زار يوم أمس 4/7/2015 الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيناء، ولا أدري لِمَ تأخرت الزيارة، دعك عن سبب غياب الرئيس عن المشهد منذ هجوم "داعش" الدامي يوم 1/7/2015. ولا ندري ما إذا كانت الزيارة ل"المؤازرة" ورفع المعنويات، أم ردًا على الأسئلة التي كانت تسأل: أين الرئيس؟! السيسي ظهر في التالي لاغتيال النائب العام هشام بركات، مشيعًا جثمانه إلى مثواه الأخير، فيما لم يظهر بالسرعة ذاتها، في الحادث الأخطر من الأول، وهي حرب "الاستيلاء" على المدن التي شنتها "داعش" في شمال سيناء! ما عزز من جدل "اختفاء الرئيس"، غيابه عن حضور الاجتماع الطارئ للمجلس العسكري، الذي انعقد بشأن أحداث سيناء، رغم وجوده في القاهرة!!. خاصة أن جريدة "الشروق" كانت قد أكدت انعقاد المجلس بحضور السيسي!.. فيما غاب الرئيس عن زيارة الضباط والجنود المصابين أثناء الهجوم، وقام بالزيارة القائد العام ورئيس الأركان، يوم الخميس 2/7/2015!! آخر ظهور إعلامي للرئيس كان الثلاثاء 1/7 جنازة بركات ولم يظهر إلا أمس 4/7!!.. رغم أن المسافة بينهما، كانت الأسوأ في تاريخ مصر، منذ يونيو 67!! في الأحداث الكبيرة، الماسة ب"الكبرياء الوطني" تتوجه أنظار الناس إلى الرئيس، وليس إلى أي قيادة أخرى أقل منه.. تبحث عنده عن إجابة.. عن أمل، يخفف عنها آلام الانكسار.. وينتشلها من اليأس والإحباط. الرئيس هو المسئول في مثل هذه الأحداث الكبيرة أمام الذين انتخبوه ووضعوا ثقتهم فيه، وكم كان مثيرًا للدهشة، اختفاء الرئيس لثلاثة أيام متتالية، فيما كان الإحساس بالقلق على مستقبل البلد كله، يعتصر العقول، ويؤلم القلوب المتعبة والمكلومة. الناس لم تكن تنتظر من الرئيس، أن يظهر مرتديًا السترة العسكرية، وسط جنوده وضباطه في سيناء، خاصة أن التقاليد الرئاسية في مصر، منذ 1952، تشير إلى أنه بروتوكول دعائي لا إجرائي.. يقدم دعاية لا إجابة عن أسئلة بشأن حادث جلل. حتى الكلمات التي نقلت عنه، كانت خطابًا إنشائيًا مجاملاً.. ولم يشر من قريب أو من بعيد عن إجراءات محددة اتخذها للتحقيق ومحاسبة المقصرين.. خاصة أن الرواية الرسمية لهجوم سيناء، تكابد مشقة كبيرة في إقناع الرأي العام، بما حوته من معلومات وتفاصيل عن الحادث، فيما يتهمها قطاع ليس بالقليل من النخبة بأنها مستوحاة من مدرسة الإعلام التعبوي الشهير في دولة عبد الناصر. ظهور الرئيس يوم أمس.. لم يبدد المخاوف ومشاعر القلق، خاصة أنه لا أحد في مصر، يعرف على وجه الدقة أو التقريب ماذا يحدث في سيناء؟! فيما باتت الوصاية الإعلامية من مخلفات ظلامية ما قبل الإنترنت والسموات المفتوحة، وستخصم من الثقة في النظام، وستعزز من الانطباع بأن لديه ما يخفيه عن شعبه.. ويكره أن يطلع عليه أحد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.