رُبما خرجت الحكمة من امرأة , ورُبما فقدها الاف الرجال ! ملكة على عرشٍ عظيم , دانت لها العباد , وخلفها جيش كبير ولديه الاستعداد للتضحية من اجلها ولدة العدة والعتاد , ولما جاء الهُدهد برسالة سليمان طرحت الملكة على رؤساء قومها الرسالة: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴾ - قال رؤساء قومها : نحن على استعداد للحرب، ولكن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساء قومها؛ فإن رسالة سليمان أثارت تفكيرَها أكثر مما استفزَّتها للحرب. - ربما يكون سليمان قويًّا إلى الحد الذي يستطيع فيه غزو مملكتها وهزيمتها، يجب أن تفكر بحكمة , وفى النهاية رجحت الحكمة في نفسها على التهور، وقرَّرت أن تلجأ إلى اللين .. فبدأت بالهدية لعل سليمان يقبلها وتنتهي المواجهة , ولما وجدت الأمر أكبر من مجرد هدية قررت الذهاب إلي سليمان لتترضاه حفاظاً على دولتها وحفاظاً على أمن راعياها ..!! - فى اللحظة التي كانت فيها بلقيس تتجه إلي سليمان , كان سليمان يُفكر فى هدايتها لا إذلالها , كان يشغله كيف يُعبد قومها وكانوا يعبدون الشمس أن يعبدهم لله رب العالمين .. فطلب سليمان من عفريت من الجن أن يأتي بعرشها لا ليستعرض قوته ولكن ليدعم حُجته . - ولما وصلت بلقيس وبدأ السجال , والحوار , ولما كانت حُجة سليمان قوية لم تتكبر بلقيس , بل أسلمت لله رب العالمين , وكان سبب إسلامهم هُدهد ضعيف , فالهدهد نبه ووجه , وسليمان خطط ونفذ , وبلقيس تقبلت واستجابت فتمت نعمة ربك عليهم أجمعين . - شكراً بلقيس , فلقد رأينا فى زماننا من يُضحي بكُل شىء من أجل العرش , ولو أنهم فهموا كما فهمتِ و فعلوا كما فعلتِ ما وصلنا إلي ما وصلنا إليه , وما انتظرنا ما نحن مقدمون عليه .. - يا بلقيس لو قابلتي سُليمان يوماً فأبلغيه مني السلام وقولي له " عام 2015 من الميلاد وبعد بعثة آخر الرسل والأنبياء , وبعدما اكتمل الدين , وقف من لا يملكون العرش ليطلبوه ولو بالدماء " يا بلقيس .. لله درك , كم من رجال فى زماننا يحتاجون ذرة من حكمتك . .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.