دماء سالت وما زالت تسيل على أرض المعز منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يونيو 2013 من قبل الجيش، عقب تظاهرات ال 30 من يونيو ليسجل عداد القتلى أعلى معدلاته منذ عقود في مصر ليبقى السؤال الأهم: متى ستتوقف هذه الدماء؟ تمر اليوم الذكرى الثانية لأحداث المنصة والتى راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المطالبين بعودة الشرعية وحوالي 5 آلاف مصاب بعد اشتباكات دارت بينهم وبين قوات الأمن . ووقعت أحداث المنصة فجر يوم السبت الموافق 18 رمضان بشارع النصر على طريق النصر القريب من ميدان رابعة العدوية، حيث يعتصم أنصار الشرعية وسقط خلالها أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى بعد أن فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت وزارة الصحة وقتها، إنها تأكدت من سقوط 38 قتيلا، في حين قال التحالف الوطني لدعم الشرعية، إن عدد القتلى لا يقل عن 139 و5 ألاف مصاب حيث.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين، عن أن قوات الأمن قتلت المئات من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بعد أيام من دعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الشعب لمنحه تفويضًا للقضاء على "العنف والإرهاب". محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت عدلى منصور وقتها قال، في حسابه على تويتر "أدين بكل قوة الاستخدام المفرط للقوة وسقوط الضحايا وأعمل بكل جهد وفي كل اتجاه لإنهاء المواجهة بأسلوب سلمي." لم يتوقف الأمر على البرادعى فقط أو بعض السياسيين فقد استنكر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر سقوط هذا العدد الكبير من القتلى. وقال في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إن الأزهر "يطالب الحكومة الانتقالية بالكشف فورًا عن حقيقة الحادث ومن خلال تحقيق قضائي عاجل وإنزال العقوبة الفورية بالمجرمين المسئولين عنه أيا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم. كما دعا بيان الأزهر، جميع الأطراف إلي الجلوس على مائدة حوار جادة مخلصة ذات مسئولية وضمير للخروج من هذه الأزمة ومن هذه التداعيات الدموية ومن هذه الأجواء التي تفوح منها رائحة الدم كما يحذر الأزهر من أنه لا بديل عن الحوار إلا الدمار.
المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف، أكد أن 66 شخصًا قتلوا في حين توفي 61 آخرون "إكلينيكيا" وتم وضعهم على أجهزة الإعاشة. وأضاف عارف قائلاً للصحفيين في أعقاب هذه الأحداث، إن 66 شهيدًا بالإضافة إلى 61 حالة موت إكلينيكي.. يبقى الإجمالي 127. وأوضح المتحدث باسم الجماعة، أن أكثر من أربعة آلاف عولجوا من آثار الغازات المسيلة للدموع وجروح ناجمة عن طلقات الرصاص وطلقات الخرطوش قائلا، إن دماء بريئة أريقت وهو ما يعني العودة إلى الوراء عشر سنوات. وفي حين حملت جماعة الإخوان، مسئولية القتل العمد للمتظاهرين لسلطة 3 يوليو واتهم وزير الداخلية محمد إبراهيم آنذاك الإخوان بالمبالغة في عدد الضحايا وقال إن الشرطة اضطرت للتدخل بعد أن اشتبك المتظاهرون مع السكان المحليين الذين كانوا يحاولون إغلاق جسر رئيسي. وقال وزير الداخلية، إن الشرطة لم تستخدم الذخيرة الحية حيث حاولت تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكانت التقارير الطبية قد أكدت أن القتلى في مجزرة المنصة فارقوا الحياة إثر تعرضهم لطلقات نارية حية في الرأس والبطن والصدر بعد إصابتهم بنزيف داخلي حاد.
وأوضحت التقارير، أن مجموعةً من الشهداء فارقوا الحياة في الحال عقب إصابتهم بقرابة 5 دقائق لتعرضهم لإصابات مباشرة في الرأس والقلب. ودشن مغردون عبر موقع التدوين المصغر "تويتر" هاشتاج جديدًا تحت عنوان "مذبحة المنصة" بمناسبة حلول الذكرى الثانية لاشتباكات المنصة التي وقعت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. واحتل الهاشتاح المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الهاشتاجات تداولا عبر "تويتر" مؤكدين تمسكهم بإسقاط حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى والقصاص لدماء الشهداء حسب تعبيرهم.