعتباره كان قريبًا من صنع القرار في تلك الفترة. إلا أن تصريحاته الأخيرة أثارت ردود فعل متباينة بين مؤدي الرئيس المعزول، ما بين تحميله المسئولية عن الأحداث التي صاحبت فض اعتصام رابعة وما أعقبها من أحداث دامية، وما بين مشيد برؤيته السياسية، مؤكدين وطنيته، كما قال الإعلامي زين العابدين توفيق، مذيع قناة الجزيرة مباشر مصر، والذي دافع عن البرادعي، ووصفه بأنه رجل وطني وشريف، مطالبًا الجميع بكف ألسنتهم عنه. وقال "توفيق"، في تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "محمد البرادعي رجل وطني وشريف كفوا ألسنتكم عنه"، مضيفًا: "فهو ليس مسئولاً عن تدمير العراق كما يزعم الجهلاء والمغرضون ولا تصدقوا الخزعبلات المنتشرة عن أنه اعترف بتدبير الانقلاب مع مبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون". وأشار "توفيق" إلى أن الفيديو المتداول لا يشي بذلك ولا يزيد أو ينقص عما قاله "البرادعي" من قبل عن توصله مع "ليون" لاتفاق مع الإخوان والقوى الوطنية الأخرى لكن ألقى في سلة المهملات من قبل السلطات، على حد قوله. ومن جانبه أثنى الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، على تصريحات البرادعي، واصفا تصريحاته بالجيدة. وكتب "محسوب"، في تغريدة له على موقع "تويتر": "جيد أن تعلن أنك أخطأت بالإنصات لخطة برناردينو التي أسست لانقلاب على ثورة يناير لكن لا يجوز لمن أخطأ أن يترك الشعب وحيدا يواجه نتائج خطاياه". ومن جانبه، دعا الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، البرادعي إلى أن يعلن بكل صراحة ندمه عن المشاركة في أحداث3 يوليو.. وعودته لمصر للعمل على استعادة المسار الديمقراطي من العسكر.. مع استعداده للخضوع للمحاكمة عقب سقوط "الانقلاب" للمشاركة السياسية في مذبحة المنصة والحرس الجمهوري. عودة "البرادعي" محط ترقب، وربما "أمل" لدى الكثيرين ممن يرون في الرجل طوق النجاة الذي يمكن أن يقوم بدور كبير لفك شفرة الصدام بين الجيش والإخوان، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. جدل سياسي يلاحق "البرادعي"، واتهامات بالخيانة، ودعاوى قضائية، ومبادرات تدعوه للعب دور سياسي بحكم علاقاته الدولية، وكونه "محركا رئيسا" في أحداث يناير ويونيو، وقبل ذلك كله "أسرار وكواليس" الساعات الأخيرة في حكم "مرسي". يبقى الرجل محل "شك" من البعض"، وفي الوقت ذاته، محل "أمل" فهل يعود؟!.