استعرضت لجنة الصحة بمجلس الشعب برئاسة الدكتور حمدي السيد في اجتماع أمس الأول 15 بيانا عاجلا من نواب الأغلبية والمعارضة والإخوان المسلمين حول طرح لبن أطفال فاسد مدعم من وزارة الصحة بالصيدليات ، مما تسبب في حالة من الهلع والرعب لدى آلاف الأسر . وشهد الاجتماع مناقشات ساخنة اتهم فيها النواب الحكومة بعدم التصدي للأزمات التي تحدث للبلاد إلا بعد فوات الأوان وحدوث الكوارث ، وهو ما يؤكد غياب التنسيق وعدم الشفافية في إعلان المعلومات ، لدرجة أن الشيء الوحيد الذي أجمع عليه المسئولون في مصر هو التضارب في المعلومات والبيانات والأرقام الصادرة منهم. وأكد النائب الدكتور جمال زهران أن الأمر خطير خاصة بعد أن حذرت وزارة الصحة المواطنين من استخدام هذا اللبن المدعم وسحب كميات تصل إلي أكثر من مليون عبوة لعدم سلامتها، وللأسف هناك تضارب التفسيرات علي ألسنة المسئولين خاصة وأن البعض أرجع فساد تلك الألبان إلي سوء التخزين والبعض أرجعه إلي عيوب في الصناعة. وشدد النائب على أننا أمام قضية خطيرة تستوجب المساءلة الفورية للحكومة عن الأسباب التي حالت دون متابعة هذا المنتج الذي يستهلكه الأطفال منذ بداية إنتاجه فضلا عن مساءلة الحكومة عن الإجراءات التي اتخذتها لمحاسبة المسئولين عن هذا الضرر الذي وقع علي أكثر من 2 مليون طفل والإجراءات المستقبلية لتفادي هذا الأمر ، وأيده في ذلك النائب الدكتور فريد إسماعيل. وطالب الدكتور حمدي حسن بضرورة دراسة هذه القضية وبحثها في ضوء المعلومات الخطيرة المنشورة في جريدة الأحرار، رغم تأييدنا لتشجيع المنتج الوطني ، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية التي لدينا وما أدلي به الخبراء في جريدة الأحرار يؤكد أن منتج الألبان سليم وأن ما حدث ناتج عن سوء التخزين . واقتراح النائب تشكيل لجنة تحقيق لزيارة هذا المصنع الذي افتتحه الرئيس مبارك حتى لا يكون حكمنا غير مستند للدراسات العلمية ، خاصة وأن هناك حربا منظمة بين شركات الحيتان ولا نريد تدمير الصناعة الوطنية التي نتفاخر بها . وحمل النائب سعد الحسيني وزارة الصحة المسئولية الكاملة لما حدث ، مؤكدا أنها كانت غائبة ولم تعلم أي شيء عن فساد هذا اللبن إلا من خلال شكاوى المواطنين ، كما تأخرت الوزارة أيضا في الكشف عن عدم صلاحية استخدام هذا اللبن ولم تعلن عن ذلك إلا بعد شهرين ، مضيفا: هل يعقل أن تستمر وزارة الصحة في إجراء تحاليل علي اللبن لمدة شهرين. ومن جانبها ، أكدت الدكتورة ماجدة رضا رئيس الإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة إن الوزارة لديها مخزون استراتيجي من الألبان المدعمة يكفي لمدة 9 شهور. وأوضحت أن المشكلة بدأت في محافظتي قنا وسوهاج بعد الإبلاغ عن حالات إصابة بين الأطفال بقئ وإسهال ومغص ، واكتشفنا وجود زناخة باللبن، وعلي الفور أرسلنا منشور إلي جميع محافظات الجمهورية بسحب العبوات الخاصة بالتشغيلة 183 وذلك خلال شهر أكتوبر من العام الماضي واكتشفنا بعد ذلك هذه الرائحة في 14 تشغيلة وقد قمنا بسحب تلك التشغيلات من الأسواق كما صدر قرار بضبط وتحرير أي كميات موجودة في السوق فضلا عن التحفظ علي 600 ألف عبوة كانت موجودة بالشركة ومليون أخري بشركة مصر للأدوية و 400 ألف عبوة من الأسواق . وكشفت الدكتورة ماجدة رضا أنه تم بتشكيل عدة لجان بتكليف من وزير الصحة وثبت في النهاية أن السبب وراء ذلك يرجع إلي عيوب في التصنيع والخامات المستخدمة في التصنيع وفي ضوء هذه الأحداث تم وقف خط الإنتاج بالشركة ، حيث إنه كان يجب علي الشركة أن تبادر بحل هذه المشكلة قبل تفاقمها بهذه الصورة . وأكدت الدكتورة ماجدة رضا أن هناك مسئولية سوف تقع علي أصحاب الصيدليات في حالة احتفاظها بهذه العبوات وسيقعون تحت طائلة القانون ، فما يهمنا هي صحة الإنسان المصري قبل أي شيء. وقالت الدكتورة ماجدة رضا في مفاجأة غير متوقعة أنه بسؤال الشركة المنتجة للبن الأطفال عن مصدر الزيت المستخدم في صناعة الألبان ، أكدتا أنه شركة "برما" وعند الرجوع لشركة "برما" أفادت أنها لم ترسل أي زيوت إلي الشركة منذ 6 شهور إلا أنها أكدت في نفس الوقت أنه بتحليل عينات لبن الأطفال لم يثبت وجود أي ميكروب أو مواد سامة باللبن وأن ما ثبت فقط من التحاليل وجود زناخه. من جانبه ، دافع الدكتور إبراهيم أحمد عزت رئيس مجلس إدارة شركة "لاكتو مصر " عن إنتاج الشركة ، مؤكدا أنه منذ عام 2003 وحتى الآن تم بيع 16 مليون علبة ولم تحدث أي مشاكل فضلا عن نجاحنا في التصدير إلي السعودية والإمارات وليبيا فضلا عن حصول الشركة علي شهادة الأيزو نتيجة تطبيق أفضل تظم الجودة وجميع المواد الخام تخضع لإجراءات صارمة قبل استخدامها ولدينا شهادات رسمية معتمدة من عدة جهات رسمية داخل الدولة تؤكد سلامة إنتاج الشركة ، ولا أعرف السبب وراء هذه الحملة وهل يريدون إغلاق الشركة. وأكد الدكتور إبراهيم عزت أننا حريصون علي سلامة الطفل المصري ونحن أول من اكتشفنا وجود رائحة الزناخة وليست وزارة الصحة في التشغيلة 183 ومع ذلك قمنا بسحب ثلاث تشغيلات من السوق وأبلغنا وزارة الصحة بذلك . وأرجع رئيس الشركة رائحة الزناخه إلي ثلاث عوامل منها الرطوبة أو الزيوت أو تسرب غاز النتروجين من داخل العبوة ولقد أبلغنا الجانب الألماني بما حدث وطلب إرسال بعض العينات والمواد الخام لتحليلها في ألمانيا، مشيرة إلى أن الخطأ وارد في أي صناعة لكن الحملة التي تعرضت لها الشركة فيها ظلم بين. من جانبه ، أكد الدكتور حمدي السيد رئيس اللجنة أن اللجنة مازالت في طور البحث والدراسة وهناك تأكيد بوجود عيب تصنيع واللجنة سوف تعقد اجتماعات أخري ، معلنا أن هذا الملف ما زال مفتوحا حتى نصل إلي الحقيقة.