قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن مسلسل "حارة اليهود" الذي يثير جدلاً شديدًا داخل وخارج مصر هذه الأيام يحتوي على رسالة سياسية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مفادها أنه "يعيد مصر إلى طبيعتها السليمة"، بحسب تعبيرها. وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن رسالة السيسي من المسلسل تشير إلى رغبته في أن يتعايش المصريون من مختلف الأعراق في انسجام، حيث يعيش المسلم والمسيحي واليهودي جنبا إلى جنب، ويختلط الحديث العربي بمصطلحات فرنسية، وتلبس العديد من النساء قمصانا تظهر صدورهن، وتنانير لا تصل إلى الركبة، حيث تقع فتاة يهودية في حب جندي مسلم، وفتاة مسيحية تهيم حبا بشاب يهودي، وحتى أن البلطجية، الذين يحرسون بيت الدعارة، حريصون على الحفاظ على التعايش. وأشار التقرير إلى أن أحداث المسلسل تقع في حارة اليهود في القاهرة القديمة خلال وبعد حرب 1948 بين العرب وإسرائيل، وتصور الحركة الصهيونية والدولة الإسرائيلية التي أنشأتها على أنهم أشرار. وأضاف أنه لأول مرة في الإعلام المصري، الذي يتفشى فيه عداء السامية، تعرض قصة المجتمع اليهودي في حارة اليهود بتعاطف كبير، مشيرة إلى أن تعدادهم لا يزيد على 25 ألفًا، غالبهم من النساء المسنات، بينما كان عددهم في أربعينيات القرن الماضي يصل إلى 75 ألفًا.