كالعادة .. فشل التليفزيون المصرى فى الحفاظ على البقية الباقية من مشاهديه والذين كان لديهم أمل فى أن يتابعوا الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر خاصة إستشهاد المستشار هشام بركات النائب العام فى عملية إرهابية غادرة وجبانة وأيضاً الأحداث الدامية التى شهدتها سيناء خلال الأيام الماضية . وكان التليفزيون المصرى الذى يهدر أكثر من 12 مليار جنيه سنوياً من الموازنة العامة للدولة مغيبا عن متابعة الاحداث شكل مهنى وإحترافى يجعله فى منافسة مع القنوات الخاصة . وتؤكد كل الوقائع أن قيادات ماسبيرو أدمنت الفشل فى تغطية كل الأحداث التى حدثت فى مصر طوال الفترة الماضية .. وهو ما يؤكد أن هذه القيادات لا تستحق أن تبقى فى مكانها لحظة واحدة وأن من يقومون بالتستر عليهم يرتكبون جريمة فى حق مصر وشعبها . وحتى تعرفوا أسباب هذا الفشل نستعرض بعض الوقائع التى حدثت داخل ماسبيرو والتى تؤكد مدى (تفاهة ) هذه القيادات وعدم إمتلاكها القدرة ولا الخبرة لمواكبة مثل هذه الأحداث .. ففى الوقت الذى قطع فيه رئيس الوزراء ابراهيم محلب زيارته لمشروع توشكى فى أسوان عقب علمه بأنباء العملية الإرهابية التى تعرض لها النائب العام ( لم يكن المستشار هشام بركات قد استشهد حتى هذه اللحظة ) وجدنا حسين زين رئيس قطاع القوات المتخصصة يرفض قطع إجازته فى مارينا والعودة لمتابعة الأحداث وتحجج فى ذلك بأنه يؤدى واجب العزاء فى والد زوجة شقيقة ( لاحظوا العزاء فى مارينا !!!!) .. الجدير بالذكر أن حسين زين وجد نفسه مضطراً للعودة فى اليوم التالى للقاهرة ليس لمتابعة الاحداث - كما قد يتصور البعض - بل لحضور حفل الإفطار الفاخر الذى دعا اليه مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون والذى حضره – وفقا لما نشره خالد نور الدين صديق لاشين على صفحته بالفيس بوك – أسامة البهنسي ومصطفى حسين نائبى رئيس قطاع القنوات المتخصصة وسمير سالم رئيس القناة الأولي والسوبر مجدي عبد العال ( المعد والبروديوسر ومدير عام التنشيط الإعلانى وأشياء آخرى ) ووليد حسن بروديوسر برنامج (الناس ) وخالد رزق نائب رئيس القناة الاولي ( ملحوظة .. مجدى لاشين ورفاقه يعدون لحفل إفطار فخم آخر يوم الثلاثاء القادم !!! ) . على الجانب الآخر وفى قطاع الأخبار الذى تترأسه صفاء حجازى فقد تم تجاهل ما يحدث من اشتباكات مروعة في سيناء، وتم الاكتفاء بعرض برامج وثائقية وأفلام تسجيلية قديمة، وإذاعة بيانات المتحدث العسكري فقط , وفى مقابل ذلك شغلت الأوضاع المتدهورة في سيناء إهتمام القنوات الإخبارية المصرية الخاصة والعربية، إضافة إلى الوكالات العالمية وقامت بمتابعة تلك الأحداث لحظة بلحظة حيث أذاعت منذ بدء الهجمات تغطيات ومتابعات إخبارية حية للمواجهات بين الجيش المصري والإرهابين في رفح والشيخ زويد. فى نفس السياق نشير إلى أنه فى الوقت الذى نقلت فيه القنوات الإخبارية المصرية والعربية – على الهواء مباشرة - إجتماع الجامعة العربية الذى دعت له مصر لمناقشة الهجمات الإرهابية في سيناء كان التليفزيون المصرى يذيع برنامج "طعم البيوت" على القناة الأولى الرسمية . وفى نفس الوقت الذى أعلنت فيه بعض القنوات المصرية والعربية الحداد على أرواح الشهداء الطاهرة وجدنا أن التليفزيون المصرى كان يذيع على الهواء برنامج المطبخ الذى يقدمة اشرف معتز (شيف السفارة الأمريكية بالقاهرة ) والذى كان يقدم وصفة لعمل سلطة الزبادى ؟!!!! . ياسادة .. قبل أن نلقى اللوم على بعض الفضائيات ووكالات الانباء العالمية أو المواقع المحلية بسبب عدم دقة ما تنقله حول بعض المعلومات عن الأحداث الإرهابية التى شهدتها سيناء ..يجب أن نلقى اللوم على الإعلام الرسمى الممثل فى التليفزيون المصرى وأيضاً وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية حيث يجب عليهما أن يكونوا اصحاب السبق فى تغطية مثل هذه الأحداث . ولذلك أطالب بأن تكون هناك استجابة وتعاون من جانب الجهات الرسمية وأن تقدم معلومات فورية – بقدر الإمكان – عما يجرى من أحداث ويتم نشرها عبر الصفحات الخاصة للجهات الرسمية على الفيس بوك أو من خلال التليفزيون المصرى الرسمى , لأن العالم كله أصبح جهازا صغيراً وليس قرية صغيرة كما كان يقال من قبل , وهناك الملايين فى مصر وخارجها يريدون أن يكونوا متابعين للأحداث اولاً بأول , وحتى لا نترك وكالات الأنباء العالمية والمواقع الإخبارية فريسة لإستقاء معلوماتها من جهات مشبوهة أو صفحات تابعة لتنظيمات إرهابية داخلية أو خارجية هدفها زعزعة الثقة بين الشعب والجيش وهو ما لا يتمناه أى وطنى غيور على بلده .