أصحاب المشاريع الإسكانية الفاخرة يعززون الطبقية.. وإعلانات التبرعات تتجاوز حدود المألوف كالعادة في شهر رمضان، امتلأت الفضائيات بالإعلانات التي يستغل أصحابها الإقبال الشديد على مشاهدة الفضائيات لعرضها في هذا التوقيت من كل عام، والتي تعتمد في كثير منها على الفنانين والمشاهير، دون أن يخلو الأمر من استفزاز لمشاعر قطاع كبير من المصريين، عند مشاهدة الإعلانات الخاصة بالإسكان في التجمعات الراقية، والتي يصل أسعارها إلى ملايين الجنيهات، خاصة وأن الترويج لها يعتمد غالبًا على الإساءة إلى المصريين، ويظهرهم على أنهم متطفلون. إلى جانب إعلانات التبرعات، وهي الظاهرة التي انتشرت منذ سنوات خلال شهر رمضان، وتزداد كل عام بشكل أكبر ومبالغ فيه، حيث تتصارع المستشفيات والجمعيات الخيرية على جذب المشاهد للتبرع، مثل جمعية "الأورمان" و"بنك الطعام"و"بنك الشفاء" ومستشفيات القلب، والسرطان، ومستشفى 500500، وهي إعلانات الغرض منها استدرار عطف المصريين للتبرع، من خلال شخصيات فنية وإعلامية ورياضية، بل وسياسية، وأيضًا إظهار الجانب الآخر للأطفال المرضى، وكبار السن المحتاجين. وقال محمد شومان, الخبير الإعلامي, إن "الإعلانات في مصر تعكس صورة سلبية أمام العالم, وهى أنه لا يوجد في مصر أي نوع من أنواع العدالة بسبب الإعلانات التي تتحدث دائمًا عن الغني وتناقش في الجانب الآخر الفقر ومسألة التبرعات للمحتاجين, دون أن تراعي تلك النوعية من الإعلانات شعور المشاهد". وأضاف شومان في تصريحات إلى "المصريون": "إعلانات التبرعات أصبحت تبث بشكل مبالغ فيه كل سنة، والتي أصبحت مشاريع للتربح", متسائلاً: "لماذا تذاع فقط في شهر رمضان، وهل القنوات الفضائية التى تذيع تلك الإعلانات لا تتقاضى أجرًا، وهل الفانيين الذي يظهرون في تلك الإعلانات متطوعون أو يتقاضون أموالاً نظير ظهورهم؟. وتابع شومان: "الإعلام المصري يعيش في حالة فوضى، ومن بينها الفوضى الإعلانية التي نراها في رمضان, إذ يجب أن لا تتعدى مدة الإعلان ربع ساعة من حلقة المسلسل التي تبلغ مدة عرضها ساعة". فيما انتقد الدكتور محمد بيومي, أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ظهور الأطفال المحروقين في أحد إعلانات الجمعيات التي تطلق على نفسها خيرية، من أجل استعطاف المشاهد للتبرع لعلاجه، موضحًا أن "المساعدة والعمل الخيري له ضوابطه ومعاييره والتى للأسف لا يتم تطبيقها".