فجر المقال الذي كتبه مجدي الجلاد، رئيس تحرير صحيفة "الوطن"، أزمة كبيرة داخل الأوساط الإعلامية والصحفية، وسرعان ما زادت حدة الانتقاد ل"الجلاد" على خلفية مقاله "أنا صرصار"، الذي شن فيه هجومًا حادًا على السلطات الحاكمة وجماعة الإخوان المسلمين، بسبب ما وصفه بصراعهما على السلطة، قائلاً: إن موقفه الثابت بأنه ليس مع القتلة من الجانبين. ووجه رجل الأعمال «نجيب ساويرس» رسالة إلى مجدي الجلاد، قائلًا له: «أقول لصديقي العزيز مجدي الجلاد لسنا صراصير، نحن أحفاد الفراعنة ونخوض حربًا ضد عدو خسيس جبان وغدار وسيسقط ضحايا وستحدث أخطاء، لا داعي للسواد، وتحية لروحك الصادقة». لكن الجلاد لم يلتفت كثيرًا لمقال "ساويرس" وحدد وجهته في رد الهجوم على الصحفيين والإعلاميين ممن أسماهم أبناء الأجهزة الأمنية ملمحًا إلى ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار، ليرد بمقال جديد حمل شعار" أنا صرصار.. وأنت أجدع ناس..!"، قائلًا: أما بعض زملاء المهنة فأقول لهم: أعرف دوافع بعضكم فى تجريحى.. فلكل واحد منكم قصة على باب مكتبى تستحق أن تُروى.. ولكننى أحاول دائماً أن أكتم غيظى وأن أتسامح مع من طلب منى شيئاً ولم يتحقق.. حتى من حاول أن «يلوي مقالى» ويحمله عكس مضمونه، أقول له « الحكومة لن تعطيك موقعاً صحفياً.. وارجع أمريكا»..!. وفي حديثه عن ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة "الأخبار"، قال الجلاد: غير أنني لا بد أن أشير إلى «ياسر الهجان» الذى يحاول تزعم مجموعة «أرزقية» للهجوم علينا جميعًا.. ياسر هذا يعيش على إيهام الجميع بأنه «ابن جهاز سيادى كبير».. وأنه «يؤدى مهام خطيرة لحماية مصر.. تمامًا مثل رأفت الهجان».. وله أقول: تهديدك لنا من أجل مكاسب شخصية ومصالح خاصة رفضنا تحقيقها لك لن يجدى حتى لو رأيناك على شاشة السينما في «تل أبيب مع نادية الجندى»..!. ولم يغير الجلاد موقفه برغم حالة الهجوم التي زادت عليه مؤخرًا ليكتب في مقاله: أصابت بعضكم «الخضة» حين قرأ مقالى «أنا صرصار.. وأنت أيضًا».. والواقع أن تلك «الخضة» هى تعبير عن «جين» مصرى أصيل ورثناه عن أجدادنا: نحن نكره النظر إلى «المرآة».. وإذا نظرنا إليها، رأينا عيوب الآخرين، وليس عيوبنا.. والأكثر من ذلك أننا ورثنا قدرة مدهشة على العيش تحت الحد الأدنى من «الحياة»، دون الإحساس بوجود أى مشكلة.. لذا فحين نموت «دون ثمن»، لا شىء يحدث، ولا جفن يهتز.. واحد مات.. عشرة ماتوا.. ألف ماتوا.. إيه المشكلة، فالحياة ليست أفضل من الموت.. أو الموت يتساوى مع الحياة.. أو المرحوم عمره كده.. أو «مالوش لقمة مكتوبة فى الدنيا».. ادفنوه. ومصمصوا الشفايف.. وكأنه «صرصار ومات»..!. وتابع: بعضكم غاضب.. والبعض الآخر مشى فى مظاهرة «المزايدة».. والبعض الآخر ظن أننى انقلبت على «ثوابتى».. ولكن الأغلبية فهمتنى «صح» واتفقت معى.. ودعونى أقف معكم أمام «المرآة» فى لحظة صدق.. وأقسم بالله العظيم أن حالنا لن ينصلح دون «صدق فى مواجهة الذات». وسيظل المصرى أرخص إنسان فى الدنيا، ما لم ننزع من داخلنا ذاك «الجين» الذى يجعلنا دائماً ننتظر من «الحاكم» العطايا والهبات.. حقوقنا هى ما يمنحنا «الزعيم».. وكرامتنا عزيزة، ولكن حتى «عتبات قصره»، فهو «واهب الحياة»، فكيف نغضب حين يأخذها، لذا فنحن لا نندهش عندما يقتلنا «الإهمال والتقصير والفساد»، ولا نطالب بمحاسبة أحد.. ربما لأن حياتنا بلا قيمة.. أو لأن «المهمل والمقصر والفاسد» جزء من السلطة، أو هو أحد رجال «الحاكم».. وسيادته لم يحاسبه.. بل هو لم يضع نظامًا يحاسبه.. إذن.. فما المشكلة منذ فجر التاريخ: الفرعون.. الزعيم.. نصف الإله.. أو هو الإله منحنا الحياة وأخذها..!.