أحد القيادات الطلابية في فترة السبعينيات وعضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين حتى شهر مارس 2011، إنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق . اشتهر أبو الفتوح وسط القوى السياسية الأخرى، بأنه من أكثر أفراد الإخوان المنفتحين والأكثر جرأة وشراسة في معارضة الحكومة، وهو رائد جيل التجديد داخل الجماعة، وهو الآن وكيل مؤسسي ورئيس حزب مصر القوية والذى أسسه عقب ثورة 25 يناير . عقب ثورة يناير أعلن الدكتور أبو الفتوح ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية 2012 وذلك في يوم 10 مايو 2011. وقوبل القرار بالترحيب من بعض القوي السياسية وبعض شباب الثورة إلا أنه لاقي اعتراضا من قبل مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين لإعلانهم مسبقا عدم تقديم أي مرشح لانتخابات الرئاسة القادمة وكانت هذه نقطة جوهرية في أول خلاف بين أبو الفتوح والجماعة . وقرر مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين، فصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من عضوية الجماعة، بناءً على ما أوصت به لجنة التحقيق الدائمة في جلسة 18 يونيو 2011، لترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية وعدم التزامه بقرارات الجماعة فى ذلك ومن بعدها وأصبح أبو الفتوح محل هجوم ونقد شديدين من الجماعة حتى وصل الأمر إلي اتهامه في بعض الأحيان بالخيانة . وفي يوم 29 مارس 2012 قدم عبد المنعم أبو الفتوح أوراق ترشحه رسميا إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وأعلن المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة أن أبو الفتوح تخطى عدد التوكيلات المستوفاة للشروط وهي 30 ألف توكيل. نجح أبو الفتوح في تشكيل ائتلاف متنوع التوجهات لدعمه فدعمه مجموعة من الشخصيات الشبابية الثورية مثل وائل غنيم وبلال فضل كما حاز أيضا على تأييد حزب النور والدعوة السلفية . وانضم كذلك حزب الوسط وحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية لمجموعة مؤيديه وأيده كذلك عدد من الفنانين مثل آثار الحكيم و حمزة نمرة و حنان ترك و محمد صبحي . كان أبو الفتوح ضمن ثلاثة عشر مرشح للانتخابات الرئاسية، أبرزهم حمد ين صباحى مؤسس التيار الشعبي والفريق أحمد شفيق ومحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين والتي دفعت به على الرغم من قرارها السابق بعدم الترشح لتسعى الجماعة وقتها لدعم مرسي بكل قوتها أمام مرشحيه وعلى الأخص أبو الفتوح والذى تم مهاجمته بشده على قرار الترشح للرئاسة في الوقت الذى دفعت فيه الإخوان بمرشح وحصل أبو الفتوح على أكثر من 4 مليون صوت في الجولة الأولى من الانتخابات ليصعد في الجولة الثانية الدكتور محمد مرسي ومنافسه الوحيد الفريق أحمد شفيق . ومع النقد الشديد الذى تعرض له أبو الفتوح بسبب ترشحه للرئاسة، أظهر أبو الفتوح ميلاً نحو دعم مرسي في مواجهة شفيق، في الجولة الثانية على الرغم من نفيه إعلانه الرسمي لذلك ففي بيان صدر عن حملته الانتخابية، قال أبو الفتوح إنه يدعو مؤيديه إلى تنحية الخلافات السياسية والحزبية جانباً، والعمل على بناء توافق وطني، والوقوف جبهة متحدة ضد رموز الفساد والقمع وأعلن بدء اتصالات واجتماعات وحوارات بكل القوى الوطنية، بهدف تجميع الجهود والأصوات لمواجهة النظام الفاسد . المحطة الثانية التى اغتالت فيها الجماعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هى مشاركته فى تظاهرات ال 30 من يونيو ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، ليكون متهما رئيسا من قبل جماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة في الانقلاب على أول رئيس منتخب وذلك بمشاركته القوى المدنية للتظاهر في هذا اليوم للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإجراء عدة إصلاحات سياسية . على الرغم من اتهام أبو الفتوح من قبل الجماعة بالمشاركة في الانقلاب على مرسي، إلا أن أبو الفتوح رفض ما وصفه ب"انقلاب 3 يوليو" والذي نص علي عزل محمد مرسي، وإقرار خارطة طريق مستقبل، تبدأ بتعديل الدستور وانتخابات رئاسية مبكرة وإجراء انتخابات برلمانية مؤكدًا في تصريحات له عقب عزل مرسي أن خارطة الطريق انقلاب على الدستور والمسار الديمقراطي . وقاطع أبو الفتوح الاستفتاء على دستور 2014، والمشاركة في الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية لعدم اعترافه بالنظام الحالي ووصفه لما حدث بالانقلاب العسكري . لم يقتصر الهجوم على أبو الفتوح من قبل جماعة الإخوان على ترشحه للرئاسة فى 2012 أو مشاركته في 30 يونيو فقط فقد جاءت المبادرة التي أطلقها أبو الفتوح الأسبوع الماضي لإنقاذ الوضع السياسي في مصر لتقابل هي الأخرى بعد اهتمام من قبل قيادات دعم الشرعية المؤيد للإخوان فقد اعتبر إيهاب شيحة القيادي بالتحالف المبادرة بأنها محاولة لتجميل شخصية "فاشلة"، في إشارة منه لمواقف أبو الفتوح الأخيرة من التحالف وجماعة الإخوان معلنا رفض التحالف لها . كما قال الدكتور عطية عدلان، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إن مبادرة أبو الفتوح ما هي إلا حلول لخروج النظام من المواجهة وضمان تأمينه من القصاص الذي يطالب به الثوار، في حين اتهمه البعض الآخر بأنه مدفوع من النظام لتحقيق المصالحة لم يكتف الأمر على قيادات دعم الشرعية فقد سارعت صفحات جماعة الإخوان على مواقع التواصل الاجتماع في تشويه صورة أبو الفتوح ووصفه بالانقلابي وأنه جاء بهذه المبادرة إنقاذا للنظام الذى سانده في ال 30 من يونيو في الانقلاب على الرئيس الشرعي . المبادرة التي أطلقها أبو الفتوح لإنقاذ المسار السياسي في مصر كان ملخصها تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتعيين رئيس حكومة جديد على أن يفوض رئيس الجمهورية صلاحياته إلى رئيس الحكومة، بالإضافة إلى إعادة هيكلة وزارة الداخلية والتمهيد لانتخابات رئاسية مبكرة خلال عام والإفراج عن جميع المحتجزين غير المدانين في قضايا القتل والإرهاب وإلغاء عقوبة الإعدام في الفترة الحالية كانت هذه أبرز بنود المبادرة.