ربما تصبح التضحية ببعض الشخصيات – من وجهة نظر المعارضين للنظام- له أبعاد سياسية ومكاسب إستراتيجية قد يستفيد منها الرئيس عبدالفتاح السيسي. اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات يحمل بلا شك في مضمونه جملة من الخسائر للدولة المصرية، وربما يحمل مكاسب للنظام، بحسب خبراء سياسيين. ولقي النائب العام المستشار هشام بركات مصرعه بعد انفجار استهدف موكبه بالقرب من منزله بالنزهة بمنطقة مصر الجديدة. مكاسب النظام: تزايد أحكام الإعدام تجاه جماعة الإخوان يرى الدكتور سعيد صادق، المحلل السياسي، أن اغتيال النائب العام هشام بركات سوف يؤكد صحة مسار النظام الحالي في مواجهة الإرهاب، وسط توقعات بتزايد وتيرة أحكام الإعدام ضد جماعة الإخوان. تأييد دولي لمواجهة الإرهاب ستحظى مصر بتأييد دولي كبير في حربها ضد الإرهاب، عقب اغتيال النائب العام، وقد أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا يدين فيه الحادث، كما بادرت الولاياتالمتحدة بإدانة الحادث، وقال مارك تونر، نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل النائب، وإنها ستقف إلى جانب مصر في هذا الوقت العصيب، لمواصلة العمل سويًا على محاربة كارثة الإرهاب. تأجيج الكراهية ضد التيار الإسلامي يرى حاتم أبو زيد، عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة، أن الإعلام المؤيد للنظام سارع في توجيه الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين دون انتظار تحقيق؛ مما يكرس كره الشعب المصري لها واستغلال ذلك في مواجهتها سياسيًا. كما سيتجه النظام لاستغلال حالة الصدمة من اغتيال النائب العام والقيام بحملات اعتقال إضافية لقيادات التيار الإسلامي وربما تطال ليبراليين معارضين. تمرير قانون الإرهاب تسعى الحكومة لإقرار قانون الإرهاب الجديد وسط معارضة تبدو شفهية حتى الآن للقانون الذي يكبل الحريات بشكل أكبر ويفرض أحكامًا غير منطقية وربما يساعد اغتيال النائب العام على تمريره دون اعتراض. فرض الطوارئ والإحالة للمحاكمات العسكرية اغتيال النائب العام عزز مطالب البعض بفرض حالة الطوارئ، وقد طالب طاهر الخولي، المحامي الأول لنيابات أمن الدولة السابق، الرئيس السيسي، بإحالة المتهمين في قضايا الإرهاب للمحاكم العسكرية لسرعة القصاص. فيما أكد الكاتب مصطفى بكرى، ضرورة القصاص من مرتكبي محاولة اغتيال النائب العام، مؤكدًا أن المحاكمات العسكرية هي الحل. وقال عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قصاص يا أولى الألباب، البلد في حالة حرب، الإرهاب يتصاعد ويطال الكثيرين وعناصره تحاكم منذ سنوات، لو كانت هناك مواجهات حاسمة وسريعة منذ البداية لما بقيت هذه العناصر خارج الأسوار". خسائر اغتيال بركات تراجع الاقتصاد خسرت البورصة نحو 4 مليارات جنيه خلال جلسة تداولات جلسة أمس متأثرة بالحادث وسط مؤشرات سيئة لإمكانية تعافيها خلال الفترة المقبلة. خسائر جديدة في السياحة تكرار الحوادث الإرهابية في الفترة الأخيرة بداية من حادث الكرنك واغتيال النائب العام سوف يدعم تراجع معدلات التحسن في أعداد السائحين القادمين إلى مصر. ولفت المحلل السياسي سعيد صادق، إلى أن اغتيال النائب العام سيلاقي مردودًا سلبيًا تجاه شركات السياحة من عدم قدرة الدولة على حماية مسئوليها، مما قد يعرض المواطنين الأجانب لمخاطر كبيرة. عزوف المستثمرين ويشدد "صادق" على أن استهداف النائب العام سيؤدي إلى سحب عدد كبير من المستثمرين لأموالهم والبحث عن مكان آمن، وذلك لاحتمالية تكرار هذه العمليات في المستقبل. عدم استقرار سياسي تكرار حوادث الاغتيال بدءًا من محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، ثم هجوم الكرنك، وحادث اغتيال هشام بركات، يدفع بالبلاد نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار سياسيا وأمنيا واقتصاديا.