أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي للأذهان العديد من رؤساء مصر الذين احتفظوا ببدلتهم العسكرية برغم وصولهم للحكم، وذلك بعد زيارة مفاجئة ومثيرة للجدل، اليوم، قام بها السيسي لشمال سيناء مرتديًا البدلة العسكرية، عقب الهجوم الدامي على عدة أكمنة للجيش خلفت أكثر من 22 من أبناء القوات المسلحة. وأثار ارتداء السيسي للبدلة العسكرية، والتي دون بها "الرئيس عبدالفتاح السيسي" في الأعلى وكتب وصفه في الأسفل "القائد الأعلى للقوات المسلحة"، العديد من التساؤلات هل من حقه أن يعود "للأفرول" العسكري بعد أن عزم خلعه قبيل الانتخابات الرئاسية في 2014، والتي أوصلته إلى مقاليد حكم البلاد؟ إلا أنه بالنظر إلى التاريخ فإن السيسي لم يكن الرئيس الأول الذي عاد إلى البدلة العسكرية، حيث سبقه العديد من الرؤساء على مدار عقود لما حظاه الرؤساء من أهلية باعتبار أنهم يتقلدون منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باستثناء الرئيس عبدالناصر الذي لم يكن القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تولى هذه المنصب المشير عبدالحكيم عامر. وترصد "المصريون" رؤساء مصر المنتمين للمؤسسة العسكرية منذ الإطاحة بالملك فاروق وإعلان الجمهورية بعد ثورة 1952. "نجيب" العسكري يعد الرئيس محمد نجيب أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 1952 وإنهاء الملكية، وإعلان الجمهورية في 1953. تميز نجيب أثناء فترة ولايته التي لم تمض إلا عامًا واحدًا، بمواظبته على ارتداء البلدة العسكرية و التي كانت جزءًا من شخصيته. عبد الناصر يبدأها عسكرية بدأ الرئيس جمال عبدالناصر ولايته الرئاسية خلفًا للرئيس محمد نجيب، في 24 يونيو 1956مرتديًا بدلته العسكرية لسنوات حتى قرر خلعه، وارتداء البدلة المدنية تأكيدًا منه على مدنية مصر، في ظل دعوات المعارضة عودة الجيش لثكناته. يضاف إلى أن عبدالناصر قانونيًا لم يكن مؤهلاً لارتداء البدلة العسكرية، حيث إنه لم يكن قائدًا أعلى للقوات المسلحة، والذي ارتبط بالمشير عبدالحكيم عامر. ورغم مرور مصر بالكثير من الحروب والاعتداءات ومنها حروب 56 و67 والاستنزاف وحتى وفاة الرئيس عبدالناصر لم يعد لارتداء الزى العسكري مرة أخرى. "السادات" بداية عسكرية ونهاية مأساوية تولى الرئيس محمد أنور السادات والقائد الأعلى للقوات المسلحة، البلاد خلفًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في ظل أوضاع سياسية واقتصادية سيئة، يتمثل ذلك في احتلال العدو الصهيوني لشبه جزيرة سيناء. ظل السادات محتفظًا بالبدلة العسكرية أثناء تلك الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن أثناء زياراته التفقدية للجبهة للاطمئنان على الحالة القتالية للقوات المسلحة، حتى تحقق النصر والعبور في العاشر من رمضان. واستمر السادات بعد الحرب في العودة للبدلة بين الحين والآخر وتحديدا أثناء احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر، حتى اغتياله مرتديًا البدلة العسكرية في حادث المنصة الشهير في 1981. مبارك يخلع البدلة العسكرية ودع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك والقائد الأعلى للقوات المسلحة البدلة العسكرية، منذ أن ظهر بها لآخر مرة في مشهد المنصة الشهير بجانب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقت أن كان نائبًا لرئيس الجمهورية، أثناء احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر والذي أسفر عن اغتيال السادات. ولم يظهر مبارك طوال ولايته التي دامت أكثر من ثلاثين عام مرتديًا البدلة العسكرية مطلقًا، لمحاولته التأكيد على مدنية الدولة. السيسي يعود للبدلة العسكرية منذ أن أعلن عزمه خوض سباق الانتخابات الرئاسية والتخلي عن البدلة العسكرية في 26 مارس 2014 في خطاب متلفز أعقب قبول مجلس الأعلى لقوات المسلحة استقالته. قال المشير عبدالفتاح السيسي، قائد القوات المسلحة، في نص كلمته: "شعب مصر العظيم.. اليوم، أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري، بعد أن قررت إنهاء خدمتي كوزير للدفاع.. قضيت عمري كله جندي في خدمة الوطن، وفي خدمة تطلعاته وآماله، وسأستمر إن شاء الله". وبعد مرور عام على توليه السلطة يفاجئ الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشعب المصري اليوم، بزيارته لشمال سيناء عقب الهجوم الدامي والذي راح ضحيته أكثر من 22 من أبناء القوات المسلحة، بحسب المتحدث العسكري. وأكد السيسي في كلمته التي ألقاها على حشد من أبناء القوات المسلحة، أن زيارته اليوم مرتديًا البلدة العسكرية جاءت لتقديم الشكر على جهود الجيش في مواجهة الإرهاب، على حد تعبيره.